محمد جبار الربيعي
لم يكتفِ الإيطاليان “أنتونيو أوغوليار” ،و”غابريّلِه دِلْ غراندِه” والفسطيني السوري “خالد سليمان الناصري” بعرض مشكلة “المهاجرين غير الشرعيين” الهاربين من بلدانهم بسبب الإضطهاد الذي يُمارس ضدهم ، وكذلك من آتون الحرب الدائرة في سوريا ، بل تعدى عمل السينمائيين الثلاثة الى السعي لحل مشكلة هؤلاء المهاجرين ، ومع أن فعلتهم هذه ستُعرضهم الى المساءلة القانونية أمام السلطات قد تصل الى السجن 15 سنة ، والغرامة التي قد تبلغ 75000 يورو لكنهم فرحين بأنهم حلوا مشكلة خمسة ممن “خرجوا من الموت سهواً” ، وهنا كتب فريق عمل فيلم ” أنا مع العروس “بعد إندلاع الحرب في بيوتنا ونحن لا ننفكّ نتحدث بشأنها، وبشأن كثير من السوريين والفلسطينيين الذين يصلون يومياً إلى لامبيدوزا، هرباً من بطش المدافع في سوريا وثم إلى ميلانو لا هرباً هذه المرة ولكن بحثاً عن طريق يوصلهم إلى شمال أوروبا الذي يمنح اللاجئين ميزات كثيرة لا يمنحها الجنوب”
إذن المشكلة ببساطة هي اُناس هربوا مع القتال الدائر بشكل غير شرعي , لكن كيف سيساعدونهم ؟
خدعة تتكلل بالنجاح
” أيّ شرطيّ على الحدود في أوروبا سيخطر في باله إيقاف موكب زفاف وتفتيش وثائق العريسين؟، طرحنا هذا السؤال ما بيننا للمرة الأولى2013″ إنتبه فريق العمل الى ذلك “حسب قولهم” ، وهنا تنامت لديهم فكرة تهريبهم ،ولكن بحيلة تنقسم الى شقين ، أولهما :تهريبهم في موكب زفاف وهمي ، والثاني: تصوير تلك العملية لإنتاج فيلم وثائقي يتابع طريق موكب العرس ،ويرصد كل ما يحدث معهم فيه ،وبهذا يضربون عدة عصافير بحجر واحد ، فهم من جانب يحلون مشكلة المهاجرين ، وهو الأهم ، وخلال ذلك يصورون فيلماً وثائقياً ، كما إن عملية التصوير تلك تعطيهم فسحة للحركة ،ومشروعية، وإقناع كبيرين لشرطة الحدود ، وفعلاً نجح الأمر ،ووصل أبطالهم الى السويد بعد أن جابوا أووربا في رحلة محفوفة بالمخاطر والقلق ،فهم يقولون عن اول يوم من رحلتهم “التقينا أمام محطة ميلانو المركزية فجر الرابع عشر من نوفمبر عام 2013 كُنّا 23 صديقاً بين شاب وشابة ، كان هنالك من لديه وثائق وآخرون دونها، ولكن جميعنا كنا نرتدي ثياباً في غاية الأناقة كأننا في عرس حقيقي ” وبعد أن واجهتم تحديات كثيرة منها إنتاجية ،وفنية ايضاً ، واولها اختيار العريسان المقنعان لتلك الرحلة ، وهنا تم إختيار فتاة فلسطينية سورية تحمل الجنسية الألمانية إسمها “تنسيم” وهي تطوعت لإنجاح مساعي فريق العمل، أما العريس فكان “عبد الله” وهو مهاجر ناج من الموت بعد أن غرق مركبه وشهد موت أكثر من 225 مهاجراً كانوا معه على ظهر المركب، فيما تنكَّر المهاجرون الأربعة الآخرون بملابس أهل العروسين الذين إرتدوا ملابس جميلة وراقية تنجح فقط في أن تخفي حقيقتهم كمهاجرين غير شرعيين ، ولكن تقاسيم وجوههم لا تخفي مآسيهم وما تعرضوا له أثناء طريقهم للوصل إلى أوروبا ، والتي يحكونها خلال الفلم ، كما تطوع في الفلم أيضاً، العديد من الشباب والشابات الأوروبيين ليتنكروا بثياب المدعوين إلى موكب الزفاف ويضفون بذلك مصداقية أكبر على خدعة الفلم ،وليستهزئوا بقوانين اوربا المجحفة بحق المهاجرين .
قبل العرض