ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عشرات المواطنين أصيبوا الليلة قبل الفائتة وفجر أمس الثلاثاء بالاختناق وبالرصاص الحي والمغلف بالمطاط خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيت أمر شمال الخليل.ونقلت عن الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت أمر “محمد عوض” تأكيده سقوط مصابين بالرصاص الحي والرصاص المطاطي والاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شخصين من مدينة الخليل بعد تفتيش منزليهما والعبث بمحتوياتها من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.وفي وقت متأخر من الليلة قبل الفائتة فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلين يعودان لعائلتي القواسمي وأبو عيشة شمال مدينة الخليل.وذكرت الوكالة أن مواجهات اندلعت في المنطقة بين الأهالي وجنود الاحتلال ، أصيب خلالها عدد من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.وأغلقت قوات الاحتلال الطرق ومنعت حركة مرور السيارات من وإلى مدينة الخليل وبلدتي حلحول وبيت كاحل.عقاب جماعي من جانبه نبه محافظ الخليل كامل حميد إلى أن مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية تشهد حصارا مشددا منذ ثلاثة أسابيع فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي مدفوعة بحالة من الحقد والانتقام والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.وقال محافظ الخليل – في تصريح صحفي أمس الثلاثاء- تعليقا على التصعيد الإسرائيلي بالمحافظة، خاصة عقب العثور مساء أمس الأول على جثث المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم منذ ليل 12 يونيو الفائت “إن الخليل تدفع ثمنا غاليا، خاصة فيما يتعلق باستمرار منع العمال والطواقم الطبية الفلسطينية من الحركة والإغلاقات التجارية، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين وعلى الوضع العام والمخزون الاستراتيجي بالمحافظة”.وطالب حميد بضرورة التدخل الدولي السريع لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وخاصة على محافظة الخليل، مشيرا الى أنه على تواصل مستمر مع القيادة الفلسطينية ومع عدة سفارات أجنبية وعلى رأسها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية.وقال:”ننقل لسفارة للولايات المتحدة كل الأمور وهي تتابع معنا أيضا كافة الإجراءات، ولكن فيما يبدو إن هذا العقاب الجماعي هو أكبر بكثير من كل التدخلات حتى هذه اللحظة”.يذكر أن محافظة الخليل هي أكثر محافظات الضفة الغربية تضررا من العدوان الاسرائيلي الذي تصاعد ليلة أمس الأول عقب اكتشاف جثث المستوطنين الثلاثة في منطقة “أرنبة” بمدينة حلحول شمالي الخليل، حيث تعيش حاليا أجواء متوترة للغاية وتحولت إلى ثكنة عسكرية مغلقة، فضلا عن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت أمس الاثنين، ضد المواطنين من قبل المستوطنين المدعومين بجيش الاحتلال ، وكذلك استمرار حملة الاعتقالات الواسعة.حماس ستدفع الثمنفي نفس السياق حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة طارئة للمجلس السياسي والأمني المصغر “الكابينت” حركة حماس مسؤولية قتل المستوطنين الثلاثة – على حد زعمه – بعد العثور علي جثثهم في بلدة حلحول بالقرب من مدينة الخليل في الضفة الغربية وقال: “حماس مسؤولة – حماس ستدفع الثمن”.واقترح الوزير نفتالي بينيت (البيت اليهودي) ضم مستوطنات غوش عصيون والبناء في المستوطنات. وقال “هذا هو وقت الأفعال وليس الأقوال”.واقترح عضو آخر في المجلس، الوزير جلعاد أردان من الليكود اقترح استئناف الاحباطات المركزية لكبار مسؤولي حماس، والبناء في المستوطنات في منطقة الخليل، وهدم منازل “المخربين” والمس بشدة بالظروف الاعتقالية لسجناء حماس. