صور – أثير
تعد محمية السلاحف في رأس الحد شرق مدينة صور واحدة من المحميات الطبيعية والبيئية النادرة والبديعة التي يمكن فيها للزائر مشاهدة أجمل مناظر الطبيعة والبيئة البحرية الرائعة، وفي مقدمتها مشاهدة السلاحف ، وهي تزاول طقوسها في رمال الشاطئ بكل هدوء ووداعة واطمئنان .
ويعد منتجع السلاحف بنيابة رأس الحد واحدا من أماكن قليلة ، يجد فيها الزائر المحلي أو الأجنبي راحة البال وسعة الخاطر والاستمتاع بالهدوء والسكينة ومعايشة لحظات نادرة من التأمل البديع أمام زرقة البحر الساحرة والأخاذة .
ويستقطع منتجع السلاحف مساحة تمتد لـ500 متر من أصل محمية مترامية الأطراف تمتد الى مسافة 120 كيلومتر على ساحل نيابة رأس الحد ، حيث يفد الزائرون بصورة مستديمة من كل عام للاستمتاع بواحدة من أندر المحميات الخاصة بالسلاحف في العالم ، إذ يقدم المنتجع خدمات ترفيهية رائعة لمرتاديه ، وقد صمم المنتجع بطريقة تراعي الهدف الذي تم إنشاؤه من أجله منذ قرابة عقد من الزمن وهو الحفاظ على البيئة في المقام الأول .
ويقدم المنتجع خدمة مراقبة السلاحف خلال فترة التعشيش حيث ينظم زيارات على فترتين في اليوم الواحد ، و يسمح لمائة شخص يوميا بالمشاركة في رحلات مراقبة تعشيش السلاحف وهي المغامرة الاستثنائية التي لاتقدر بثمن ، ويمكن زيارة محمية السلاحف على فترتين في اليوم تبدأ الأولى في التاسعة مساء وفيها يمنع التصوير كليا ، فيما تبدأ المرحلة الثانية الساعة الرابعة فجرا ،ويمكن خلالها التصوير عند بداية شروق الشمس ، ويتوافد السياح على المحمية بصورة أكبر خلال الفترة من نوفمبر وحتى ابريل من كل عام .
وتعتبر محمية السلاحف في رأس الحد واحدة من مجموعة محميات طبيعية أنشأت بموجب مرسوم سلطاني صدر عام 1996وهي تمتد على مساحة 120 كيلومتر من الشواطيء والأراضي الساحلية وقاع البحر والخورين خور الحجر وخور جراما وذلك بهدف الحفاظ على تلك الأنواع الفريدة من السلاحف ، وتقع رأس الحد شرق مدينة صور وهي جزء من مجموعة شواطئ تعشيش السلاحف لكنها تجتذب أكبر عدد من السلاحف الخضراء المعششة في السلطنة، مما جعلها ذات أهمية كبرى لاستمرار حياة وبقاء هذا النوع من السلاحف المهددة بالانقراض .
وفي كل عام تعشش في هذه المنطقة حوالي من 6000 الى 13000 سلحفاة تفد الى السلطنة من مناطق أخرى بعيدة مثل البحر الأحمر والخليج العربي وشواطيء الصومال .
ووفق الاحصائيات المعتمدة رسميا بلغ عدد السلاحف الخضراء حسب التقديرات المتاحة حوالي 20 الف سلحفاة تعشش في أكثر من 275 موقعا على امتداد شواطيء السلطنة ، وبدأت الدراسات والاجراءات الهادفة الى حماية السلاحف في السلطنة عام 1977م بعدما تبينت الأهمية التي تتمتع بها الشواطيء والمياه العمانية كموطن لعدد من السلاحف البحرية وتتواجد في السلطنة خمسة أنواع رئيسية من السلاحف هي :السلحفاة الخضراء والسلحفاة الزيتونية والسلحفاة الشرفاف والسلحفاة الرمانية والسلحفاة النملة .
وتبقى محمية السلاحف برأس الحد واحدة من أروع الأماكن السياحية في السلطنة المليئة بمعاني الهدوء والتأمل ، والمفعمة بفرص الابتعاد ولو بصورة مؤقتة عن لغب الحياة وضجيج المدن الصاخبة .