باريس- الطيب ولد العروسي
حالما أعلن عن فوز الكاتبة الإسبانية ليدي سلفاير بجائزة غونكور الفرنسية لعام 2014، وهي جائزة تمنح لأهم عمل كتب باللغة الفرنسية، صرح الكاتب المغربي الطاهر بن جلون ( الذي فاز بنفس الجائزة منذ سنوات) قائلا لها: “أنت تستحقين الكثير”، والكاتبة هي من عائلة إسبانية ناضلت ضد الدكتاتورية الإسبانية، إبان حكم الجنرال فرانكو..
زارت الكاتبة التي نالت الجائزة عن روايتها “حدود الدموع” -الصادرة عن دار ساي الفرنسية ،إسبانيا مهمومة بجراح وهموم الدكتاتورية، مما دفعها لإعادة النظر في هذه الحرب الأهلية الوحشية، التي كانت مجال إبداعات ونشاطات مختلفة، سواء في مجال الفنون كما يبدو واضحا في لوحة “غرنيكا”، للرسام بابلو بيكاسو، أو الأرض والحرية، في فيلم أنتجه المخرج كين لوتش. أو “التفكير في المقابر الكبرى في ضوء القمر” للكاتب الكبير جورج برنانوس، التي لا تخفي الكاتبة تأثرها به، وهي المرأة العاشرة التي تفوز بالجائزة بروايتها الواحدة والعشرين.
قامت الروائية ليدي سلفاير في كتابها بكشف النقاب عن بعض الأحداث بطريقة إعادة حياكتها ، و اقترضت السواد من تاريخ عائلتها. ووحدانية روايتها، فتطرقت إلى تلك المناضلة الفوضوية عام 1936 (وهي تقصد والدتها) في برشلونة كوسيلة لتسليط الضوء على الواقع المعقد، معتمدة على مزيج من العالمي والخاص. الكوني هو ما قيل حول الحرب، وما يحدث وما يعرض أو يجري في برلين وموسكو وباريس وروما ، متطرقة إلى الباباوات وإلى إيطاليا في فترة حكم موسوليني، بينما كان في أسبانيا يقتل الفرد، وهنا تقص ليدي سلفاير حكاية امرأة بلغت من العمر عتيا .
جعلت الكاتبة من هذا الاعتراف كتحذير وتؤكد. “لم يكن لي، حتى الآن، الرغبة في الخوض في ذكريات الأمهات أثناء الحرب الأهلية، أو في أعمال مخصصة لهم. لكنني أشعر بأن الوقت قد حان بالنسبة لي لتسليط الضوء على هذه الأحداث في اسبانيا معتمدة على الذكريات لاقتناص ما تحتفظ به، وربما أفضل لأنها قد تثير تساؤلات “. أي التحدث عما كان يحدث في العديد من القرى وفي المناطق النائية “الكاتالونية” والتنظيم الليتورجي للكنيسة الكاثوليكية، كما تتطرق إلى اهتمام الشباب بقراءة بعض الكتّاب أمثال برودون، باكونين وماركس. وهذا الأخير كان أجرأ منهم لكونه يسعى إلى “إزالة رأس المال بشكل جماعي ، وتقاسم الخبز.”.