يلاحظ في الآونة الأخيرة في مختلف شوارع مسقط انتشار محلات بيع ” الشاي الكرك “، هكذا فقط محلات متخصصة في الشاي وتقديمه للزبائن، في توجه غير مسبوق لكنه استثمار بسيط بدأ يحقق للكثيرين عوائد مجزية، ما دفع صغار المستثمرين في البحث عن زوايا مؤثرة لتقديم الشاي للزبائن في مسقط، ويتطابق الأمر مع عدد من مدن عمانية أخرى.
وخلال العامين الفائتين توالت طلبات على القوى العاملة لإصدار تراخيص فتح محلات للشاي الكرك الذي بات أشبه بمسمى ” ماركة ” في شوارع مسقط الداخلية والرئيسية ، وأثارت هذه الطلبات تساؤلات عن الحفاوة التي تقف وراء مشروع من هذا النوع يقوم على تقديم الشاي بمختلف أنواعه فقط .
ويرجع البعض أسباب الاهتمام بفتح محلات خاصة بالشاي الكرك للنجاح الذي حققه بعض الشبان داخل العاصمة مسقط والذي سجل نجاحا غير مسبوق من قبل زبائن يتوقفون لطلب الشاي أو شربه داخل المحلات لبعض الوقت.
ويعزى عملية التوجه نحو استثمار محلات شرب الشاي للتجهيزات البسيطة التي يحتاجها المحل مقارنة بالأرباح المضمونة التي يمكن جنيها ، دون تقديم الكثير من الأموال في عملية التجهيز لهذا النوع من الاستثمار، الماء الساخن، والشاي، والأباريق تكاليف هي الأرخص بحسب مستثمرين شبان.
وفي المقابل يعزي مراقبون لمشهد انتشار محلات الشاي الكرك أو الشاي بأنواعه المختلفة الى الحاجة الدائمة لتعديل المزاج بعد فترة دوام شاق، أو بعد تناول وجبة ممتعة، بالإضافة الى ازدحام مسقط بالعابرين من العمال والمقيمين الذين يحتاجون للحظات من السكينة الداخلية بالتلذذ برشفات الشاي على امتداد الأماكن والمناطق المزدحمة بالسكان في قلب العاصمة.
ويبرع أصحاب هذا الاستثمار المصغر في اختيار العناوين الفريدة لمحلات الشاي، ويفضل غالبيتهم حجز مساحة زاوية ” كورنر” لتحقيق غاية استقطاب الزبائن على نحو مدروس، وتتباين هذه المسميات مابين وقت الشاي والشاي الكرك، وابريق الشاي، وزاوية الشاي، وغيرها من المسميات الخفيفة القادرة على إجبارك للتوقف عندها وتناول رشفات تمكنك من تعديل المزاج وفق وقت مستقطع في زمن مليء بالالتزامات ومحفوف بالسرعة.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC