شاطئ باريس الاصطناعي.. مساحة من الأنشطة تتماشي ومتطلبات الصيف

باريس- الطيب ولد العروسي

بدأت الطبعة الرابعة عشر من “باريس بلاج “Paris Plages ( أو شاطئ باريس) ، وهي مبادرة تقوم بها بلدية باريس في كل صيف منذ سنة 2002، وذلك من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس، حيث ينجز شاطئ اصطناعي على مسافة طولها ، 3.5 كم، على الضفة اليمنى للسين، قريبا من فندق ” –City” وتمتد إلى غاية باب “دي لافيلات منذ عام 2007 ، تنظم الشواطئ الرملية وتجلب الأعشاب وبعض أشجار النخيل … .

تتوقف حركة المرور على هذا الجزء من الطريق السريع جورج بومبيدو خلال هذه الفترة، إذ تجلب البلدية أكثر من ستة أطنان من الرمال لتغطي الأمكنة المخصصة لهذا النشاط الصيفي وهو الأمر الذي يسمح للباريسيين والسياح على حد سواء
باللقاء مع أسرهم وأصدقائهم لقضاء أوقات جميلة من خلال اكتشاف مساحة جديدة من الأنشطة التي تتماشي ومتطلبات فصل الصيف.

وضعت الكراسي البحرية والمظلات الضخمة لاستقبال الزوار في الأيام التي تكون فيها الحرارة مرتفعة، وهو نشاط مجاني مفتوح لجميع الشرائح الاجتماعية، كما تنظم مجموعة من المساحات لبيع الطعام أو لتناول مشروبات، علاوة على وجود مساحة للرقص. أو لرياضات متنوعة كالكرة الحديدية، أو الركض، أو لعب الكرة الطائرة، أي أن مهندس هذا الشاطئ استوحى أكثر الأنشطة من شاطئ حقيقي ليتمتع به الناس بكثير من المساحات كل حسب مزاجه أو هوايته. إضافة إلى تنظيم أنشطة عائلية ترفيهية بمحاذاة كل المواقع التاريخية الباريسية.

تعود فكرة “باريس لابلاج” التي تبنتها الأغلبية الاشتراكية ببلدية باريس إلى عام 2001، تحت رئاسة رئيس بلدية باريس، بوتران دولانيي Bertrand DELANOË. وكان له هو وأغلبيته عدة أهداف من بينها : إتاحة فرصة لسكان المنطقة، وخاصة الفقراء والمعوزين، الذين لم يتمكنوا من الذهاب في عطلة للتمتع بالأنشطة التي عادة ما تمارس على الشواطئ الساحلية؛، خاصة وأن الصيف يقل فيه النشاط الاقتصادي في باريس، ويذهب كثير من العمال في عطلة، كما تقل حركة المرور على مساحة جد مهمة من العاصمة، اذ تم إنجاز هذه الفكرة التي لاقت رواجا كبيرا، ولاقت استحسانا جيدا من سكان باريس وأحوازها وزوارها، مما أعطى لهذا الشاطئ نجاحا لافتا يظهر ذلك جليا من كثرة الإقبال عليه، ليصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد الاكتظاظ. وجد هذا النشاط صدى له في كثير من البلديات الفرنسية مثل مدينة ماتز، وحتى في عواصم بعض الدول الغربية، مثل بركسيل، وبرلان، وبراغ وبودابيست.

يكلف هذا النشاط البلدية ميزانية كبيرة، كانت محل جدال في بلدية باريس بين اليمين واليسار ، غير أن نجاحها جلب إليها كثيرا من الشركاء ممثلا في الجهات الراعية والمقاهي والمطاعم وأكشاك الصحف المثبتة على السان.