بعد انتهاء إضراب عمال اللولو مؤخرا والذي لاقى مساندة شعبية ملحوظة ظهر العديد من الأسئلة حول سبب هذه الإضرابات ومدى إيجابياتها وسلبياتها وما السبل الكفيلة بالوقاية من مثل هذه الإضرابات أو الحد منها بحيث تكون العلاقة بين أصحاب العمل وعمالهم جيدة وحافظة لحقوق الطرفين..
” أثير” حملت معها هذه الأسئلة لعدد من الأشخاص المعنيين بقضية الإضرابات العمالية .. يقول نبهان البطاشي رئيس الاتحاد العام لعمال السلطنة:” الإضراب القانوني هو حق للعمال عندما لا تستجيب مؤسساتهم لمطالبهم المشروعة و هذه المؤسسات بات حريا بها أن تبحث وتفتش عن مكمن الخلل وتسارع بعلاجه واجتثاثه لعدم تكرار مشاهد الإضرابات من جديد فتهميش العامل البسيط والزج به في زاوية ضيقة لا ينفع الآن وعاف عليه الزمن لأن العامل العماني أصبح يعلم ماله وما عليه وكيف يصل لحقه كما أن للمجتمع دورا فاعلا في التصدي لأي ممارسات قد تنال من حق العامل ”
ويضيف محمد الخالدي رئيس النقابة العمالية في شركة اوكسيدنتال وعضو الاتحاد العام لعمال السلطنة:” الإضراب العمالي هو آخر وسيلة تتمنى النقابة اللجوء إليها وذلك لأن نتائجه غير متوقعة ومعلومة. وهو ليس المنفذ السريع لتنفيذ المطالب وليس بمثابة لي الذراع كما يشاع لأنه اخر ورقة ترميها النقابة وجمعيتها العمومية لإجبار الطرف الاخر على الجلوس على طاولة الحوار” مضيفا الخالدي :” لم ولن يكن هناك أي إضراب في المنشآت التي تعي قيمة الحوار والتفاوض والنقاش وللأسف لا يزال هناك العديد من إدارات المنشآت التي تفتقر الى الحد الأدنى من مهارات الحوار والتفاوض وهذا له مسبباته وأسبابه ومنها غياب فكر استيعاب الاخر وتراكمات الهيمنة والفرعنة التي كانوا يعيشونها في سابق العهد من التفرد في صناعة القرار بأي شكل كان فمفهوم العمل النقابي يعد حديث العهد في السلطنة ولايزال يحبو في انتشاره بين أصحاب الأعمال وأصبح بالغ النمو بين النقابات العمالية.” موضحا حول أسباب الإضراب والوقاية منه :” لا يوجد سبب حقيقي يدفع العمال الى الإضراب سوى عدم احترامهم من إدارات المنشآت ورفضهم الجلوس على طاولة الحوار فرفض الحوار إشارة واضحة الى ان الطرف العمالي لا يشكل أي قيمة لدى إدارة المنشأة، وهذا يدفع الجميع إلى اعترافهم بأحقية الإضراب ومتى ما توفرت مهارات الاستماع واستيعاب الاخر سوف نرى أعداد الإضرابات تقل بحدة. فالهدف الحقيقي لوجود النقابات هو تحسين الظروف المادية والاجتماعية لدى العمال وبين هذه وتلك تبدأ مرحلة الحوار والتفاوض لأن الحقوق منصوص عليها في القانون فلا مجال للتفاوض فيها”
ويتحدث وهب الشبلي رئيس النقابة العمالية لشركة اللولو التي انتهى مؤخرا إضراب عمالها قائلا :” تختلف الأسباب و الظروف التي تؤدي للجوء الى الاضراب.لكن الاضرابات عادة ما يتم اللجوء لها إثر فشل او تعثر التفاوض الجماعي كوسيلة ضغط على أصحاب العمل.فيكون هدفه الضغط على صاحب العمل لتلبية المطالب من خلال التوقف عن العمل بشكل جماعي كوسيلة ضغط تهدف الى تحقيق المطالب او الحوار الجاد” موضحا الشبلي طرق الوقاية من الإضراب بقوله :” نستطيع ان نتفادى الاضراب اذا كانت هناك جدية في الحوار و التفاوض ونحن نتمنى ان يكون هناك حبل يربط بين ادارة الشركة و النقابة العمالية لتحسين اوضاع العمل ورفع الانتاج فكثير من الشركات تنظر الى النقابات نظرة سلبية .. نظرة خصم وليس نظرة مكمل. كذلك نتمنى أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الطرفين”
ويوافقهم الرأي محمد الفراجي رئيس نقابة عمال شركة وذرفورد لمعدات الزيت وعضو مجلس إدارة اتحاد العمال قائلا :” يلجا العمال الى الاضراب بعد استنفاذ جميع الطرق والسبل لحل القضايا ومثال ذلك عدم إعطاء العمال حقوقهم المنصوصة قانونا وعدم التزام الشركات بالاتفاقيات التي تبرمها مع النقابات وايضا عدم تقبل صاحب العمل تحسين ظروف العمال وعدم تبني لغة الحوار حيث أنشئت النقابات العمالية لتحسين شروط وظروف العمل” وحول الوقاية من الإضرابات والحد منها يقول الفراجي: ” الوقاية تكون باحترام صاحب العمل حقوق العمال وإعطائهم الحقوق القانونية وأيضا تقبل صاحب العمل لنقابة العمالية كشريك حيث يجب أن تكون هناك شراكة حقيقة بين الطرفين وتبني لغة الحوار كوسيلة مثلى لحل أي خلاف داخل الموسسة واحترام وتنفيذ الاتفاقيات الجماعية بين الطرفين وتقديم حوافز تشجيعية للعمال”.
ويرى عبدالعزيز المجرفي رجل أعمال وصاحب مؤسسة مشاريع الحارة الراقية للحجر الصناعي والانترلوك حول ما يطلبه أصحاب الشركات من موظفيهم:” بأن في كل شيء هناك حقوق وواجبات ؛ فإذا قام الموظف بكل واجباته فالواجب على المسؤول ان يؤدي له كل حقوقه ؛ وبطبيعة الحال فان الموظف يطمح للافضل ؛ فليس من المعقول ان يظل الوضع الوظيفي للموظف كما هو عليه منذ بداية عمله حتى نهاية تقاعده ، انا كمسؤول مثلا لا اطلب من الموظفين الا ان يقوموا باعمالهم المناطة بهم على اكمل وجه ؛ والحوافز والعلاوات والمعاملة الطيبة هذا شيء اساسي لخلق بيئة عمل مريحة واستمرار الموظف واخلاصه في الشركة “
ويضيف عامر العمري صاحب مكتب العامر لمسح الكميات وعضو منتدب في مجلس إدارة شركة سراج العقارية قائلا:” حتى نتجنب الإضراب يجب الاستماع الى المطالبات المسبقة من العمال وتحليلها لمعرفة صحتها من عدمه وايضا دراسة امكانية تحقيق مطالب العمال قبل الوصول الى مرحلة التهديد بالاضراب ففي كثير من الاحيان تجد بعض المتقاعسين عن الدوام يكونون هم المحرضين على الإضرابات أما فيما يخص النقابات العمالية فهي سلاح ذو حدين ونجاحها يعتمد على وجود الاشخاص الذين يفهمون قوانين النقابات فيها وايضا يجب ألا يكونوا من اصحاب المصالح لتستقيم مصالح الطرفين العمال واصحاب الاعمال”
ويوضح سعادة سلطان العبري عضو مجلس الشورى بأن الوقاية من الإضراب يسبقه إجراءات من الطرفين قائلا:” من طرف أصحاب العمل عليهم إعطاء كل ذي حق حقه وأن يلتزموا بالاتفاقيات الموقعة ويلامسوا الرضا الوظيفي لموظفيهم وكذلك عليهم تعريف الموظف في بداية العمل بواجباته وحقوقه، أما الموظفون فعليهم الالتزام بواجباتهم وأداء الأمانة كما يجب”.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC