فارق الحياة السينمائي الفرنسي رونيه فوتيه René Vautierيوم الأحد 4 جانفي/ كانون الثاني، بمستشفى سان مالو (في منطقة بريتاني شمال غرب فرنسا) عن عمر ناهز 87 سنة،وهو المعروف بمناهضته للاستعمار والتزامه بمساندة القضايا العادلة في العالم.
ولد فوتيهفي عام 1928 “بفينسار” بالغرب الفرنسي، لأب عامل في مصنع ولأم كانت تعمل معلمة، اتصل بالمقاومة الفرنسية بداية من سنة 1943 وهو بعد في عز شبابه، وكان من أبرز اصدقاء الثور الجزائرية، حيث شهد معارك كثيرة، أرخ لها بكاميرته التي وثقت دقائق المواجهات الحربية. وبها نال فوتيهعدة جوائز على شجاعته النادرة.وفي العام 1950 انخرط الراحل في الحزب الشيوعي الفرنسي،وبعددراساته في المدرسة الثانويةفيمدينة كيمبيه، تخرج منمعهد الدراساتالسينمائية العليا عام 1948، كان له ولع كبير بالسينما لأنه يرى بأنها تسجل أحداثا مهمة في تاريخ البشرية، وأنها تخدم القضايا الإنسانية الكبرى إذ كرس كل جهده لخدمة القضايا العادلة عربيا وغربيا.
وهذا ما تركه ينتقل الى الجزائرسرامع بعض المتمردين على الحكم في فرنسافي عام 1956وشارك فيالنضال الثوريمن أجل استقلالالجزائر منتسبا إلى جبهة التحرير الوطني،حيث كان يرافق مقاتليجيش التحرير الوطني، ثم انتقل في ربيع عام1958إلىالقاهرةللاتصال بقيادةجبهة التحرير الوطنيمن أجل تصوير أفلام تتطرق إلى الجزائر تحت النيران،فأخرج فيلماحولكفاحجيش التحرير الوطني.
التقى عبان رمضان، احدالاعضاء الخمسةللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الوطني، الذي مات في ظروف غامضة، وواصل بقية مشواره متابعا لقضايا الجزائر وأصدر مجموعة من الأفلام والشرائط الوثائقية التي عالجت الثورة الجزائرية واقتربت من أجوائها، مثل فيلم “أمة الجزائر” 1954، وهو العمل الذي منع وصدر بسببه حكم ضده بدعوى المساس بـ«الأمن الداخلي الفرنسي”، ثم فيلم “الجزائر تحترق” 1958 وفيلم “شعب يتقدم” 1963. .
ساهم رونيه فوتيه بعد استقلال الجزائر في إنشاء المركز السمعي البصري بالجزائر والذي كان هدفه تكوين السينمائيين والتقنيين الشباب في الجزائر المستقلة، وأشرف عليه حتى مغادرته الجزائر 1966.
حصل رونيه فوتيه على الكثير من الجوائز، وتعتبر أفلامه وثيقة مهمة حول ثورة التحرير الجزائرية، حيث حصل فيلمه “أن تكون في العشرين بالأوراس” الجائزة الدولية للنقد بمهرجان كان” سنة 1972, كما حاز فيلمه “أبناء العم الثلاثة” على جائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان في مدينة ستراسبورغ في 1970.
كما واجه الراحل منع عرض بعض أفلامه في فرنسا، مثل فيلم “الناقوس” الذي يتطرق فيه للميز العنصري (الابرتيد) بجنوب افريقيا, ليسمح بعرضه فيما بعد عام 1965.
وكان الراحل قد حظي بعدة تكريمات في الجزائر على غرار الاحتفاء الخاص بمهرجان وهران للسينما العربية في 2012, والتكريم الأخير في شهر نوفمبر 2014 بسنيماتيك الجزائر بمناسبة ستينية الثورة. سعى رونيه فوتيه في أعماله كما يؤكد النقاد إلى “تجديد لغة الفيلم بالخروج من قيد الاستوديو للمحيط والواقع الحقيقي في أماكن مفتوحة، حيث يستخدم الواقع والمقاومة المعارضة للواقع، من أجل تحقيق مزج خلاق، غير مثقل بالتقنيات والمؤثرات الصناعية، ليواجه الواقع الاجتماعي المعاصر وتناقضاته.”
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC