يرى وزير الخارجية الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبانDominique de Villepin ، أنه “لا يمكن تحقيق النصر في الحرب ضد الإرهاب”، وذلك في حصة تلفزيونية بالقناة الثالثة الفرنسية أذيعت في شهر سبتمبر عام 2014. فرغم أن هذه التصريحات مر عليها أكثر من سنة، إلأ أنها تأخذ معنى جديدا اليوم، في وقت يتم فيه ضرب فرنسا من قبل هجمات إرهابية. ولا عجب فإن الوزير السابق قد لخص في ست دقائق ( أعيد بثها نهاية الأسبوع) وتتبعها أكثر من مليون مشاهد على الشبكات الاجتماعية لأنها تغذي النقاش الدائر حاليا.
دعي دومينيك دو فيلبان في ذلك الوقت لكي يعلق على الحادثة التي أدت بقطع رأس السائح الفرنسي هيرفي غوردال Gourdel في الجزائر. هذا الحادث الشنيع الذي طالبت به الدولة الإسلامية.
انتقد وزير الخارجية السابق تورط الحكومة في الحرب ضد داعش حيث يرى بأن ” فشل فرنسا في محاربتها الإرهاب لأنه غير مرئي ، متحول، ومتغير، وانتهازي. ونحن لا لا نستطيع أن نقاتل ضد اليد الخفية بأسلحة حرب. يجب أن نكون قادرين على استخدام قوة العقل، والمكر، وأن نجد السبيل إلى السلام من أجل فك الارتباط بين تلك التشكيلات التي تتجمع حول هذه القوى الإرهابية “. وأضاف: “كل ما نعرفه من هذا النوع من الحرب منذ أفغانستان أدى إلى الفشل.”
يذهب إلى إعطاء بعض النصائح: “نحن بحاجة إلى صياغة استراتيجية سياسية ورؤية سياسية وقدرة على التفكير والعمل إلى ما هو أبعد من القنابل (…) دعونا نعترف بأن هذه الدولة الإسلامية المتمثلة في “داعش” ، بأننا وبقدر كبير ساهمنا في ولادتها، فمن حرب الى حرب. أدخلنا أنفسنا في دائرة مغلقة، وهي ليست فعالة، بل خطيرة لأن هذه المنطقة، منطقة الشرق الأوسط تمر بأزمات وبجروح، وتعيش في أزمة حقيقية وعميقة “.
أعرب وزير الخارجية الأسبق مرة أخرى عن الشكوك حول استخدام كلمة “حرب ضد داعش”: ” فمساهمتنا في القتال مع شركائنا في خوض حرب مسلحة هناك. فهذا النهج لا يؤدي إلى حل، بل يورطنا في دوامة من العنف الذي نرى انعكاس نتائجه الوخيمة في بلداننا”. ان الحرب على الارهاب تفضح نظرة الغرب الى العالم. انها محاولة انتحارية من حضارة تعاني الشعور بالضعف والأفول ومن الخوف من العالم والآخر، ومن الاقتناع بالتفوق المعنوي.
دومينيك دو فيلبان دبلوماسي وسياسي فرنسي. ولد في المغرب عام 1953، عين رئيسا لوزراء فرنسا عام 2005 في حكومة جاك شيراك.
برز اسمه عام 2003 عندما كان وزيرا للخارجية الفرنسية أثناء غزو العراق. له بعض الكتابات الشعرية والمقالات السياسية الهادفة.
كل ما تنشره "أثير" يدخل ضمن حقوقها الملكية ولا يجوز الاقتباس منه أو نقله دون الإشارة إلى الموقع أو أخذ موافقة إدارة التحرير. --- Powered by: Al Sabla Digital Solutions LLC