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت انه “لم يشارك وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في المداولات كونه كان في ألمانيا. ولكن في أعقاب العثور على الجثث ألغى زيارته إلى براغ التي كان مخططا لها من قبل وسيعود إلى تل أبيب”. وحتى قبل العثور على الجثث، في أعقاب إطلاق الصواريخ، قال ليبرمان إنه يجب النظر في أعادة احتلال قطاع غزة، وشرح قائلا: “رأينا أن حملة محدودة لا تفعل سوى أن تعزز حماس”. خطوات أخرى وأشارت يديعوت احرونوت إلى أن خطوات أخرى على جدول الأعمال هي نفي قادة حماس في الضفة إلى غزة وإعادة محرري صفقة شاليط إلى السجن أو إبعادهم إلى القطاع. والتقدير هو أن نتنياهو سيطالب رئيس السلطة أبو مازن بالإعلان عن تنكره لحماس وحل حكومة المصالحة الفلسطينية. وقال نتنياهو: “ثأر دم طفل صغير لم يخلقه الشيطان بعد، ولا ثأر دم الفتيان الشبان والطاهرين الذين كانوا في طريقهم إلى بيوتهم للقاء أهاليهم ولن يروهم بعد اليوم”. في حديث مع أهالي المتوفين إضاف: “قلبي معكم، أعرف أنكم تجتازون عذابات شاؤول”.وقالت الصحيفة ومع ذلك، من شأن رئيس الوزراء أن يحذر من رد فعل حاد أكثر مما ينبغي بسبب شهر رمضان والتخوف من أن تجر عملية عسكرية واسعة ردود فعل قاسية من جانب السكان الفلسطينيين. اعتبار آخر أمام ناظريه هو التخوف من إمكانية إشعال المنطقة في الوقت الذي يتواجد فيه ملايين الأطفال والفتيان الإسرائيليين في العطلة الصيفية.في أحزاب اليسار دعوا لمعاقبة الفاعلين بشدة، ولكن عدم المس بالسكان وبالمحافل المعتدلة في السلطة. فقد قالت رئيسة حزب ميرتس زهافا غلئون: “في هذه اللحظات بالذات من الحيوي التمييز بين المسؤولين عن الفعلة النكراء وبين أولئك الذين شجبوها، وعلى رأسهم أبو مازن”.رد حماس وماذا تقول حماس؟ الناطق بلسان المنظمة، سامي أبو زهري، حذر من أنه إذا هاجمت إسرائيل حماس فإنها ستكون أقوى مما كانت في الجولات السابقة. وصرح قائلا: “نحن مستعدون للدفاع عن أبناء شعبنا”. أما رئيس وزراء حماس السابق، إسماعيل هنية، فأعلن بأن “تهديدات إسرائيل لا تخيفه”.في السلطة الفلسطينية لم ينشروا حاليا بيانا رسميا عن العثور على الجثث. ولكن الناطق بلسان رئيس السلطة أفاد بأنه دعى الى جلسة عاجلة للبحث في التطورات. وبالتوازي نشر أن الرئيس بدا أمس بإجراء اتصالات مكثفة مع الولايات المتحدة وأوروبا لحمل إسرائيل على الامتناع عن رد عسكري. وحملت إسرائيل حركة حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ فجر أمس الأول ، معتبرة ذلك الخرق الأول لحركة حماس للهدنة التي وقعت عقب الحرب الأخيرة “عامود السحاب” .وبحسب ما نشر موقع صحيفة “يديعوت احرونوت” فقد أطلق حتى فجر أمس الأول 16 صاروخا وقذيفة هاون نحو البلدات والمدن الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، والتي أغلبها وقع في مناطق مفتوحة عدا صاروخ سقط بالقرب من حي سكني ما تسبب في وقوع أضرار مادية بسيطة في منزلين من شظايا الانفجار.وأشار الموقع إلى أن هذه الصواريخ اطلقت من مخيم دير البلح والمواصي والبريج وسط قطاع غزة والتي تخضع بشكل كامل لسيطرة حركة حماس ، وتشير التقديرات إلى أن معظم الصواريخ وإن لم تكن كلها التي أطلقت ليلة أمس الاول وفجر امس المسؤول عنها كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس .وفسرت إسرائيل قيام حماس باطلاق الصواريخ نتيجة للازمة التي تعيشها الحركة في قطاع غزة والتي لا تستطيع حلها ، وتجد في تصعيد الأمور مع إسرائيل فرصة للهروب من هذه الأزمة، خاصة في ظل انضمام عدد كبير من موظفي حكومتها لجيش العاطلين عن العمل بعد حكومة الوفاق الوطني
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC