البريمي – أثير
تواصل وزارة الداخلية تنظيم ندوات ملتقى الشورى في مختلف محافظات السلطنة، حيث أقيمت صباح اليوم الندوة السابعة بمحافظة البريمي، بمشاركة الولاة والشيوخ والرشداء وممثلي الهيئات والمؤسسات الحكومية والمراكز الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات المرأة والأندية والهيئات التدريسية ورجال الأعمال وطلبة الجامعات والكليات، ويأتي تنظيم هذه الندوات تعزيزا لتجربة الشورى العمانية ومتابعة لسير انتخابات الشورى للفترة القادمة.
وقد افتتح المحور الاول للندوة الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي المستشار القانوني لمجلس الشورى، حيث تحدث عن أدوار أعضاء مجلس الشورى، وأوضح أن كل عماني عاش وعاصر تجربة الشورى في عمان من خلال التطور الذي حصل لها والثراء الذي قدمته للوطن.
وأكد الشكيلي أن رئيس مجلس الشورى ونائبيه يتم انتخابهم بصورة مستقلة، كما أن كيان المجلس مستقل تماما عن الحكومة، والنصوص القانونية تشرح مظاهر الاستقلالية، ومستقل كذلك إداريا وماليا ويتمتع بأهلية قانونية تسمح له بممارسة صلاحياته، موضحا بأن مكتب المجلس يلعب دورا مهما في تنسيق وإعداد الجلسات ويناقش موازنة المجلس وهو منتخب أيضا من أعضاء المجلس، وعن الفرق بين مجلسي الشورى والبلدي قال الشكيلي: الاختصاص الأهم لمجلس الشورى هو سن القوانين التشريعية بينما المجالس البلدية تختص بتنمية المجتمع المحلي.
من جهة أخرى، أوضح الشكيلي فيما يخص عضوية مجلس الشورى بالقول: عضوية المجلس هي تكليف وليست تشريفك وحضور العضو تحت قبة المجلس هو تمثيل لأمانة الوطن، مضيفا بأن عضو مجلس الشورى يستطيع ممارسة حرية التعبير دون أي التزامات واشتراطات، كما ان من حق العضو التمتع بالحصانة لكي يتمتع بحماية ويعمل بدون خوف أو قلق، ولا ترفع الحصانة الإجرائية من أي عضو إلا بعد أن تثبت عليه تهمة قانونية.
كما أضاف الشكيلي، أن عملية تقييم مجلس الشورى عائدة على الناخبين أنفسهم لأنهم هم من يمنحون الصوت لهم، واختيار العضو الأكفأ هي قناعة عند كل المواطنين لكنها تحتاج لتطبيق حقيقي عند الذهاب إلى الصندوق والمؤهل الأكاديمي غير مرتبط بالضرورة بكفاءة العضو المترشح للمجلس.
وجاء المحور الثاني من الندوة عن أهمية المشاركة الانتخابية للدكتور أحمد بن محسن الغساني عميد كلية الدراسات المصرفية والمالية، حيث أوضح أن المشاركة الانتخابية هو امر مهم في خدمة الوطن، وقد بلغت نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشورى من الناخبين المسجلين في الدورة الماضية ٧٦٪.
كما أشار الغساني بالقول: يجب على كل ناخب ألا يقلل من أهمية صوته، فكل صوت له قيمته بالوطن، وإقرار عنصر الكفاءة يجب أن يوضع في اعتبار أي ناخب عند القيام بالتصويت، حيث تتمثل الكفاءة في اتزان شخصية المترشح وتمتعه بالحس الوطني والنزاهة وحسن السمعة.
وأضاف الغساني أيضا: عندما تم رفع المؤهل المطلوب قل عدد المترشحين للمجلس إلى النصف، وسؤال الناخب عن المترشح والاطلاع على السيرة الذاتية والرؤية الانتخابية أهم عناصر المعرفة العامة عند اختيار المترشح الأنسب، ويجب على الناخب اختيار المترشح القادر على مراجعة وسن التشريعات والقوانين، وملم بقضايا وخطط تنمية البلد.
وتناول المحور الثالث للندوة أهمية مشاركة المرأة للدكتورة ريا المنذرية أستاذ مساعد بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، التي أشارت إلى أن الانتخابات الطلابية في مؤسسات التعليم العالي هي انعكاس لمدى التطور والوعي الحاصل في السلطنة، والتسلسل في تطور تجربة الشورى والصلاحيات المتاحة يعكس الرؤية الثاقبة لدى صاحب الجلالة السلطان قابوس لذا، فالمشاركة الانتخابية هي حق عام للذكور والإناث والمرأة العمانية استطاعت أن تضع لها قدما في المشاركة الانتخابية.
وقالت المنذرية أيضا: مشاركة المرأة السياسية واستشارتها هو أمر تاريخي وليس حدثا طارئا على مجتمعنا، حيث انها احتلت مناصب إدارية عليا في العديد من المنظمات والمجالس وذلك يعكس قدرتها العالية في خدمة الوطن. وعن مشاركات المرأة العمانية بالمجلس أضافت المنذرية: مشاركة المرأة الخجولة في مجلس الشورى لا تعكس واقع المرأة العمانية، ويجب عليها القيام بجهد إضافي في العملية الدعائية وكذلك على النساء مساعدتها ودعمها إذا ما رأت فيها الكفاءة.
وأضافت المنذرية كذلك: يجب على المجتمع أن يدرك الدور الحيوي لدى المرأة ويزيل القناعات المترسبة ويركز على عنصر الكفاءة، فالوطن مسؤولية الجميع لذا علينا أن نستشعر قيمة ومسؤولية مشاركتنا في العملية الانتخابية، وعلى المرأة العمانية أن تستغل الفرص التي توفرها الحكومة لها، ولا تبخس حقها وتثق بنفسها.