فضاءات

الحبُّ وحصاره على العمانيين والليبيين

الحبُّ وحصاره على العمانيين والليبيين
الحبُّ وحصاره على العمانيين والليبيين الحبُّ وحصاره على العمانيين والليبيين

أثير- موسى الفرعي

إن الجهود الدبلوماسية العمانية لا يرقى إليها شك ولا تُلزم إلا بما تراه في صالح الإنسان، ولا تنصاع لأمر بل تقرر وتسعى، وتسدد ولا تقارب فقط بفضل الله أولا ثم حكمة جلالة السلطان المفدى ودروسه التي استفاد منها أبناؤه منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم، ولا تخفى جهود السلطنة ودورها في احتواء القضايا الإقليمية والدولية إلا على العيون العمياء والقلوب التي ختم عليها الجهل السياسي.

ها هو أمس القريب يُنزل الستار على اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي الجديد برعاية الأمم المتحدة ومساندة السلطنة، وهو بذلك يرفع الستار عن دور السلطنة في حل الأزمات والخلافات بين الأخوة من أجل صياغة عالم جديد يملأه الوئام والمحبة بصياغة هذا الدستور الذي يضمن المساوة والعدل وحقَّ الحياة للأخوة الليبيين ويطابق مصلحة الإنسان الليبي ويهدف إلى إرساء وتثبيت دعائم الأمن والطمأنينة.

صلالة تلك اللوحة الإلهية الخضراء ضمت جلسات اللقاء التشاوري وأعلنت حصاراً جمالياً لمدة ثلاثة أسابيع على جميع الموجودين، وهذا هو شأن المدن النابضة بجمالها وحبها وتاريخها، وكلنا نُدرك أن حصارَ الجمالِ والمحبةِ والسلام هو الذي يجعلنا أكثرَ تحرراً وإنسانية، وهو الحصارُ الذي لا نرجو الخلاصَ منه.

هذه عمان، في الوقت الذي تحاول فيه الكثير من السياسات الانتصار بالحروب والدماء نجد عُمان تنتصر بالسلام والمعرفة والأخوة والحب.

في الوقت الذي يستلذ به الآخرون بمرأى الدماء واقتتال أبناء العمومة تَفرشُ عمان سجادةً خضراء تتسع لكلِّ القلوب لأنها تؤمنُ أنها قلوبٌ قابلةٌ للوفاق وأنها مجبولة على الإنسانيةِ الصافية.

ولا تزال غريزة الإنسان العماني تَزدادُ جنوحاً نحو التعايش والتصالح مع النفس وحبِّ اﻵخر إلى أن يٓرِثٓ اللهُ الأرضٓ ومن عليها، ولا يزال الآخر تخفق بين ضلوعه محبةٌ وثقة كبرى بقائد هذه البلاد حفظه الله وإنسانها، ولذلك أصبحنا أكثر وضوحاً وأشد اتزاناً، وما نجاح اللقاء التشاوري وصياغة الدستور الليبي سوى دليلٍ جديد يضاف إلى سجل الكرامة والنقاء العماني وسعيها للحبَّ الدائم وديمومةِ السلام التي تجري في شرايينه وتتوارثها الأجيال، فلا خوف بما أن جينات المحبة والسلام تجري في عروقنا من جيل إلى جيل.

هذه هي عمان وهذا هو الإنسانُ المنغرس في تراب هذا الوطنِ ويبث من  خلاله ضوءٓ الحب والسلام حتى آخر الدنيا.

*مصدر الصورة جريدة الزمن العُمانية

Your Page Title