بمشاركة السلطنة ..اجتماع في باريس يقرّر مصير الجنس البشري

باريس- الطيب ولد العروسي

تأتي اجتماعات رؤساء وممثلي أكثر من 150  دولة من أجل المناخ، بعد الهجمات التي عرفتها باريس التي أودت بحياة 130 شخصا من مختلف الجنسيات، إذ قررت الدولة الفرنسية منع سير السيارات يومي ” 29 و 30 نوفمبر ،  وعوضتها بالمواصلات مجانا، لمنح هذا الاجتماع المهم فرصة النجاح ، نظرا لأهمية المواضيع التي تتم مناقشتها، والتي تهم مستقبل البشرية، حيث افتتحت  أعمالها في قاعة لوبورجيه شمال باريس.

 وقد مثّل السلطنة بتكليف من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه –صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد.

وعند افتتاح المؤتمر وقف الرئيس الامريكي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينج ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ونظراؤهم من كل انحاء العالم دقيقة صمت تكريما لضحايا الاعتداءات الاخيرة في عدد من الدول من بينها فرنسا.

ووقف جميع القادة المجتمعين في باحة المعارض في لوبورجيه التي تحولت لهذه المناسبة الى حصن بعد الاعتداءات التي اوقعت 130 قتيلا في باريس في 13 نوفمبر.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون زعماء العالم الى تسريع تحركهم للحيلولة دون زيادة خطيرة في درجة حرارة كوكب الأرض.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن “هذا الاجتماع يقرر مصير الجنس البشري” ، حيث أكد بأن  “أكثر من 150 شخصية من  رؤساء وممثلي الدول التقوا في نفس الوقت وفي نفس المكان، للتأكيد على تضامنهم مع فرنسا، وتحمل مسؤولياتهم تجاه ظاهرة الاحتباس الحراري”  ثم واصل  “والتاريخ سيحاكم أولئك الرؤساء وممثلي  الدول والحكومات بشدة في حالة غيابهم عن هذا الاجتماع المهم ” وأضاف أنه في حالة فشل اجتماع  الاحتباس الحراري  فإن كل دول العالم تتحمل المسؤولية. “وخصوصا المعروفة بتسببها الخطير في هذا الاحتباس “. ثم واصل ” إنه من أجل شباب الغد ينظم هذا المؤتمر، والقصد منه هو الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري مع حلول نهاية القرن،  ونحن نعرف أننا إذا لم نقم بذلك، فإن حياة أطفالنا وأحفادنا تكون أكثر صعوبة وأكثر خطورة”.

ينتظر الرئيس الفرنسي الخروج باتفاق “ينبغي أن يضعنا على المسار الذي يتجنب ارتفاع درجة حرارة أكثر من 2 ° C ومن ارتفاع درجة حرارة بحلول نهاية القرن الحالي. كما أنه من الضروري مراجعة الالتزامات من قبل البلدان التي ستوقع هذا الاتفاق بشكل دوري. ​​وأخيرا، يجب أن نعمل على وفرة التمويل للسماح بالاستثمارات في البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ “، كما وضح الرئيس الفرنسي.

وقد حضر الإفتتاح الرسمي للمؤتمر  أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة ، مما يعبر عن مشاركة مميزة واستثنائية وهي ترمز إلى الحاجة الملحة لأخذ الأمور بجدية فائقة. هذا وسيعقد المؤتمر في الفترة من 30 نوفمبر – 11 ديسمبر .

لقد أكد هذا الحضور وعي المجتمع الدولي بخطورة الحد «من ارتفاع درجة حرارة دون 2 درجة مئوية “، وإلا فإن العالم سيشهد ظواهر مرئية بالفعل مثل ذوبان الأنهار الجليدية، واختفاء الأنواع وتكثيف الظواهر الجوية المتطرفة، والتي سوف تتفاقم بشكل كبير. خلال الأعوام القادمة.

تجري أعمال هذا المؤتمر على مساحة قدرها 18 هكتارا، خصصت قاعتين  للمؤتمر، بالإضافة إلى فضاء كبير تعرض فيه المشاريع المقدمة لحماية البيئة، وقاعة مخصصة للصحفيين تستقبل أكثر من 3 ألاف صحفي لتغطية أحداث هذا المؤتمر الذي ستناقش فيه مستقبل الإنسانية .