لقد حققت ممثلية فلسطين في اليونيسكو مكسبا مهما جديدا، يعتبر بمثابة فوز سياسي، إذ أقنعت منظمة اليونيسكو بإدراج قرية “بتير” على لائحة التراث العالمي المهدد.
تقع بلدة بتير المهددة بالجدار العازل والتي تمر منها سكة حديد يافا على بعد حوالي ثمانية كيلومترات جنوب – غربي مدينة القدس المحتلة،وغرب مدينة بيت لحم التي لا تبعد عنها إلاّ بخمس كيلومترات. تعرف البلدة ببساتينها وبعيونها مثل عين البلد، عين جامع، عين عمدان، عين المصري، عين فروج، ممأ جعل القرية تتميز بنظام مائي وزراعي يعكس تخطيطا موغلا في تاريخ المنطقة مبينا أهميتها من الجانب المعماري الفلسطيني. ونتيجة للتحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية والجغرافية، فإن تراثها أصبح عرضة للخطر والتدهور والإتلاف ويتطلب تدخلا سريعا لحمايته.
ولعل من أهم الأخطار المحدقة بتراث القرية الجدار العنصري العازل الذي تسعى الدولة الإسرائيلية لبنائه على أراضها، مما سيؤدي حتما إلى إلحاق ضرر كبير تكون عواقبه سيئة على النظام المائي والزراعي التاريخي، وإلى مصادرة وتخريب جزء كبير من أراضي القرية.
أنطلاقا من هذه المعطيات الموضوعية، اقترح أدرج ممثل الدولة الفلسطينية، الباحث والمؤرخ الفلسطيني إلياس صمبر، إدراج قرية بتير ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، ووجد هذا الاقتراح صدى وتجاوبا كبيرا لدى أعضاء اللجنة الذين كانوا مجتمعين في الدوحة يوم السبت 21 يونيو/ جوان 2014، حيث تم الإعلام عن إدراج القرية كتراث إنساني مهدد.، وقد عبّر عن هذا الموقف ممثل وفد السينغال مخاطبا أعضاء اللجنة قائلا : “أوضحتم أنا أن هناك أشجار زيتون تعود إلى العهد الروماني، إذا كان هذا ليس أمرا استثنائيا فأين ترون الاستثناء؟” ثم واصل مؤكدا ” بيترفي خطر لأن الجدار (الإسرائيلي) قائم”.
وقد جاء في تأكيد الأستاذ صمبر عن القيمة الإنسانية للقرية ما يلي : ” إن من صوتوا مع هذا القرار يقولون للمعارضين إن إسقاط الجدران وحده يضمن السلام والمصالحة…واليوم تتخذون قرارا شجاعا ضد الانغلاق والاستبداد والهيمنة…وستكون هذه اللحظة محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني”، كما ندّد أغلب سفراء العرب والمسلمين بالمعاملات الوحشية، وبالتالي بهذا الخطر ، حيث طالبوا من المنظمة إعطاء أهمية بالغة لهذه القرية وأخد بعين الاعتبار الأخطار المترتبة عن كل تباطؤ أو تردد في أخذ القرار التاريخي الصائب. وهكذا يكون الجانب الفلسطيني قد توصل، بفضل إصراره ومجهودات المؤرخ الفلسطيني إلياس صمبر، إلى إدراج قرية بتير، بعد أن أدرج كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية، على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC