سيف المعولي
بالرجوع الى القاموس نجد أن المفرقعات تعود لمادة ” فرقع” والتي تعني : التفجير الذي يسمع له دوي فيقال فرقعت القنبلة أي انفجرت فسمع لها دوي.
وبالنظر إلى المعنى من الوهلة الأولى نعرف بأن الدوي والضوضاء ناتجان عن المفرقعات وهذا أذى ظاهري يعرفه الكل فلا يمكن اعتبار الضوضاء فرحا ولا الدوي بهرجة إلا عند ” المستهترين ” بأهمية الخلود الى الراحة والهدوء.
والمفرقعات محليا ومجتمعيا هي أنواع من الألعاب التي يطلق لها اللاعبون العنان فتصدر أصواتا وإضاءات وشرارات لا يمكن التحكم فيها فور إطلاقها.
والمعنيان ” اللغوي والمجتمعي” يتفقان على الأذى الظاهري للمفرقعات سواء بإحداث الضوضاء وانتهاك حرمة الهدوء أم بالأذى الجسدي الذي قد يصيب المفرقع أو من حوله ، وهما أمران يعاقب عليهما القانون لأن حرية الفرد تنتهي عند ابتداء حرية الآخرين ومن متطلبات حرية أفراد المجتمع أن ينعموا بالهدوء والسكينة والراحة.
وعندما نتجاوز الأذى الظاهري الذي تتسبب فيه المفرقعات نجد أن التأثير المعنوي السلبي لها اشد وقعا وإيلاما خصوصا على من يقوم باللعب بها، فهي مدعاة الى تحريك الهواجس النفسية بإيذاء الآخرين فعندما يحس الطفل بأن ما يمتلكه في يده قادر على إيذاء غيره سوف يستخدمه خصوصا عندما يغيب الموجه والمرشد له،
وكذلك فإن المفرقعات ترسخ في نفوس الأطفال عدم تحمل المسؤولية والاستهتار بالقانون وهذا أمر خطير لو نشأ مع الطفل وتربى عليه.
ومن أجل تجنيب المجتمع شرور هذه المفرقعات تقوم الجهات المختصة بمنع تداولها وبيعها لكن المهربين يتحايلون بطرق مختلفة وينجحون أحيانا في توفيرها