في سفحِ البدءِ
الأولِ
ساحت خلفَ الغيهب
شمسُ الله لأول مرّه
كان الليلُ علامتَه الأولى
وغزالته كانت أسراب النجم
طري النشأةِ والخفقان
وقف العارفُ
ثم انتبه لحمى الوله الأخضر في الدوران
أكمل دورته الأولى ..الستين .. الألفَ .. اللا تُحصى
كان يوزّع في كل جهاتِ الكون
البصرَ المجذوبَ
ليعطي الظلماتِ معانيها
ويفصّلَ أسماءَ العشق الحسنى
كان يسائلُ
ذبذبةُ الايمان العالي
ما سرُّ الروح وموت الموت
اقتربَ كثيراً
من فرط الرقصِ
التف على معناه
فأصبحَ كالخيط الممتد من الطين البدهي السادر
حتى الغيم الهادر في الافاق
لم يدرك سرَّ الموت بهذا الدوران المسبوكِ
ولا يعلمُ
ما سوف يعيدُ
إليه حقيقته
سيظل يطوفُ
يدورُ
يدورُ
لكي يرجعَ درويشاً
رَهفاً لا يشطح