القدس المحتلة – أثير- عواصم
ارتفعت حصيلة الشهداء الذين سقطوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 24 شهيدا، وأكثر من 200 جريح في غارات عنيفة استهدفت 150 هدفا فيما بلغ عدد الصواريخ التي سقطت في أنحاء إسرائيل 130 بينها صواريخ تجاوز مداها الـ80 كيلو مترا وما يزال القصف متواصلا وعدد الضحايا في ارتفاع..
و كثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة بشكل ملحوظ واستهدف عدة منازل مدنية واوقع عشرات الشهداء والجرحى فيها في الوقت الذي ردت فيه قوى المقاومة الفلسطينية بشكل موحد على التصعيد الإسرائيلي فوجهت موجات متتالية من الصواريخ وصل مداها إلى حيفا وتل ابيب والقدس ومناطق في وسط إسرائيل بالإضافة إلى المناطق الجنوبية التي شهدت قصف صاروخي مركز.
وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أعلنت أن 24 شهيداً ارتقوا في غارات جوية متفرقة على عدة أهداف مدنية في قطاع غزة، فيما وقع العدد الأكبر من الشهداء في مجزرتين إسرائيليتين مروعتين هما الأوليان من نوعهما منذ الحرب السابقة حيث استهدفت الغارات منزل القيادي حافظ حمد في بيت حانون شمال القطاع مما أسفر عن استشهاد 6 من أفراده من بينهم سيدتان وطفلان وكان قد أعلن ذلك الناطق باسم وزارة الصحة اشرف القدرة وكانت الغارات قد استهدفت ظهر امس منزلا مكتظا بالمواطنين في خان يونس مما أدى إلى استشهاد 7 منهم.
وأوضح الناطق باسم وزارة الصحة أن 7 شهداء وصلوا أشلاءً وجثثاً متفحمة إلى مستشفى ناصر والأوروبي جنوب قطاع غزة إثر قصف منزل عائلة كوارع في مدينة خان يونس وهم: الطفلان محمد عاشور 13 سنة، وحسين محمد كوارع 14 سنة، والمسن رياض كوارع 50 سنة، والشقيقان بكر وعمار جودة 22 سنة، فيما بقي اثنين آخران مجهولين الهوية.
وبين القدرة، أن أكثر من 100 جريح وصلوا بينهم حوالي 30 حالة خطيرة، إلى مشافي قطاع غزة إثر تصاعد الاعتداءات والغارات الإسرائيلية على مدن القطاع.
بدورها؛ أكدت كتائب القسام أن الشهيد شعبان هو مسؤول وحدة الكوماندوز البحري في الكتائب شمال القطاع، فيما أُعلن أيضاً عن استشهاد أمجد جمعة شعبان، وخضر أبو جبل اللذين كانا يرافقانه في السيارة وهما أيضاً من كتائب القسام.
الجرف الصامد
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن بدء عملية عسكرية أطلق عليها اسم “الجرف الصامد” ضد قطاع غزة وتضمن شن غارات إسرائيلية مكثفة.
وأعلنت كتائب القسام في وقت سابق أن مجموعة “كوماندوز” تابعة لها اقتحمت مساء امس الاول، قاعدة إسرائيلية على شواطئ عسقلان عبر البحر.
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، بدء عملية “البنيان المرصوص” وذلك باستهداف البلدات الإسرائيلية بـ 60 صاروخاً.
وقالت قوات الاحتلال: إن القذائف الصاروخية نزلت على المستوطنات كالمطر في سابقة هي الأولى منذ بداية التصعيد الأخير على جبهة غزة وأشارت إلى أن مدى الصواريخ التي أطلقت وصل إلى حدود مدينة “بيت شيمش” غربي القدس والتي تبعد عن القطاع حوالي 57 كم، في حين وصل عدد الصواريخ التي أطلقت مساء الاثنين 70 صاروخا.
وذكرت مصادر عبرية، أن عشرات الصواريخ بينها صواريخ بعيدة المدى أطلقت من قطاع غزة باتجاه مدن ومستوطنات إسرائيلية، ودوت صافرات الإنذار في مدينة القدس وفي بعض المستوطنات القريبة.
ونقل موقع “والا” العبري عن تلك المصادر قولها: “إن إطلاق العشرات من الصواريخ دفعة واحدة وعلى شتى مناطق الجنوب خطوة لا يمكن تحملها وامتصاصها” وأضافت المصادر “بعد عدة أيام من محاولة إنهاء الجولة الحالية من التصعيد، أصبح واضحاً أنه لا مناص من رد قاسٍ للجيش”.
وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على إطلاق الصواريخ وخاصةً تلك التي طالت أماكن لم تصلها منذ عملية “عمود السحاب”، مشيرة إلى أن الجبهة الداخلية جاهزة لتصعيد الموقف كما القوات على الأرض أيضاً.
وحسب صحيفة يديعوت احرنوت فإن أكثر من 100 صاروخ اطلقت الاثنين الفائت نحو المستوطنات والتجمعات الاسرائيلية، مشيرة إلى إصابة مستوطنين في اسدود بجروح طفيفة.
كما تحدثت تقارير إعلامية عن سماع صفارات الإنذار شمال تل ابيب لأول مرة مع تصعيد حماس لمعركتها ضد اسرائيل.
ودوت صفارات الإنذار في تل ابيب الواقعة على بعد نحو 60 كلم من قطاع غزة، قبل أن يتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض صاروخ كان موجها إلى المدينة، حسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وفتحت السلطات الإسرائيلية جميع الملاجىء في تل ابيب والقدس.
بدوره، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعلون عن حالة الطوارىء الخاصة في المستوطنات التي تبعد ٤٠ كم عن القطاع كما رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب إلى الدرجة د.
وحذر مصدر عسكري إسرائيلي من نية حركة حماس إطلاق صواريخها بعيدة المدى نحو تل ابيب وشمالها بصواريخ يصل مداها الى ٨٠كم.
فيما ندد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة امس، بالقرار الإسرائيلي بتوسيع العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال أبو ردينة: إن قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة، ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة الغربية بمثابة إعلان حرب شاملة على شعبنا ستتحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها تبعاته وتداعياته، وما يجره من ردود فعل، إذ لن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي أمام المذبحة المفتوحة التي ترتكب بحق أطفاله ونسائه وشيوخه. فمن حق شعبنا التصدي للعدوان والدفاع عن نفسه من خلال جميع الوسائل والطرق المشروعة.
طريقة انتقامية
من جانبه حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مقال نشر في عدد اليوم الخميس لصحيفة “دي تسايت” الأسبوعية الإسرائيليين والفلسطينيين، على ضبط النفس في الصراع المتصاعد بينهما وعدم التصرف بطريقة انتقامية.
وكتب أوباما في المقال “في الوقت الخطر كهذا يجب أن يحمي الجميع الأبرياء، ويتصرف بطريقة عقلانية ومحسوبة وليس بطريقة انتقامية وثأرية، وأضاف في أجزاء نشرت بالألمانية “يجب أن يكون الجانبان على استعداد لتقبل مخاطر السلام.”
من جهة أخرى قال السفير الفلسطيني حازم أبو شنب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح: إن الحرب الإسرائيلية لم تبدأ أمس، كما يعتقد البعض، وإنما بدأت منذ 10 أيام بعد أن قام الإسرائيليون بالمداهمات والاقتحامات واعتقال المواطنين وهدم البيوت.
وأضاف أبو شنب أثناء حديثه لبرنامج مباشر من العالم على قناة “أون تي في لايف” أن القيادة الفلسطينية يتحتم عليها أن تبدأ في الاتصال بالأطراف الدولية والعربية والإقليمية لعقد جلسات للوصول إلى مواقف واضحة من الأطراف الدولية، موضحا أن الأهم أن يكون هناك موقف من أمريكا التي تمارس الخرس السياسي، ولا تصدر أي صوت عبر وسائل الإعلام ولا بالطرق الدبلوماسية تقل فيه للإسرائيليين كفى، معلقاً “وكأنهم مشغولون بكأس العالم”.
وأكد أن استهداف الفلسطينيين جريمة بكل المقاييس وعدوان وأضح المعالم مكتمل الأركان، وأن الفلسطينيين يردون العدوان بما يستطيعون.
عدوان
ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي هاجم الليلة قبل الفائتة “160هدفا إرهابيا” في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة: إن الأهداف تشمل 120 منصة إطلاق مدفونة ومنازل عشرة من أبرز عناصر حماس تستخدم كمقار للقيادة والسيطرة.
وأضافت أن المنازل تخص قائد كتائب حماس في رفح وقائد في كتائب خان يونس في الجناح العسكري لحماس.
على الجانب الآخر اعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن صواريخ القسام التي أطلقت مساء امس الاول الثلاثاء، أصابت السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بصدمة كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الصواريخ وصلت لأكثر من 112 كيلو متر حيث سقط صاروخ في مدينة الخضيرة شمال (إسرائيل).
وعلقت الصحيفة: “أكثر المتشائمين في المؤسسة الأمنية كان يتوقع أن تصل صواريخ حماس شمال تل أبيب وهاشارون فقط”.
ولفتت إلى أن ملايين السكان في دولة الاحتلال لم يتوقعوا أن تصل صواريخ المقاومة للمناطق التي يقطنوا فيها وخاصة أولئك الذين يسكنوا في المناطق الشمالية.
ومن ناحية أخرى قالت القناة الإسرائيلية السابعة: “لا أحد في قيادة إسرائيل يفهم ما جرى، فشل استخباراتي كبير بشأن معلومات الأمن حول قدرات حماس الصاروخية”.
وعلى إثر ذلك أمرت قيادة الجبهة الداخلية بفتح الملاجئ في شارون وبيت شيمش والقدس والمستوطنات المحاذية لها، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار تساقط الصواريخ.
ومن جهتها أعلنت بلدية ديمونا فتح الملاجئ وحالة الطوارئ القصوى في المدينة.
وزعمت “يديعوت أحرونوت” أن 117 صاروخا أطلقت من قطاع غزة في أول أيام عملية “الصخرة الصلبة”، واعترضت خلالها القبة الحديدية لـ29 صاروخا، ونفذ خلالها الجيش 224 هجوما أدى لاستشهاد 25 فلسطينيا.
حصيلة مفجعة