باريس – الطيب ولد العروسي
ينظم متحف الحياة الرومانسية بباريس معرضا بعنوان: “تعالوا إلى صنع الرومانسية” للكاتب والروائي والأكاديمي الفرنسي شارل نوديي ، المولود يوم 29 أبريل سنة 1780 في مدينة بيزانسون –والمتوفي في باريس يوم 27 يناير عام 1844). إذ يعود إليه الفضل و الأهمية الكبرى في ولادة الحركة الرومانسية، كما عرف عليه برعايته للفنون والآداب، ويعتبر من بين أهم الشخصيات الرئيسية في الحركة الرومانسية.
شارل نوديي كاتب وروائي، اهتم بإعادة إحياء الحركة الفنية والأدبية ما بين سنتي 1820-1830 من خلال فتحه صالونه بمكتبته ارسنال التي أصبحت منذ سنة 1824 فضاء للقاءات والاجتماعات للشباب من الرسامين و الكتاب. فضاء لتبادل الأفكار وإثراء النقاش والإبداع ، وتوفير المناسبات الاجتماعية، وهو يمثل خطوة أساسية في بداية وانتشار رحلة الحركة الرومانسية. كان يلتقي فيه أهم ممثلي الحركة الفنية الإبداعية والمهتمين ابالرومانسية أمثال دوماس، فينيي، ديفيد دي انجيه، ديلاكروا أو بوولنجر ، إذ أسسوا منذ البداية ناديا لمناقشة وبلورة تطور الحركة الرومانسية.
يعتبر الفنان شارل نوديي الزعيم الرئيسي لهذه الحركة مع البارون تايلور، يرجع إيهما الفضل في بعث الفكرة الأولى وفي التأسيس للرحلات الخلابة والرومانسية في فرنسا سابق، تتوفر هذه الأعمال الأثرية المحفورة في أربعة وعشرين مجلدا تقدم وصفا لمختلف المحافظات الفرنسية. عن طريق سرد طموح، مكون من مختارات أنطولوجية تاريخية ، ووصفية بالألوان، تقدم أفضل رسم للمناظر الطبيعية المعاصرة، من بونينغتون إلى إزابي ..
يقدم المعرض هذا الجانب الإبداعي المهم من القرن التاسع عشر من خلال مئات الأعمال المعروضة والمتمثلة في مجموعات من الكتب، والرسومات والألوان المائية، والأشكال الغنية المستوحاة من لوحات الكتاب وإبراز تلك الصور الرائعة.
كما يكشف المعرض عن رؤيا ونظرة جديدة لفرنسا القرن التاسع عشر، حيث يمتزج الاهتمام بالطبيعة الخلابة الرائعة ببقايا القرون الوسطى ، التي هي حتى يومنا هذا جزء منها غير معروف ، علاوة على الشعراء المتجولين وحتى علماء الآثار الذين تم الدفاع عنهم من قبل المؤلفين والرسامين المولعين والمشجعين بالرومانسية.
كان للكاتب نوديي تأثير كبير على الفنون الزخرفية مثل المسرح والأوبرا، وتقدم أعمال شارل نوديي وجهة نظره إلى العصور الفرنسية الوسطى الخلابة التي كانت الأساس في بلورة معظم الإنتاج الفني للنصف الأول من القرن التاسع عشر بأكمله، وأدت في الشروع إلى التفكير في الحفاظ على الآثار التاريخية.
يفتتح هذا المعرض أبوابه للزوار بداية من 11 أكتوبر 2014، ويمتد إلى غاية 18 جانفي 2015. يكتشف الزائر خلالها أعمال وكتابات هذا الأديب الذي يعتبره النقاد من بين أهم رسامي المناظر الطبيعة، وعلاقاته المختلفة مع النخبة التي كان لها دور مهم في تركيز فكرة باريس مدينة النور والثقافة والفنون والآداب.