مسقط ـ أثير
زيارة ملاهي الأطفال يبدو قدرا لا فكاك منه للكثيرمن الآباء الذين يسعون لإرضاء أطفالهم في عطلة نهاية الأسبوع، وفي أيام الاعياد والمناسبات ، لكن هذه الزيارة باتت تشكل هاجسا ماليا للكثيرين من أولياء الامور باعتبارها تجرّ وراءها تبعات مالية عديدة ، حيث باتت تسعيرة هذه الألعاب تتجاوز الرسوم الرمزية المعتادة ، إذ أصبح الهدف من ورائها ليس الترفية فقط ، ولكن تحقيق المكاسب بصورة مبالغ فيها ، من خلال رفع رسوم هذه الألعاب بين فينة وأخرى .
ويحمل أحد الاباء في محفظته الخاصة عددا وافرا من البطائق الخاصة بمحلات الترفية في عدد من مولات وحدائق العاصمة مسقط حيث تسمح هذه البطائق الممغنطة بارتياد أكثر من 6 أماكن للترفية والتسلية ،ويبدو إن الدافع لدى هذا الأب هو اسعاد أطفاله في تصرّف أقرب الى الواجب منه عن كونه مجرد تلبية رغبه لدى صغاره الشغوفين بالألعاب ، وهو يرى في فرحتهم عند زيارة هذه الأماكن تعويضا عن أوقات طويلة يقضيها في العمل بعيدا عن المنزل .
ويشدد العديد من الأباء على أهمية ايلاء عناية بالأطفال، والسماح لهم بالتسلية واللعب في الأماكن المخصّصة للملاهي ، ولكن بقدر إذ يتحتم مع هذا الأمر أيضا ضبط عملية اللعب ، ودفع الطفل أيضا بالتفكير الدائم بالتزاماته الدراسية والتربوية أيضا ، لكن المحصلة النهائية هو استمرار استفادة هذه المحلات من جيوب أولياء الأمور، وتحولها لمقصّ جاهز لإستقطاع أكبر قدر من الأموال المتوفرة في جيوبهم مع كل زيارة لهذه الاماكن المخصصة للترفية .
وتحرص أماكن التجمعات العملاقة والأسواق الكبيرة في العاصمة مسقط على تخصيص زاوية لألعاب الأطفال ، وهي زاوية ربحية بامتياز تجلب الفرحة للأطفال من مختلف الأعمار لكنها في المقابل تستهلك من موازنة الأباء الشهرية ، وتتجه المطالب إلى الدعوة لإقامة مدينة العاب عملاقة مغطاة، ومكيفة بأسعار رمزية مناسبة تكسر الاحتكار القائم لزوايا ملاهي الاطفال الصغيرة في عدد من المولات التجارية في العاصمة .
ويرجع ملاك رفع أسعار الملاهي الترفيهية الى التزامات الدفع الشهري لأصحاب العقار المؤجرين، وكذا التعريفة المضاعفة في أسعار الاستهلاك الكهربي للألعاب ورواتب الموظفين، والمشغلين، وأعمال الصيانة الدورية، وغيرها من الالتزامات المالية التي تدفع باستمرار نحو رفع رسوم الألعاب الترفيهية الكهربية في العديد من المولات التجارية ، وأماكن التسلية .