مسقط – أثير
أصدر أكثر من ثلاثين كاتباً وشاعراً وروائياً وأكاديمياً بياناً الأربعاء يدعون فيه السلطات الإماراتية الى الإفراج عن الكاتب العماني معاوية الرواحي الذي اعتقلته السلطات الإماراتية حسب إفادة أقربائه عبر شهود عيان من الجهة الإماراتية من المنفذ الحدودي بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.. وقد أشار ناشطون أن للاعتقال علاقة بآراء ناقدة أبداها الكاتب معاوية الرواحي عبر وسائط التواصل الاجتماعي. هذا ومن جانبها لم تصرح السلطات الإماراتية أو وسائل الإعلام الإماراتية بأي شيء له علاقة باعتقال الكاتب.
يذكر أن الكاتب معاوية الرواحي يعد شخصية أدبية واجتماعية مشهورة خاصة بعد سلسلة حوادث تعرض لها الكاتب ولديه أنشطة معروفة ومتابعة وجماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية وله عدة اصدارات أدبية كان آخرها كتابه ميثاق الخلاص الصادر عن دار الانتشار اللبنانية وله عن نفس الدار كتاب أيام الجنون والأرق، وكتاب جمجمة مهترئة.
هذا وقد شدد البيان الذي وقعه أغلب الكتاب المعروفين في المشهد الثقافي العماني على تزامن اعتقال الكاتب مع الوضع السياسي العربي المتأزم والحرج وعلى خطر السياسات الأمنية المتشددة ضد الآراء والانتقادات في الوقت الذي تغلي فيه المنطقة بسبب جرائم التطرف والإرهاب، ومما جاء في البيان: يعيش العالم العربي بأكمله والخليجي بالأخص حالة مقلقة وسط انبعاث النزعات المتطرفة والمشادات السياسية وما تسفر عنه ميادين المعارك القائمة إلى اليوم في كل جهة، والتي تأتي انعكاساً لأخطاء سياسية من السلطات المختلفة سواء التي انهارت ورحلت أو الباقية، والتي تستنسخ نفس الممارسات الخاطئة لتكميم الأفواه ومحاربة النقد وتشديد القبضة الأمنية، واباحة رسم القوانين على مزاج تلك الأجهزة، دون أي اعتبار لانعكاسات ذلك على المجتمع أو تقدير لصفات الأفراد وقيمتهم وأدوارهم الاجتماعية، فكيف أمكن أن تتم معاملة الكتاب معاملة المتطرفين والإرهابيين أو المجرمين، وكيف أمكن أن تتساوى ممارسة حرية التعبير بممارسات الإرهاب والتطرف، إن تلك الأفعال المغلوطة والممارسات الخطأ، التي مارستها أنظمة سابقة ورثت بلدانها الكوارث، هي ممارسات لا تغذي إلا مزيداً من بؤر التطرف والشقاق بين الناس والاحتقان والتحطيم النفسي والقيمي والأخلاقي للمجتمعات وتترك الأجيال الشابة نهب التمزق النفسي.
كما وأشار البيان إلى خطر مثل هذه الممارسات الأمنية على النسيج الاجتماعي الشاب في البلدين وأثره السيء نفسياً على الطبقات الاجتماعية المختلفة بين البلدين: إن الحرية حاجة طبيعية وبالأخص حرية التعبير، والتضييق على حرية التعبير هو تعدٍّ على حرية الإنسان وذلك لا يتسبب إلا في انتكاسة طال الأمد أو قصر، ولم تخلف الأنظمة البوليسية إلا الكوارث السياسية، وعلى الأنظمة والدول العصرية اليوم أن تضمن سير إجراءاتها وفق أسس قانونية عادلة، وواضحة، ومعلنة للناس والإعلام والصحف، ولا يمكن لممارسات الأقبية المظلمة والغرف المغلقة والسجون أن تنجح في ضمان أمن وسلامة أي نظام كان، مثلما أن أمن الأنظمة هو الراسخ في وجدان الناس، لا مبلغ قوتها الأمنية، أو ممارساتها السلطوية.
كذلك طالب البيان السلطات الإماراتية بسرعة الافراج عن الكاتب وضمان سلامته ومراعاة وضعه الصحي والنفسي، وطالب السلطات العمانية بمزيد من الجهد والتدخل للإفراج عنه: