تتكرر مثل هذه المشاهد في شهر رمضان من كل مع الجاليات الآسيوية المسلمة التي تعمل في المحلات الصغيرة حيث تختار مكانا مناسبا لتجهيز وجبات الإفطار الرمضانية التي تستقطب المئات من الصائمين طيلة أيام شهر رمضان المبارك، ولكن المشكلة هي أن البعض من هذه الاماكن قريبة من الشارع العام أو من مواقف السيارات ، وتحتاج إلى توفير سبل الأمن والسلامة للصائمين الذين يجتمعون قبل موعد أذان المغرب لتناول وجبة الإفطار ، وحول ذلك اتجهت” أثير ” إلى أحد هذه التجمعات الرمضانية ، التقينا خلال جولتنا عددا من المقيمين الذين عبروا عن آرائهم المختلفة حول مدى السعي لتوفير أماكن مناسبة لهم .
يقول عمر “من الجالية الهندية” : “لقد جبلنا على هذا المشهد منذ أكثر من عشرين عاما ، وكان في ذلك الوقت عدد كبير منا ، ولكن الآن أصبح العدد قليلا ، نظرا لعودة بعضهم إلى بلادهم أو التوجه الى دول أخرى من أجل لقمة العيش “
وأضاف ” كما ترى نحن هنا كأسرة واحدة لا نفرق بين شخص وآخر ، فهناك من الجنسيات الأخرى تشاركنا في الافطار في هذا الشهر الفضيل الذي جعلنا متكاتفين ،ونتجمع في هذه المساحة التي بقيت لنا مع هذا نحن في غاية الفرح والسعادة ” .
ويؤكد عبد الرشيد “من الجالية الهندية أيضا ،وهو أحد باعة في سوق مطرح منذ أكثر من 15 سنة ” على ” ايجاد مكان مناسب هو طموحنا وأملنا نظرا إن المكان قريب من الشارع ، والكل ينظر إلينا نظرة مختلفة ، وأحيانا يشاركنا في هذا المكان أخوتنا العمانيون الذين يأتون من الولايات ، ولم يدركهم الوقت ، فيشاركوننا مائدتنا ، وكم نحن سعيدين أن نجدهم بجوارنا لأننا نجد أنفسنا أسرة واحدة “
ويضيف عبداللطيف ” إن استعداداتنا في شهر رمضان تكون مبكرة ، فيقرر الجميع جمع مبالغ من جل شراء المواد الغذائية ، ونقوم بطبخها ، ومن ثم نجهزها ، والبعض الآخر يقوم بتنظيف المكان ، وهو قريب من مبنى والي مطرح ، وأحيانا نصل الى عدد كبير ، ونأخذ مساحة كبيرة ، حتى تصل الى مواقف السيارات ، الأمر سهل وصعب في آن واحد ، ولكن ما يستصعب الأمر علينا هو إننا نجلس بمحاذاة الشارع العام ، ويكون موقفا ملفتا لنظر للمارة ، ما جعلنا نقوم بهذه الطريقة ، لأننا عزاب ، ونكون قريبين من محلاتنا ، فنفتحها للزبائن في الوقت المناسب حتى لا يتذمر المشتري منا ، لأننا ملتزمون بفتح المحلات في الوقت المناسب وفق ما تقتضيه المصلحة العامة ونظام السلطنة في فتح المحلات التجارية”
فكرة الافطار الجماعي
يقول اسماعيل “أحد رجال الأعمال في سوق مطرح ” ” جاءت فكرة الإفطار الجماعي قبل خمسة عشر عاما ، وفي شهر رمضان الفضيل كنا ننزّل شحنات من السيارات ، وأدركنا أذان المغرب ، ولم نجد مكانا نفطر فيه ، فأجمعنا على أن نشتري طعاما للفطور ، وجلسنا على حافة الشارع بجوار الشاحنات ، ومنذ ذلك اليوم من كل عام أصبحت لدينا عادة أن نجتمع في مكان مناسب ، والحمد لله تبنى هذه الفكرة رجال الأعمال من الجنسية الهندية بالتبرع بتوفير وجبة الإفطار” .
ويشاطره زميله الزبير “وهو رجل أعمال يقيم في السلطنة منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاما ” الرأي فيقول ” انني والحمد الله أشارك أخوتي في تمويل وجبة الافطار ، وهذه عادة طيبة التزمنا بها وتعودنا عليها ، وإنني أشعر بالراحة ، والفخر كمسلم بأن أكون واحدا من هؤلاء ، كما إنني أشعر بالرضا عندما أجد أخوة لنا من السلطنة يشاركوننا في الافطار إذ نشعر خلالها ، بأن المسلم في كل مكان يكون عونا لأخيه ، فديننا الأسمى يحثّنا على التآلف ، والتآخي خاصة في شهر رمضان المبارك”
ويقول ” لا حرج عندي عندما يراني المارة ، وأنا اقوم بتقديم العون، والمساعدة من خلال وضع مائدة الافطار لأخوتي ، بل يزيدني شعورا بالعزة واحترام الذات ، فمثل هذه الأعمال في هذا الشهر الفضيل لها أجر كبير عند الله “
في الجانب الآخر ، من هذا المكان ،هناك جالية ممن الجنسية الباكستانية افترشت بعض الممرات لتتناول الافطار على طريقة أخوتهم من الجنسية الهندية نفسها، الهدف واحد والمكان واحد والثواب واحد، الكل يتسارع الى فعل الخيرات من أجل أداء فريضة الصيام التي هي ركن من أركان الإسلام .
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC