ينظم القصر الكبير بباريس معرضا كبيرا لهايتي فبراير 2015، وهو يتطرق إلى الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للإبداع في هذا البلد من القرن التاسع عشر حتى الوقت الحاضر. وهو يعكس تلك الحياة التي عاشها أهل هذا البلد من فوضى وتهميش، في المناطق الحضرية و عن مدى انتشار الثقافة الشعبية، ينعكس ذلك في تلك اللوحات المعروضة والتي تعبر عن سذاجة التعبير البدائي لتنتقل بعدها إلى تجاوز الرؤية السحرية الدينية والغريبة المرتبطة بصعوبة مع الفن الهايتي، وعبر مئات من الأعمال المعروضة، والتي من خلالها نلحظ مزيجا لأشكال متنوعة من الشعر والسحر والدين والالتزام السياسي، وتسليط الضوء على ثروة غير عادية من الإبداع الفني الذي تعكس التدفق الكبير في قلوب مصير أناس معذبة منذ أول ما يطلق عليه ببداية الجمهورية السوداء. إن ثقافة هايتي هي التاريخ وتجلياته المعقدة، ففي المعرض يلحظ زواره من خلال لوحات الفنانين من القرن التاسع عشر إلى اليوم الكثير من الخصوصيات الابداعية، كما تمنح الفرصة مشاهدة بعض الأفلام من الرسوم المتحركة، أو متابعة فيلم وثائقي لمختلف الأعمار، لأنه يعطي فكرة عن الهايتي بين الأمس واليوم، كما يحيلنا إلى تكريس تبادل الأفكار الخاصة، عبر اكتشاف لمجموعة مختارة من الأعمال المتوفرة في المعرض.
يضم المعرض أكثر من 160 عملا فنيا متنوعا ما بين مناظر طبيعية وأفكار لهؤلاء الفنانين وصورا لشخصيات تاريخية، منهم على سبيل الثمال أعمال الفنان ماريو بنجامين الذي رسم العديد من السحنات لرجال السياسة وسيدات المجتمع الراقي، إلى جانب أعمال الفيديو للفنان جان اولريك الذي كان ينحت أعماله على المعادن ، كما يضم المعرض أعمالا لفنانين من أسر مختلفة في هايتي، غير أنهم يعيشون خارج جزيرتهم و يرسمون أعمالا عن وطنهم، لأن هايتي تعرضت لزلزال كبير في سنة 2010 تجاوز 7 درجات على مقياس ريختر، إذ صنف كأكبر زلزال منذ 200 عام، وقدر عدد المتأثرين بالزلزال بالملايين من سكان البلاد بين قتيل وجريح ومشرد، ثم تبعته هزة ارتدادية بلغت 6 درجات على مقياس ريختر حسب المرصد الأمريكي.
فعن هذه التطورات وعن قساوة الحياة في هايتي إحدى بلدان البحر الكاريبي، وعن آمال وآلام شعبها تطرقت ريشة الفنانين إلى مجموعة من المواضيع التي يعيشها إنسان هذا البلد الذي مر بالعديد من الاستعمارات وحصل على استقلاله سنة 1804، لكن مجموع الحكام الذين توالوا عن السلطة جاء معظمهم بانقلابات انعكست سلبا على أهلا البلاد. افتتح المعرض أبوابه إلى غاية يوم 15 فيفري 2015، حيث استقبل العديد من التلاميذ من المدارس الابتدائية والثانوية ومن مختلف الشرائح والجنسيات.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC