أحيت فرقة أصيل المغربية أمسية غنائية بمعهد العالم العربي بباريس ، بمشاركة البعض ممن لا زالوا مؤمنين بالحفاظ على الأغنية المغربية الأصيلة بإيقاعاتها المتجذرة في تاريخ المغرب وثقافته بشكل خاص، وفي التراث العالمي بشكل عام، حاولت الفرقة تقديم أغنية مدروسة بشكل جيد، لكي تكون في متناول جمهور أوسع، من مختلف الجنسيات والثقافات.
تكونت هذه الفرقة عام 2003، وهي تعتبر امتدادا للأغنية العربية، إذ قدمت خلال الحفل مقطوعات موسيقية وغنائية من الإرث العريق للمكتبة العربية الموسيقية، وهي تهدف إلى تقديم موسيقى عربيّة “جديدة معاصرة على مبدأ التطوير من الداخل أي الاعتماد على التراث والعطاء الموجود لدينا ليس لإعادة أداءه وإنّما لصنع الجديد مطوّراً منه”. أصدرت مجموعة أصيل رباعيّات الخيّام سنة 2008 وأصيل عام 2009، كما أقامت العديد من الأمسيات الموسيقيّة في العديد من الدول العربية مثل مهجان أبو طبي للموسيقى، كما شاركت في الكثير من المهرجانات الموسيقيّة مثل مهرجان فاس للثقافة الصوفيّة عام 2011، ومهرجان ألمقام بأذربيجان سنة 2009 ومهرجان بول كلي بسويسرا 2009.
ويتميز الغناء المغربي بتجربة رائدة، وهو وليد تجربة خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث رأت الأغنية نقلة نوعية وتعايشا رائعا بين الموسيقى والأداء، وذلك مع الفنانين أمثال المعاطي بلقاسم، وإبراهيم العلمي، إذ كان هؤلاء الرواد يعملون على تناغم بين الإيقاعات الأصلية واللغة التي يتحدث بها الغالبية العظمى من المغاربة ، في الوقت الذي كان معدل الأمية مهم، وحيث كانت الآمال الكبيرة معقودة على جيل ما بعد استقلال البلاد. كانت الألحان القديمة متجذرة من أعماق المغرب عبر (الملحون، والأغاني المنحدرة من كافة تراب المغرب بكل تنوعاته اللسانية )، مما أدى إلى بلورة بوتقة هائلة من الفنانين اهتم بعظهم بإحياء الحفلات والأفراح الشعبية، ثم أصبحوا من بين الفنانين الكبار، أمثال عبد الوهاب الدكالي، وعبد الوهاب الخياطي وغيرهم . فكانت هذه الأغاني وغيرها بمثابة أساس انطلقت منه فرقة أصيل الفنية التي قدمت في بدايتها مزيج من العبارات الشعبية والإيقاعات الموسيقية المغربية المميزة ، وهي عبارة عن فسيفساء متنوعة من الثقافات العربية والأمازيغية والأفريقية، تعبر عن تعايش في الإبداع الفني وتعكس التعبير البشري الحقيقي. .
الجدير بالذكر، أن الأغنية المغربية تأثرت بأختها الشرقية ، حيث تركت بصماتها في هذا التطور القوي للثقافة المتعددة الأوجه للمغرب. وكان السادة أحمد البيضاوي، عبد الوهاب أكومي ، في وقت لاحق إلى حد ما، وأيضا عبد السلام عامر، يعتبرون بمثابة المهندسين الرئيسيين لهذه الأغنية العربية “الكلاسيكية” بالمغرب، والتي كانت تعبر عن تأثرات مختلفة تتراوح ما بين التراث الموسيقي الأندلسي والشرقي والعالمي .
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC