بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد المغنيةالفرنسية “إيديت بياف” Edith Piaf الذائعة الصيت ، خصصت المكتبة الوطنية الفرنسية معرضا كبيرا لها، جمع فيه مئات الوثائق من حمولات مختلفة – الصوت والصورة والكتابة – والتي تتطرق إلى مصير المغنية معبودة الجماهير، والتي غدت رمزا انسانيا، حيث اعتبرت من أشهر الأصوات في الأغنية الفرنسية. من بين أغنياتها نذكر “هيا تعالى يا ميلو…” “لا، لا شيء على الإطلاق …” .
يغني الكثير من الفرنسيين أغاني اديث بياف التي عرفت بصوتها المميز ، وبحياتها الغنية المليئة بالتقلبات، وبدليل أغانيها الزاخر، كل هذا حوّل المغنية البسيطة التي كانت تغني في الشوارع والساحات الشعبية إلى نجمة أعترف بها دوليا، وإلى رقم كبير في الثقافة الشعبية الفرنسية.
تدعو المكتبة الوطنية الفرنسية الجمهور لزيارة المعرض واكتشاف أو إعادة اكتشاف الملاحظات والصور والكلمات التي جعلت من إيديت بياف الأسطورة الحقيقية، وأيضا للاستماع لها ومشاهدتها ، وذلك للوقوف على القوة العاطفية لهذه المغنية، هذا علاوة على مكانتها في التاريخ الثقافي والذاكرة الجماعية الفرنسية. حيث يقف الزائر على الوجوه واللحظات الهامة في حياة ومهنة المغنية. كما سيكتشف الزائر حياة هذه الفنانة من زوايا مختلفة: كيف أصبحت شعارا للشعب الفرنسي؟، وما هي المعجزة التي جعلت أغانيها التي ما زالت مستمرة إلى اليوم؟ والتي لا زالت تجمع حشودا من المعجبين بها، من المشاهير ومن المجهولين؟ ، فكيف بمغنية بسيطة تحولت إلى فنانة فريدة من نوعها وتحظى باحترام الجميع؟ و كيف من خلال أغانيها أصبحت تجسد كل ألوان الحب من أكثر مأساوية إلى أجمل أوقات الفرحة؟ وتعدد محبيها من مثقفين كبار إلى أناس بسطاء.
يبين المعرض أيضا الأدوار التي لعبتها الإذاعات في انتشار أغانيها ، وعن دور الصحافة في ظهور الموهوبة بياف، حتى اليوم الذي ظهر فيه الإعلام والسينما والتلفزيون، والذين وظفوها، بل فرضت نفسها عليهم بعملها الدؤوب، حتى أصبحت أسطورة. يقدم المعرض بشكل أساسي أرشيف ومجموعات المغنية المتوفرة في المكتبة الوطنية، والكثير من الجوانب غير المعروفة أحيانا، وكذلك الصور والرسائل والملصقات والأقراص المدمجة، والمجلات، والذكريات، والتسجيلات الصوتية ومقاطع بعض الأفلام ، بالإضافة إلى فستانها الأسود الشهير. لقد أثري هذا المعرض بمجموعة من الوثائق التي جيء بها من “المعهد السمعي البصري الوطني”، و”جمعية أصدقاء إديث بياف”.
لقد أصبحت إيديت بياف رمزا حقيقيا، لأنها عشقت الحرية وغنت لها ، والمعرض يقدم حياة هذه المتمردة ، التي خرجت عن التقاليد ، وآمنت برسالتها الفنية التي لم تعقها شهرتها لمواجهة قساوة الحياة، فأصبح المال والراحة يزن قليلا بالمقارنة مع المحبين والأصدقاء، وراحت تبدد الحزن والسواد بضحكاتها وهي تكرر “لا يهمني كثيرا”
تجدر الإشارة إلى أن إيديت بياف ولدت في باريس يوم 19 من ديسمبر1915 وتوفيت في 11 من أكتوبر 1963 ًواشتهرت باسم لموم ‘La Môme’ أي تلك الطفلة الصغيرة.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC