محمد جبار
أعلن “سيرج لوسيك” رئيس مهرجان مونتريال السينمائي “الذي يفتتح الخميس 27 أغسطس الجاري -، ليستمر حتى 7 ديسمبر المقبل ” عن إختيار الفيلم الأيراني “محمد ” ليكون فيلم الإفتتاح معللاً هذا الإختيار بقوله “يفخر مهرجان مونتريال بأن يفتتح فعالياته بهذا الفيلم المهم، الذي يتسم بالجودة الفنــية العالية، وبالتوجه إلى قطاعات واسعة من الجمهور، هناك أفلاماً كثيرة تناولت شخصيات دينية كبيرة مثل عيسى وموسى وبوذا، ولكن هذا هو فقط ثاني فيلم ملحمي عن مؤسس الإسلام” وهو يقصد بعد فيلم الرسالة.
ويتناول الفيلم الذي بلغت ميزانيته 40 مليون دولار حياة الرسول محمد (ص) طفولة النبيّ محمّد (ص) منذ ميلاده في عام الفيل، وهو العام الّذي حاول فيه أبرهة الحبشيّ هدم الكعبة بمجموعة من الفيلة، وتعرج الأحداث على نشأته وسفره مع عمه أبي طالب إلى الشام، ووصولهما إلى صومعة الراهب المسيحي “بحيرا” الذي بشّر أبي طالب بظهور خاتم الأنبياء بعد المسيح عليه السلام، كما يتناول مجموعة من الشخصيّات التي أثّرت في حياة النبي؛ من والدته آمنة بنت وهب، ومرضعته حليمة السعديّة، ، إلى عمّه حمزة، وجده عبد المطلب، والفيلم هو الجزء الأول من ثلاثة أجراء سيتم تصويرها تباعاً لتغطي المراحل الاخرى من السيرة النبوية الشريفة، ويعتبر الأضخم إنتاجاً في تأريخ السينما الإيرانية .
إستغرق العمل على الفيلم خمس سنوات ،وإستعان مخرج الفيلم “مجيد مجيدي” بعدد من محترفي السينما العالميين مثل مدير التصوير الإيطالي “فيتوريو ستورارو”، والمونتير الايطالي “روبرتو بيربيناني”، وفنان المؤثرات الخاصة الأمريكي “سكوت أندرسون” الفائز بالأوسكار ثلاث مرات، والمعروف بتعاونه الدائم مع أساطير الإخراج السينمائى مثل ب”رناردو برتولوتشى وكارلوس ساورا وفرانسيس فورد كوبولا” ،فضلاً عن المونتير “روبرتو بربينياني” الذى شارك فى الفيلم الإيطالى الشهير “البوسطجى” ومؤلف الموسيقى التصويرية الهندي “علاء رخا رحمن” وبالتأكيد ستساهم خبرات هؤلاء في أنجاح الفيلم .
ويقول “مجيدي” عن سبب إختياره لشخصية الرسول “ص” إن الموضوع فرض نفسه ، ففي السنوات الأخيرة عكست قراءة خاطئة للإسلام في العالم الغربي، صورة عنيفة عنه لا علاقة لها بتاتا بطبيعته الحقة”. وهو يعتبر إن هذه “القراءة الخاطئة” مصدرها ظهور جماعات إرهابية كثيرة تحمل إسم الاسلام ، وهذه شوهت كثيراً من صورة الإسلام الناصعة بمشاهد الذبح ،والقتل ، وسبي النساء ،وغيرها من الأفعال المشينة ، التي أدت الى عكس صورة مرعبة للإسلام في العالم، ومضى يقول “كان هدفي بصفتي فنانا مسلما أن أضع رؤية عن الإسلام تبتعد عن تلك الراسخة في الدول الغربية ،والتي غالبا ما تقتصر على إرهاب إسلامي تمسك بالعنف”