مسقط – عبدالرزّاق الربيعي
عبّر الشاعر الكبير عبدالرزّاق عبدالواحد عن سعادته بزيارة السلطنة التي عدّها أجمل بلد في العالم ،وقال” اعتدت منذ سنوات عديدة أن أزور السلطنة بدعوات تصلني من مؤسسات ثقافيّة منذ منتصف التسعينيات للمشاركة في أنشطة شعريّة ،بين وقت وآخر ،وفي كلّ زيارة أرى إضافة جديدة تؤكّد أن ّ هذا البلد سائر إلى الأمام بخطى واثقة ،ومدروسة”
جاء ذلك في تصريح لــ”أثير” عقب وصوله مطار مسقط الدولي مساء أمس للمشاركة في احتفالية تكريم الفائزين بـجوائز مسابقة “أثير”الشعرية وذلك في الساعة السابعة والنصف من مساء غد -الأربعاء – على حدائق مؤسسة”عمان”للصحافة بمدينة الإعلام، تحت رعاية معالي عبدالعزيزبن محمّد الروّاس مستشار السلطان قابوس للشؤون الثقافية وبحضور عدد من المسؤولين والأدباء والمهتمين .
وطمأن الأوساط الثقافيّة العربيّة على صحّته التي شهدت تدهورا في الشهور الأخيرة بعد إجرائه عمليّة جراحيّة ،وتعرّضه لعدّة جلطات في الدماغ ، وقال إنّه بخير وما تلبيته دعوة صحيفة” أثير” الإلكترونيّة ضيفا على حفل تكريم الفائزين بجائزتها الشعريّة ،واللقاء بأصدقاء وأحبّة إلّا دليلا على ذلك ، وتوجّه بالشكر لكلّ من سأل عنه، وتابع أخباره الصحيّة
وحول بغداد التي ولد بها ودرس ، ونشأ ، وعاش سنوات طويلة قال عبدالواحد الذي يعيش متنقّلا بين العاصمة الأردنيّة عمّان وباريس ” أظلّ أوجّه في كلّ صباح سلاما لبغداد التي قلت فيها واحدة من أوجع قصائدي وأعني قصيدة”سلام على بغداد” :
كبيرٌ على بغداد أني أعافُها وأني على أمني لدَيها أخافُها
كبيرٌ عليها بعدَ ما شابَ َمفرقي وَجفّتْ عروقُ القلب حتى شغافُها
تَتَبّعتُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها وأمواجَهُ في الليل كيف ارتجافُها
وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلْعاً، فَمُبْسراً إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها
تتبَّعتُ أولادي وهم يَملأونَها صغاراً إلى أن شيَّبَتهم ضفافُها!
تتبَّعتُ أوجاعي، وَمَسرى قصائدي وأيامَ يُغني كلَّ نَفسٍ كَفافها
وأيامَ أهلي يَملأ ُ الغَيثُ دارَهم حياءً، ويَرويهم حياءً جَفافُها!
فلم أرَ في بغـداد، مهما تَلَبَّـدَتْ مَواجعُها، عيناً يَهـونُ انذِرافُها
ولم أرَ فيها فَضْلَ نفسٍ وإن قَسَتْ يُنازعُها في الضّائقـاتِ انحرافُها
وكنا إذا أخنَتْ على الناس ِغُـمَّة ٌ نقولُ بعَـون اللهِ يأتي انكشافُهـا
ونَغفو، وتَغفـو دورُنا مُطمئنـَّة وَسـائدُها طُهْرٌ، وطُهـرٌ لحافُها
فَمـاذا جرى للأرضِ حتى تَبَدّلتْ بحيثُ استَوَتْ وديانُها وشِعافُهـا؟
ومـاذا جرى للأرض حتى تلَوّثَتْ إلى حَدِّ في الأرحام ضَجَّتْ نِطافُها؟
وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً فهانَتْ غَواليها، ودانَتْ طِرافُهـا؟
سلامٌ على بغداد شـاخَتْ من الأسي شناشيلُها.. أبـلامُها.. وقفافُهـا
وشاخَتْ شَواطيها، وشاختْ قِبابُها وشاختْ لِفَرْطِ الهَمّ حتى سُلافُها
فَلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها ولا عادَ في وسْع ِ الندامى اكتنافُها!
سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ عليها، وأنّي لي، وروحي غلافُها
فَلو نَسمةٌ طافَتْ عليها بغيرِ ما تراحُ بهِ، أدمى فؤادي طوافُها
وها أنا في السبعين أُزمِعُ عَوفَها كبيرٌ على بغداد أني أعافُها!”
وحول أحدث نتاجاته قال الشاعر الكبير الذي ينتمي للجيل اللصيق بجيل الروّاد الذين أسسوا للقصيدة العربيّة الحديثة وأبرزهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبدالوهاب البياتي إنّه بطلب من الأطبّاء متوقّف عن الكتابة الشعريّة لكنّه يعكف بشكل يومي على كتابة سيرته بلغة أقرب ما تكون إلى الشعر ،وأنجز منها مجلدين كبيرين تتناول خلالهما أبرز الأحداث التي مرّت بحياته على مدى ثمانية عقود أصدر خلالها 59 كتابا ، سيعاد طباعة بعضها في بيروت وعمّان .
وحول مشاركته بحفل تكريم الفائزين بجائزة “أثير” الشعريّة قال”سألقي نصّا عزيزا عليّ عن سلطنة عمان التي تحتلّ مكانة في قلبي أتمنى أن تعجب الجمهور”
يذكر أن الشاعر الكبير حاصل على وسام بوشكين العالمي عام