أثير – سيف المعولي
يرتقب الأطفال ليلة الخامس عشر من رمضان كل عام كي يحيوا ليلتهم التي تسمى ب ” القرنقشوه” حيث يتجمعون في قريتهم أو حيهم ثم يمرون على البيوت طالبين بعض الحلوى بعبارات متعارف عليها تخص هذه المناسبة .ورغم الاختلاف حول جذور هذه العادة السنوية وهل هي أصيلة في المجتمع أم دخيلة إلا أن هدفها البريء وسعي الأسر إلى إعطاء هؤلاء الأطفال ما يريدون من الحلوى والمبالغ والهدايا يدفعان بها إلى أن تكون عيديا سنويا للأطفال.
وقد دأب الأطفال في السلطنة على إقامة القرنقشوه كل عام وتنظم في بعض الأماكن تحت رعاية من جهة حكومية أو من مؤسسات مجتمعية حيث يتزين الأطفال بلباسهم العماني التقليدي ذكورا وإناثا معبرين عن فرحتهم بأسلوب بريء ينم عن طفولتهم المعهودة.إلا أن قرنقشوه هذا العام جاءت على غير العادة في بعض المناطق، فما انتشر من صور لمظاهر الاحتفال بها في بعض ولايات السلطنة يؤكد أن هناك انتهاكا لبراءة الأطفال في احتفالهم بالقرنقشوه. فلم يعد اللباس العماني التقليدي يزين الأطفال ولم تعد العبارات البريئة من الاطفال للتعبير عن رغبتهم في الحلوى موجودة واستبدل ذلك بأقنعة لوجوه غريبة أقرب إلى وجوه الوحوش والحيوانات وألبسة ممزقة ومتسخة ومكتوب عليها عبارات لا تليق بالمستوى الطفولي البريء.مع قيام البعض باستخدام الحمير والاعتماد على بعض الأدوات غير المألوفة وكأن احتفال القرنقشوه تحول إلى حفلة تنكرية أو مسرحية هزلية.
ووسط هذا الانتهاك تثار اسئلة حول دور الأسر في مراقبة أبنائها المحتفلين بالقرنقشوه فهم من غير المعقول أن يتصرفوا هكذا بدون موافقة أهلهم ولو سلمنا بأن الأسر ليس لديها علم بما فعل أبناؤها تبادر إلى أذهاننا السؤال الأكبر.أين الرقابة الأسرية على الأطفال وأين دورهم في توجيه أطفالهم نحو التصرف السليم خصوصا وان القرنقشوه احتفالية سنوية وليست وليدة هذا العام.
الجدير بالذكر أن الاستعداد للقرنقشوه هذا العام لاقى جدلا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث انتشرت صورة فيها رأي لسماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة قال فيه :” لا أذكر أنني قد أفتيت في عادة القرنقشوه لكن يجب أن لا نعود أبناءنا على التردد على البيوت ومد أيديهم إلى الناس”