باريس – الطيب ولد العروسي
انبهر الجمهور الفرنسي بقصائد الشاعرة العمانية شميسة النعمانية خلال مشاركتها في الأيام العمانية الإعلامية في باريس حيث ألقت بلغتها الساحرة وبإلقائها الرخيم ثلاث قصائد ” لا تمت” و “رباعية عاشق” و “لكم عشقتك”، حيث تطرقت فيهما إلى المواقف الإنسانية النبيلة وإلى الإخلاص وعزة النفس، عبر نداءات متكررة تفضي إلى الإيمان بالقضايا العادلة والمواقف الأخلاقية السمحاء، كما كررت في قصيدتيها الأوليتين تيمة “الموت” وهي تريد أن تقول من خلالها، أنه لا يجب على الإنسان الخضوع والخضوع للسلبيات و المؤامرات التي تؤدي به إلى الهلاك، إذ أنها تناديه مرددة لا تمت، أي لا تركع، أن تحب الحياة وتتعلق بالغد وبالحلم الجميل مهما كانت الظروف، أما القصيدة الثالثة فهي عبارة عن رسالة محبة إلى عمان التي تغزو وجدان وكيان الشاعرة، وتلهمها حب الحياة والوطن. معتمدة في ذلك على رعاية الله، إذ تعبر عن عملها مؤكدة: “شخصياً أحب مناجاة الله في نصوصي، كما أحب التخاطب مع القيم العليا ممن يمثلون القيمة الشعورية العالية مثل الأب والأم.. قصيدتا “هلا تخبئني” وشظايا” فيهما حديث مع الكينونة العظمى في الكون “الله” بما تحمله من قيم جميلة. تمثل لي الذات الإلهية الملجأ النهائي، لا سيما حالات الكتابة التي أكون فيها غارقة في الشعور الأسود الذي يجتاح النفس البشرية أحياناً”.
الجدير بالذكر أن الفعاليات العمانية الإعلامية بالعاصمة الفرنسية تضمنت العديد من الأنشطة الثقافية والتي تضمنت الكثير من اللقاءات والندوات والأمسيات الأدبية في جامعة السوربون، وأمسية رائعة في القاعة الكبرى بمعهد العالم العربي، حيث حضر الجمهور المتنوع إلى برنامج ثري دام ساعتين، تداخل فيه الشعر مع الموسيقى مع الصورة، مما شكل لوحة غنية ومتناسقة، قدمت فيها “جمعية هواة العود” بسلطنة عمان وصلات موسيقية ممتازة أذهلت الجمهور وراح يتعامل معها ويصفق لها، كما توالت بعد ذلك قراءات شعرية من قبل الشاعرة الأنيقة شميسة النعمانية باللغة العربية، وقرأت الشاعرة الجزائرية لويزة ناظور نفس القصائد باللغة الفرنسية، بالإضافة إلى معرض للكتب، وآخر للحرفيات واللوحات الفوتوغرافية، واللوحات التشكيلية، والتحف التراثية، والازياء، والنقش بالحناء ،اضافة الى عرض العديد من الجوانب والخبرات الثقافية والتراثية الأصيلة التي تتميز بها سلطنة عمان.
أما الشريطان اللذان تم عرضهما فهما للمصور العماني خميس المحاربي، اللذان كانا عبارة عن لوحة استثنائية اكتشفت القاعة من خلالهما تضاريس عمان وطبيعتها وتلاقي الوديان والحدائق والبساتين بالجبال والصحراءـ توقف المصور كثيرا عند أطفال عمان وكأنه يريد أن يقدم قراءة أو إشارة تعبر عن مستقبل أو غد هذا البلد من خلال نظراتهم وتطلعاتهم واهتماماتهم، رصد لنا المصور التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلد. إن هذين الشريطين هما عبارة عن لقطات متنوعة لمختلف مناطق السلطنة أخذت من أماكن علوية سواء كانت من طائرات أو مناطيد أو جبال.