أثير-عبدالرزّاق الربيعي
أشاد الروائي الكبير د.يوسف زيدان بقدرة “عمان” في الحفاظ على التراث ،وفرادتها في ذلك ،وتشكيل شخصيّتها الثقافيّة في ضوء مخزونها الحضاري ، ولم تنجرف مثلما انجرفت دول أخرى في البذخ الأجوف “
جاء ذلك خلال استضافة صالون “أثير” الثقافي للباحث والروائي الحاصل على جائزة “البوكر” للرواية العربيّة العام 2009 ، عن روايته”عزازيل” ، مساء أمس في النادي الثقافي ، حملت عنوان ” دور التراث في صياغة الوعي المعاصر ” ،وحضرها جمهور غفير ، من بينهم معالي محمد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين والمتابعين ، قدّمه للجمهور الدكتور زكريّا المحرمي.
وقال صاحب “عزازيل” وهي من أهم الروايات العربية في تاريخ اللاهوت المسيحي ، وله روايات أخرى من أهمها”ظل الأفعى” و”النبطي” و”جونتنامو” ” لقد لفتت أنظاري البساطة الآسرة للعمانيين ،إلى جانب المواقف السياسية الحكيمة التي كلّها بالنسبة لي مصدر افتخار، وكذلك أفخر لوجود كيان سياسي يعرف أهمية التراث الذي هو منظومة متكاملة ، ولكي تواصل عليك أن تعي ، وهذا الوعي موجود هنا، لذا أنشأت عمان وزارة للتراث، وهو ما لم تفعله الدول العربيّة الأخرى”
و بعد أن شكر “أثير” على دعوتها له، معبّرا عن سعادته بزيارة السلطنة للمرّة الأولى ، قال ” قبل مجيئي الى مسقط بيومين تلقيت اتصالا من صديق حدّثني عن مقطع فيديو تمّ نشره يحاول الإساءة لعلاقتي بالسلطنة، ولابد من التوضيح أن البعض الذي وصفه بـ”السخيف” قام باجتزاء مشهد من خارج سياق إحدى الحلقات التلفزيونية التي كنت ضيفا عليها ،وتحدثت عن رفضي لحكم الاسلام السياسي في مصروكنت أتحدث عن جماعات وتيارات اسلامية مختلفة ومتنوعة ومنها الإباضية ،ومن يريد الوصول إلى الحقيقة عليه أن يعاود مشاهدة الحلقة كاملة على موقع اليوتيوب”
وحول فهمه للتراث المفكر المصري المتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه و له العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي ،وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية ” التراث هو نحن في الأمس والذي نتسلح به لبناء صورتنا في المستقبل وأن بعض العرب فهموا النظريات الغربية خطأ وطالبوا بالقطيعة مع التراث (نظرية قتل الأب) معتقدين أن التخلص من التراث العربي سيكون سببا في التقدّم وهذا في حقيقته انتحار بالمعنى المجازي للحضارة العربية، فاللغة العربية هي الأداة التي تم تدوين التراث بها فإذا ماتخلينا عن لغتنا وتراثنا فقدنا هويتنا ،ولن نفهم الواقع ونخطط للمستقبل الا بفهم التراث ” وطرح قضايا عديدة تحت عناوين مختلفة في قراءة تراثنا العربي وهي قراءة ينبغي أن تكون واعية،وغير مجتزأة،ودقيقة.
مؤكّدا “لن نفهم الواقع ونخطط للمستقبل الا بفهم التراث ومن المغالطات الفكرية أيضا التعامل مع التراث بانتقائية “