أخبار

أعمال فنان مسلم تزين جدران كنسية ماري غابريال السويدية

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

باريس-الطيب ولد العروسي

 

أختيرت مجموعة من أعمال الفنان علي ياسين العراقي  لتزين جدران  كنسية ماري غابريال السويدية ، وقد  أنجزها بعد اطلاعه على وثائق وكتب ودراسات والتي أثراها بمناقشة مستمرة مع قس الكنيسة. كان هذا الاختيار بمثابة حدث مهم لسنة 2015،  وحين التقى القس الفنان سأله  إن كان متأكدا بأنه مسلما، فأجابه على الفور بأن الإسلام يوصينا بالإيمان بالديانات السماوية والإلمام بالثقافات الأخرى، والقرآن يحث على ذلك وشرح له الآية ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

 

وقد استطاع علي أن ينجز أول صورة للقديس “ماري غابريال” الذي عاش 600 سنة بعد المسيح، من خلال مجموعة من الوثائق والمعلومات التاريخية والنقاشات مع قس الكنسية المتخصص في هذه الشخصية الاستثنائية والذي كان زاهدا وفيلسوفا ومؤرخا مهما.

 

 الفنان على إسماعيل يعرف بحيوتيه ونشاطه في مجال الإبداعي الفني، الذي يجد  إقبالا كبيرا في المؤسسات الفنية الأوروبية، عرض في العديد من الدول مثل فرنسا، وإيطاليا وبلغاريا والسويد حيث يقيم منذ تسعة سنوات.

 

دخل عالم الفن صغيرا، ودرّس مادة الخط العربي في جامعة بغداد، ثم شد الرحال إلى طرابلس بليبيا وأقام عدة سنوات، وبعدها انتقل إلى  باريس، ثم السويد، مما كون لديه نظرة نقدية للمدارس الفنية الغربية والعربية، هذا علاوة على اهتمامه الواسع بالموسيقى والفلسفة والفكر العالمي الحديث، محافظا على هويته الإنسانية أولا، والعربية والإسلامية ثانيا، وكما قال عنه رئيس بحوث التنقيب في جامعة السوربون” يمتلك علي اسماعيل  مخيلة لا تعرف الحدود، وهو يقف دائما في منطقية ذكية في منتصف جسر الحضارات والثقافات”.

 

تأكيدا لما قاله هذا الباحث الكبير المعروف بأعماله المختلفة، فقد تم اختيار أعمال علي إسماعيل حول حياة ومسيرة المسيح والمتكونة من تسع لوحات، بعد نقاش مع قس الكنيسة وأعضاء مجلس إدارتها، على موافقتهم بأن تزين أعمال علي المسلم صاحب الثقافة الملمة بالديانات والتي فاجأت المجلس، وأضافت له رؤى وتفاصيل جديدة حول حياة المسيح، ولهذا السبب انتبه المجلس لتلك الإضافات ووافق على عرض أعماله من ضمن الكثير من اللوحات المقدمة من قبل الكثير من الفنانين الآخرين.

 

فهنيئا لهذا الفنان المسلم الذي استطاع أن يعطي وجها حضاريا وثقافيا مشرقا، غير معتاد في أوروبا، وهنيئا له بدخول أعماله كنسية ماري غابريال بالسويد لتصبح بمثابة معرض تربوي دائم، وجزءا مهما من تاريخ هذه الكنسية .

 

Your Page Title