باريس – الطيب ولد العروسي
ينظم متحف الهجرة بباريس معرضا هاما حول الموضة الفرنسية التي تعتبر إبداعا يتميز به الفرنسيون، حتى غدت فرنسا تعرف ببلد الموضة، يبين هذا المعرض جهود المهتمين بهذا النوع من الإيداع وهو في حقيقة الأمر عصارة نساء ورجال من ثقافات وحضارات مختلفة، اختاروا العيش في باريس هم أنفسهم، أو عن طريق أسرهم التي استقرت فيها كعمال بسطاء، أو مثقفين، أو مشردين من بلدانهم “مكرهين لا أبطال”.
يتطرق هذا المعرض إلى حياة ومسيرة وتاريخ مبتكري تلك الملابس، و يبين جانبا آخر من الهجرة ومن المهاجرين، الذين ساهموا في رفع سمعة باريس، حتى غدا يطلق عليها العاصمة الدولية للأزياء، إذ يأتي هذا المعرض بمثابة تكريم لأول مصممي ومبدعي الأزياء من جنسيات متنوعة: من أرمن وروس وإيطاليين وإسبانيين وبلجيكيين، هؤلاء الذين أعطوا لباريس إمكانية الإشعاع في جميع أنحاء العالم. ومن هؤلاء نقف على إبداعات تشارلز فريدريك وورث وعز الدين علية، ماريانو فورتوني إيسي مياكي وياماموتو، إلسا شياباريلي مارتن مارغيالا، أو كريستوبال بالنسياج، روبرت بيجيه، باكو رابان أو راف سيمونز..
لنقف عند الكثير من المصممين والفنيين الذين هم أجانب ساهموا في ثورة الأزياء الفرنسية وفي إثراء تاريخها. وأصبح هذا الفن يقدم مفاهيم تعرف بالفرنسية، أو “بالصنع الفرنسي”، انتشر دوليا في مجال الأزياء وذلك منذ منتصف القرن التاسع عشر. ولكن غالبا ما يتم تصميم هذه الأزياء الفرنسية من قبل المصممين الأجانب. الكثير من المصممين والمخرجين الفنيين الأجانب الذين أحدثوا ثورة في الأزياء الفرنسية، وإثراء تاريخها. منهم من استقر مدفوعا بخيار سياسي أو لأسباب فنية، أو منهم من جذبتهم عاصمة الثقافة والأناقة، ولكن أيضا وقبل كل بلد فلسفة الأنوار، ساهم هؤلاء المصممون الاجانب في سمعة الأزياء والملابس الفرنسية الجاهزة، ليجعلوا من باريس العاصمة الدولية للأزياء، لكون الموضة هي أيضا عصارة لمهارات محددة.
إننا نكتشف عبر هذا المعرض جانبا من اهتمامات الإنسان، وإلى أنواع معينة من المهن المختارة من قبل الهجرة عبر ورش التطريز الروسي في 1920، أو في الآونة الأخيرة فنيات صناعة الأحذية من قبل الأرمن.