بغداد- محمد جبار الربيعي
بعد أن كان كابوساً مرعباً للعراقيين ، ولسكنة نينوى ،وصلاح الدين ،وحتى بغداد، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تحرير سد الموصل الذي سيطرت عليه “داعش” قبل أكثر من أسبوعين، وسبب الفزع الذي كان يسيطر على الجميع خشية أن تُقدم داعش على تفجير السد، وهذا يعني كارثة كبيرة، فكان من المتوقع “لو حصل هذا” أن تغرق نينوى، وصلاح الدين بالكامل.
أما بغداد فتقول د.مها رشيد الزيدي التي ترأس قسم السدود في مركز التصاميم التابع لوزارة المائية ” عندما نقوم بإعداد دراسة لأي سد نُرفق معها دراسة للمخاطر التي سيسببها إنهيار ذلك السد ،وكان من المتوقع حسب مامتوفر لدينا من معلومات أن تغرق بغداد بمستوى مائي يُقدر بمتر ونصف المتر ، وعلى الرغم من وجود بحيرة الثرثار التي خططت وزارة الموارد المائية لجعلها خط الدفاع الأول عن بغداد بإستيعابها للسيل المائي القادم من السد، لكن السؤال كان كم ستتحمل البحيرة ؟ الحمد لله زال الخطر الآن بعد تحريره خصوصاً أن أخبارا وردت عن قيام المجاميع المسلحة بتفخيخ أجزاء منه “، وعن خطورة إهمال السد أوضحت الزيدي بقولها ” لم يكن القلق من تفخيخ السد فقط ، بل إن إهماله كان سيشكل مشكلة كبيرة ، فطبيعة أرض السد جبسية، وهذه تتآكل بفعل وجود المياه فيها مما يوجب حقنه، وتحشيته بشكل دوري، ومتواصل بالكونكريت على مدار العام، وطرد داعش للعاملين في السد، ولفرق التحشية المرابطة هناك أدى الى تنامي خطر حقيقي من إنهيار السد الذي يبلغ خزينه المائي الآن 7 مليارات متر مكعب “.
وعند سؤالها عن إحتمالية خطر إستخدام داعش السدود المائية في العراق كوسيلة تدمير تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة، أكدت د.مها ” الحمد لله الوضع مُسيطر عليه الآن فكل السدود بيد الدولة لكنني اُحذر من إحتمالية إقدام “داعش” على تدمير السدود خصوصاً مع الإنتصارات التي تحققها القوات المسلحة ، فالجميع يعرف أن هناك فكر إنتحاري يقود تحركاتهم ، وهنا يجب أن اُنبه على حماية سد العظيم فتزامن تفجير سدي الموصل والعظيم سيشكل كارثة حقيقية ومن شأنه إغراق بغداد التي سيحاصرها سيلين مائيين يلتقيان فيها لاسامح الله “.