أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو استئناف العملية العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد وذلك بعد أن قرر عدم تمديد العمل بوقف إطلاق النارمما ينذر بتصعيد النزاع. وقال بوروشنكو في رسالة إلى الأمة “بعد دراسة الوضع، قررت بصفتي قائدا للقوات المسلحة، عدم تمديد وقف إطلاق النار الأحادي الجانب”. وأضاف “سنهاجم الانفصاليين الذين يسيطرون منذ شهرين على قسم كبير من منطقتي دونيستك ولوغانسك”. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تصعيد خطير في النزاع المستمر منذ أشهر خصوصا بعد فشل مسعى دبلوماسي فرنسي وألماني لإقناع كييف بتمديد العمل بوقف إطلاق نار هش مستمر منذ 10 أيام. إلا أن بوروشنكو الذي يواجه ضغوطا من الرأي العام الأوكراني لتشديد موقفه إزاء الانفصاليين شدد على أن أوكرانيا لن تتخلى عن خطتها من أجل السلام بشكل نهائي. وقال “نحن مستعدون حتى للعودة إلى نظام وقف إطلاق النار في أي وقت، عندما نرى أن جميع الأطراف يتمسكون بتطبيق النقاط الأساسية لخطة السلام”. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بتصعيد حدة التوتر في النزاع الذي أوقع 450 قتيلا منذ أبريل من خلال تسليح الانفصاليين سرا والسماح لمقاتلين بعبور الحدود بين البلدين. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات على محادثات هاتفية رباعية حاول خلالها الرئيسان الروسي والفرنسي وكذلك المستشارة الألمانية دفع كييف إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي انتهى مفعوله الاثنين في الساعة(19,00 بتوقيت جرنتش). وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت أن كييف وموسكو تعملان على “اتفاق حول وقف ثنائي لإطلاق النار” مما أثار أملا بتمديد العمل بوقف إطلاق النار. إلا أن كييف قالت “إن الأطراف اتفقوا فقط على التباحث في وقف ثنائي لإطلاق النار خلال جولة جديدة من “المشاورات” يشارك فيها مبعوث من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ودبلوماسي روسي والزعيم الأوكراني السابق ليونيد كوشما”. من جهته، أعلن الكرملين تاييده لإجراء محادثات جديدة غير مباشرة وأشار إلى أن بوتين “شدد على أهمية تمديد العمل بوقف إطلاق النار” الذي يجب أن يشرف عليه مراقبون دوليون. وقبل الاتصال الهاتفي الرباعي وهو الثاني في غضون يومين بين القادة الأربعة كرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل تحذيرا كان اطلقه الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تمارس موسكو ضغوطا واضحة على الانفصاليين ليتوقفوا عن القتال. وسيؤدي فرض عقوبات أوسع نطاقا إلى حرمان قطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي من المستهلكين الأوروبيين البالغ عددهم 500 مليون نسمة، مما سيؤدي إلى حصول انكماش في الوقت الذي هدد فيه صندوق النقد الدولي من أن النمو ضئيل في روسيا. ولم يصدر رد فعل على الفور من جانب الانفصاليين، إلا أن وكالة انترفاكس نقلت عن زعماء مقاتلين لم تكشف هويتهم أن القصف بدأ في بلدة كراماتورسك. وخلال المحادثات بين القادة الأربعة، بدأ وكان تقدما يتم إحرازه حول مسالة اختراق حدود أوكرانيا من الجانب الروسي والذي تقول كييف أنه نقطة دخول المقاتلين والأسلحة إلى أراضيها. وأعلن شتيفن شايبرت المتحدث باسم ميركل أن بوتين “مستعد للسماح لحرس حدود أوكرانيين بالعبور إلى الأراضي الروسية” للمساعدة في فرض رقابة على الحدود. ميدانيا، لم يؤد إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد قبل عشرة أيام إلى وقف العنف بينما يتبادل الجانبان الاتهامات بالاستمرار في إطلاق النار. والاثنين، قتل صحافي يعمل في الشبكة الأولى من التلفزيون العام الروسي بالرصاص في شرق أوكرانيا الذي يشهد حركة تمرد انفصالية موالية لروسيا، على ما أعلنت شبكة بيرفي كانال التلفزيونية الاثنين متهمة القوات الأوكرانية.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC