يعد الليمونالعماني من المحاصيل المشهورة فيالسلطنة حيث يتميز عن غيره من أصناف الليمون بطعمهالحمضي بدرجة كبيرة، وكمية العصارة المستخرجة منه ، وتشتهرمحافظة شمالالباطنة بزراعته خصوصا في ولايتي صحارو صحمالتي كان يصدر منها الليمون الجاف.وقد لوحظ في الفترة الماضية انخفاضا في إنتاجيته مما أدى إلى الحاجة الملحة لدراسة أسباب الانخفاض وآلية إحياء هذه الانتاجية مرة أخرى.
وقد قام فريق بحثي ترأسه الدكتور راشد بن عبدالله اليحيائي بدراسة التحديات التي تواجه انتاج الليمون في السلطنة ومسببات تراجع انتاجية الليمون وعلى رأسها مرض مكنسة الساحرة. وضم الفريق البحثي للمشروع مختصين في مجالات علوم البستنة وأمراض النبات والآفات الزراعية والتقنية الحيوية والتربة والمياه من كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس بالإضافة الى باحثين من المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية في مجالي انتاج ووقاية النبات، كما تم التعاون مع جامعات ومراكز بحثية دولية في استراليا وأمريكا وباكستان والبرازيل وجنوب إفريقيا ضمن المشروع.
الأهداف
وحول الأهداف الرئيسية للمشروع قال الدكتور راشد اليحيائي :” إنها تتمحور في دراسة وتقييم الحلول التي تتناسب والبيئة المحلية من خلال محاولة استنباط وتربية اصناف من الحمضيات المقاومة للمرض وتقييم نمو هذه الاصناف والاستغلال الامثل للأشجار المصابة من خلال استمرار انتاجيتها وتقييم جودة ثمارها والعوامل الحيوية المصاحبة لمرض المكنسة و دراسة المؤثرات البيئية غير الحيوية وتأثيرها على تطور المرض وانتاجية أشجار الليمون المصابة والمقاومة له والتي تشمل المؤثرات البيئية المختلفة على فسيولوجية ودورة حياة الأشجار المصابة”
مضيفا :” أن فريق العمل – كل في مجال تخصصه- قام بتصميم التجارب لتنفيذ المشروع ليكون شاملا عدة مجالات تتعلق بالعوامل الحيوية المحددة لإنتاج الليمون العماني وذلك عن طريق المسح الميداني لتقييم حالة الليمون العماني في جميع محافظات السلطنة وجمع عينات الليمون لتحديد الاصابة عن طريق تفاعل البلمرة المتسلسل، بالإضافة الى دراسة الحشرات المسؤولة عن نقل المرض في ثلاث مناطق مختلفة ودراسة دورة شجرة الليمون (الفينولوجي) وخواص الأشجار الفسيولوجية وتقييم انتاج وجودة ثمار الليمون العماني والتركيب الكيميائي للأوراق السليمة والمصابة”
النتائج
وعن النتائج التي خلصت إليها الدراسة تحدث الدكتور راشد قائلا:” اظهر المسح الميداني لمناطق زراعة الليمون في محافظات السلطنة وجود مسبب مرض المكنسة (الفيتوبلازما) في جميع المزارع بنسبة 97% بما فيها تلك التي في محافظات ظفار والوسطى كما أوضح التحليل الجزيئي للبصمة الوراثية للعينات المجمعة من مئات أشجار الليمون بطريقة تفاعل البلمرة المتسلسل وجود ارتباط وراثي بين أشجار عدد من المزارع يشير الى أن تبادل الأشجار بين مختلف المزارع كان من أهم عوامل زيادة انتشار المرض بين هذه المناطق، كما بينت التحاليل الوراثية قلة التنوع الحيوي لليمون العماني حيث إن مورثاته محدودة جدا وهذا الأمر أسهم بشكل مباشر في انتشار المرض في جميع مناطق زراعته، من جهة اخرى بين المسح وجود عدد محدود من أشجار الليمون المعمرة والتي لا تظهر عليها الاصابة مما يدل على وجود أشجار متأقلمة مع مسبب المرض وعليه يستوجب دراسة هذه الأشجار دراسة متعمقة” مضيفا في سياق حديثه عن النتائج :” بين الباحثون كذلك وجود مرض فيروسي في الليمون منتشر في معظم مناطق السلطنة بنسبة تتراوح من 15-47% في محافظات السلطنة الشمالية وبنسبة أقل في محافظة ظفار (12%) ويسبب الموت المبكر للأشجار المصابة بالسلالة الحادة من الفيروس والمسمى بـ (ترستيزا الحمضيات) والذي يمثل هو الاخر تهديدا اخر لإنتاج الليمون في السلطنة ان لم يتم اتخاذ خطوات من شأنها التقليل من انتشار الفيروس وزيادة مناعة الأشجار ضده والتحقق من سلامة شتلات الحمضيات المستوردة” موضحا الدكتور :” أن الدراسة تضمنت أيضا الحشرات الناقلة لمرض المكنسة والنباتات الحاملة له، وبينت النتائج على الحمضيات في محطة التجارب الزراعية بالجامعة وجود 42 نوعا شكليا من النطاطات (نطاطات الأوراق ونطاطات النباتات والسيليد) على أشجار الحمضيات ومنها الليمون العماني، كما أكد مسح الحشرات في مناطق زراعة الليمون في مسندم والجبل الأخضر وصلالة، انتشار نطاط الأوراق (Hishimonus phycitus) والمشتبه بنقله لفيتوبلازما المكنسة في مزارع الليمون، كما أظهرت الدراسة أن نبات الزينة المعروف بـ (الوينكا روزا) مصاب بفيتوبلابزما مطابقة لتلك التي تصيب الليمون العماني وتنتشر عن طريق البذور المستوردة والذي قد يشكل أحد عوامل انتشار مرض المكنسة” مضيفا بأن ” الفيتوبلازما تسبب تغييرات في التركيبة الكيميائية لليمون المصاب حيث توجد مركبات مثل السيترال والليمونين والسينول بنسبة 45% و 7% و 7% على التوالي كما أظهرت نتائج تحاليل الأوراق المصابة بينما لم تظهر فروقات فسيولوجية على الأوراق السليمة في الأشجار المصابة وتلك الخالية من أعراض المرض، وأظهرت الدراسة أيضا أن الليمون العماني يتميز بجودة ثمار عالية مقارنة بالليمون المستورد كما أن انتاج الأشجار المصابة قد يستمر لعشر لسنوات مع الاهتمام بتقليم الأجزاء المصابة والري والتسميد”
الخلاصة
وبالحديث عن أهمية ما خلصت إليه الدراسة قال الدكتور راشد :” أسهم المشروع في زيادة الخبرات المحلية والبنية البحثية الأساسية وتأهيل عدد من الكوادر من خلال تمويل عدد من دراسات البكالوريوس والماجستير وأسهم كذلك في تأسيس شبكة تواصل مع خبراء دوليين من مختلف الدول والتي سوف تثري العملية البحثية والتعليمية في مجال انتاج ووقاية محاصيل الفاكهة بشكل عام والارتقاء بالليمون العماني بشكل خاص ليسهم في استمرارية انتاجية المزارع من محاصيل تضمن جدواها الاقتصادية وتؤمن استدامتها وبقاءها للأجيال القادمة”
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC