في إسقاط ذكي يبتعد المخرج المسرحي العراقي” مهران عبد الجبار كاظم” عن مسرح الأحداث ، والتفجيرات بعرض مسرحي يتناول موضوعه خارج بلاده الى فضاءات أوسع حيث يذهب الى “ساعة المبكى” ليأخذ منه الثيمة الرئيسية لمسرحيته التي قدمت على مدى ثلاثة أيام مطلع الشهر الحالي ، على خشبة المسرح الوطني ببغداد ، المسرحية بعنوان ” ساعة المبكى”وهي مُقتبسة من مسرحية “هيروسترات” للمؤلف “كيري كوري كريون” ، وجسد فيها الأدوار الرئيسية مجموعة من ممثلي المسرح العراقي منهم “طه المشهداني ،ميلاد سري ،حيدر الكناني ، وعلي كاظم ” ، العرض تناول قضية تفجير “ساعة المبكى” في القدس ليدين من خلاله الحروب الدينية ، والطائفية فضلا عن تنبؤاته للمستقبل اذا ما إستمرت معاداة السلام، وأشار بوضوح الى سياسة القطب الواحد وهيمنة الأفكار الماسونية التي إتهمها المخرج بأنها وراء كل ما يحدث من حروب دينية في العالم.
يبدأ العرض بخبر على شاشة التلفزيون بإستهداف أحدهم لساعة المبكى في القدس ، ليتم القاء القبض على الفاعل ، ليتبيّن أنه يهودي من عرب إسرائيل ، ويزج به في السجن إنتظاراً لإعدامه، وفي لقاء صحفي معه يفاجئ الصحفية التي تسأله عن دوافعة لهذه الفعلة بجوابه بأن حرصه على الإنسانية دفعه إلى ذلك ، فهو يحاول أن يوقف مدّ الدولة اليهودية على حساب المسلمين بإحتلال بلدهم ،كما أنه يقتنع أن الحرب إذا ما اندلعت بين المسلمين ، واليهود سينقسم المسيحيين بين مؤيد لأحد الفريقين على حساب الفريق الآخر ، فهو بفعلته هذه يحاول أن يوقف عقارب الساعة كي يلغي نقطة الخلاف المحتملة ، وفي السجن يحاول هذا الشخص الهروب من سجنه بشتى الطرق فيحاول رشوة سجانه وهذا يوصل طلبه الى أحد المسؤولين المنتفذين في الحكومة ، لكن المسؤول يفاجئه بإستعداده لمساعدته على الهروب بشرط أن يقوم بتنفيذ تفجيرات في دول الجوار فيرفض ليوعز الى السجان بقتله خنقاً ، وثيمة العمل تؤكد أن إدعاء الحكومة الإسرائيلية أنها مع السلام إدعاء كاذب بل إنها تقتله ، فهدفها ليس السلام بل الإستحواذ على العالم أجمع ، وقد حاول المخرج الإشارة للواقع العربي ، والصراع بين الأديان من جهه ، و داخل الدين الواحد من جهه اُخرى ، لكن الفكرة الرئيسية أخفقت في إقناع “الآخر” بأن الحل “بتفجير” الرموز الدينية لأن الحل لايكمن في نسف معتقدات “الآخر ” بل برسالة السلام الحقيقية البعيدة عن العنف .
يقول مخرج العمل ” إن ما إستفزني ، ودفعني لتقديم مسرحيتي أن حوار الأديان في يومنا هذا فرض على الشعوب ضريبة الدم ،وأوصلها الى التطرف الديني والصراع من أجل بيوت الله”
وأهدى المخرج عمله هذا الى روح والده الفنان الراحل “عبد الجبار كاظم” الذي كان يحلم “حسب المخرج ” بأن يقدم هيروسترات ، وها هو يقدم العمل الذي حلم أبوه بتقديمه .
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC