باريس – الطيب ولد العروسي
صدر في “إيكسون بروفانس” بفرنسا كتاب جديد باللغة الفرنسية حول الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش بعنوان ” في خاتمة الأندلس لمحمود درويش” ، عن منشورات “ليه فوايير دي مير“، للكاتبة والأستاذة ربيعة حمو المولودةفي دمشق عام 1972 والحاصلة على الدكتوراه من جامعة السوربون الجديدة في الأدب العربي الحديث، وهي الآنمدرسة في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (INALCO).متخصصة في الأدب العربي الحديث.تتطرق المؤلفة في هذا الكتاب الذي يقع في 240 صفحة، إلى تحليل القصائد في مجموعة “أحد عشر كوكبا” للشاعرالفلسطيني محمود درويش ودراسة أهمية مفهوم الهوية والغيرية التي تبرز بشكل ملح. اعتمدت المؤلفة في تحليلها نهجا لسانيا تحليليا “االمعروف بالتناص” للكشف عن أنواع من المراجع النصية. يركز هذا الكتاب على الأحداث المأساوية في التاريخ العربي كما يربط الشاعر مع الأحداث الأخرى التي تحدث في قارات أخرى وتطرح نفس المشكلةالمتعلقة بالهوية. تبدأ القصائد مع سقوط غرناطة في عام 1492، ثم استمرت حتى “النكبة” الفلسطينية في عام 1948 وتنتهي في حرب الخليج الثانية واتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1991. أي تلك المأساة العربية المتكررة المتسببة في تأخير العالم العربي وفي شن الصراعات بين شعوبه، وبالتالي في إبعاد بشكل أو بآخر الاهتمام بالقضية المركزية، بل الأساسية للشعوب العربية الإسلامية وهي القضية الفلسطينية.
يهدف الكتاب إلى الكشف عن ذلك القلق في هوية الفلسطينيين الذين طردوا من مدنهم وقراهم الأصلية ومواقفهموأوضاعهم أمام “الآخر”.
يعتبر الجليلي محمود درويش “شاعر الوطنية الفلسطينية” وحامل صوت الناس في جميع أنحاء العالم. هذا ليس فقط بسبب موهبته الشعرية الاستثنائية، ولكن للأحداث الاستثنائية التي تعرض لها في حياته فلقد نجا عدة مرات من موت محقق بعد طرده من قريته الأصلية ” بروة ” ليلتحق بلبنان في عام 1948، فشاعر فلسطين شاهد حقيقي على مأساةشعبه وبلاده التي أراد الاستيطان الصهيوني وعملائه العمل على اختفائها من خريطة العالم.
يتميز الكتاب بدراسة مستفيضة حول الشاعر درويش، نأمل أن تترجم إلى لغة الضاد حتى يطّلع عليها الباحثون والمهتمون بهذه القامة الشعرية الكبيرة.
اعتبرت الدكتورة ربيعة حمو هذه الدراسة مدخلاً مهماَ للقارئ الفرنسي لفهم شعر وفلسفة وفكر محمود درويش الذي تخلو الساحة الفرنسية من دراسات أكاديمية معمقة لشعره. هذا الكتاب كان قد صدر في نيسان 2014 وقدّم له الباحث والشاعر الجليلي الدكتور صالح خليل السروجي من جامعة بايروث في ألمانيا.