بعد أن تم عرضه في 23,886 دار عرض على مستوى العالم و بعد أربعة أسابيع فقط من إنطلاقته تخطى فيلم “العالم الجوراسي” حاجز المليار دولار متجاوزاً هذا الرقم بمبلغ 410 مليون دولار على مستوى العالم ، وهو بهذا يتجاوز حتى توقعات ، وطموحات الشركة المنتجة “التي كلفها الفيلم مع مصاريف الترويج 150 الف دولار ” وهي التي خططت لتجاوز المليار “كمجمل إيرادات ” وليس بأقل من شهر , فهل سيطيح هذا الفيلم بفيلم جيمس كاميرون “أفاتار” الذي تربع على عرش أعلى الإيرادات في تأريخ السينما ، وهو الذي تجاوز حاجز المليارين بعد 10 أسابيع فقط من عرضه؟
لايخرج الجزء الرابع من سلسلة أفلام “الحديقة الجوراسية” التي بدأت قبل 22 عاماً عن خطه العام ، فقد تم صناعته لإمتاع المشاهدين ، وإبهارهم بتقنياته الحديثة التي تُوهم المُشاهد بواقعية مايراه ، فمجرد رؤية ديناصور بشكل مجسم يتحرك تُعدّ متعة بحد ذاتها لأنه إنقرض منذ ملايين السنين، ولانستطيع مشاهدته إلاّ في السينما ، كما حفل الفيلم بمشاهد المطاردات التي تحبس الأنفاس ، ومشاهد إفتراس ، وإبتلاع للكثير من البشر ، وكثف المخرج “كولين تريفورو” من تلك المشاهد المرعبة ، وكذلك الفكوك الضخمة المجسمة التي يَشعر المشاهد أنها تتجه نحوه ، وستفترسه فالعرض تم بتقنية 3D.
الديناصورات تتمرد
تم “تصنيع ” تلك الديناصورات في هذا الجزء ثم التلاعب بخريطتها الوراثية ، “صنعوا” أنواع كثيرة من الديناصورات منها الأليف الذي يمتطيه الأطفال ، ومنها الشرس والضخم جداً ، و الذكي جداً ، وصاحب المهارات المتعددة ، فقد جمع خبير الجينات في المختبر خلطة من الصفات المميزة لمجموعة من الحيوانات ليجعلها في كائن ديناصوري أطلق عليه إسم “إندومينوس ريكس” ، وهذا يهرب من قفصه “بعد حيلة وتمويه يقوم بها وتنطلي على الحرس” ليطيح بكل ما تم بناءه في أعوام ، فقد تم “صناعته ” ليكون الأشرس والأقوى، ، لأن مُرتادي الحديقة صاروا يشعرون بالملل من رؤية ديناصورات إعتيادية ، تقول مديرة الحديقة كلير “برايس هوارد” في أحد المشاهد “لم يعد أحد مندهشًا، يريدون الوحوش أكبر ، وأعلى صوتاً ومع أسنان أكثر” وهاجس الربح يدفعها الى الإيعاز الى خبير الجينات بتصميم ذلك الديناصور بمواصفات خاصة ليقتل الكثيرين بعد هروبه “لكن ليس أبطال الفيلم بالتأكيد” ففي هذا النوع من الأفلام يبقى أبطاله الرئيسيين على قيد الحياة مهما تعرضوا للخطر ، هذه هي الثيمة الرئيسة للفيلم الذي يبدأ بسفر صبيين الى كوستاريكا حيث تم بناء الحديقة في إحدى جزرها ، ويتعرضان الى هجوم من الديناصور المتمرد ، وهنا يأتي دور المنقذ مفتول العضلات “اون” الذي ينقذ الجميع بمساعدة “كلير” ، هذه الثيمة تتكرر في معظم أفلام هذا النوع فغالبا ما يخرج الكائن الذي يتم التلاعب بصفاته الجينية عن السيطرة مثل سلسلة أفلام “نهوض كوكب القردة”أو بفعل إشعاعات أو تأثير خارجي مثل فيلم “النمل القاتل ” وغيرها.
مواضيع مطروقة
بالرغم من تجنيد سبعة متخصصين لكتابة قصة وسيناريو الفيلم إلآ أنه لم يقدم جديداً ، فحاول أن يسلط الضوء على التفكك الاُسري بسبب تداخلات الحياة ،والطموحات الشخصية ، فوالدي الصبيين على وشك الإنفصال ، وتستقبلهما خالتهما التي تشغل منصب مديرة الحديقة ببرود غريب ، فقد أثّر طموحها كثيراً على مشاعرها ، وغرابة برودة إستقبالهما تقابلها غرابة أكثر في تضحيتها بكل ماتملك ، وحتى بنفسها في سبيل إنفاذهما من خطر الديناصور “حدث هذا الإنقلاب بسرعة لم تكن مقنعة” فالأنانية جداً تحولت الى فدائية في دقائق ، أما الأمر الآخر الذي ركز عليه السيناريو هو شخص يدعى هوسكينز “فنسنت إنفورو” يبدو أنه من البنتاغون كما هو واضح يحاول إستغلال الديناصورات التي تحت سيطرة مروضها أون “كريس برات” كسلاح فتاك في الحروب الخارجية مع الأعداء يقابله رفض قاطع من قبل “أون” ، ويستغل تحطم طائرة مالك الحديقة ، وموته لتجربة هذا السلاح عمليا ، وينجح الأمر نسبياً لولا تمرّد تلك الديناصورات ، وخروجها عن السيطرة ، أما الأمر الثالث فهو العلاقة بين “كلير واون” التي بدأت بالتنافر فيما بينهما لتضارب المصالح ، والإهتمامات لتنتهي “كالعادة” بقبلة طويلة وقرارهما بالعيش معاً ، وهذا أمر مكرر كثيراً في الأفلام ، لكن هناك أمر يمكن التركيز وإلإنتباه اليه ، وهو توزيع الأدوار بين الشخصيات التي تُمثل دولها ، فمالك الحديقة رجل ثري آسيوي أسمر إسمه “مصراني” أداه الممثل الهندي”ايرفان كان” ، وهذا متذبذب بين طموحه لتضخيم أرباحه ، وبين عدم إدراكه خطورة مايقوم به موظفيه فهو يعطي كل الصلاحيات للدكتور “هنري ” مصمم الديناصورات ليجعلها “ألأكثر فتكاً” في الوقت الذي يُفاجَئ بمايقوم به من التلاعب الخطر بالجينات ، وهو هنا يمثل رأس المال “ربما العربي” المفتقر الى الخبرة العملية ، ويؤكد السيناريو على ذلك بقيادته للطائرة بتلكؤ لأنه تعَّلم قيادتها مؤخراً ،ويلقى حتفه بسبب ضعف خبرته بالطيران ،أما الشخصية الاُخرى فهي شخصية الدكتور “هنري” الآسيوي أيضاً لكنه من الجنس الأصفر، وأداه الممثل “بد وونغ” وهذه الشخصية تمثل العقلية المتطورة لهؤلاء كاليابان مثلاً ، وهي شخصية تمثل العقلية المبتكرة التي تُنفذ بلا مشاعر، بينما تضطلع ثلاث شخصيات أمريكية ، وهي مديرة الحديقة ، و”اون” العالم الخبير بسلوك الديناصورات ،والرجل الذي يمثل السلطة العسكرية بالأدوار القيادية المهمة ، فهؤلاء يمثلون الإدارة ، والخبرة العلمية الممنهجة ” ذات الأخلاق السامية ” ، والعقلية العسكرية المحنكة ، ويبدو أنها رسالة للجميع ، وللآسيويين خصوصاً فحواها ” أننا من يجب أن يقودكم ،فنقودكم ،وذكائكم لن تثمر بدون خبراتنا ، و لمساتنا السحرية”.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC