عِذاب الشهومي
جامعة السلطان قابوس
شَهيق
الليلُ فِي مسقط يُشبهكَ كثيرًا ، ذات التجاعيد التي اغرقت وجهك عناء و سفراً
الليل هُنا يجرُّ أُولاي إليك و تحتمي الأخرى بنارٍ من مطر.
زفير
عضّ أول اصبع منك
انفث عنها بقايا عطري
غارقٌ أنت فيّ
ميتٌ
مندثر !
شهيق
رذاذُك المتساقط على تراب وجهي عجنني بك
” فكيف السبيل إلى وصالك .. دلنّي؟ “.
زفير
الغمامة التي تطيلُ على ذقنك تشُدك بعيدًا عني
لم أعد ألحظك.
شهيق
كمنجانك المُعلق على الطرف الأخير من غرفتي
يحتاجُ أن تُقبلَ عصاه الميتة
يداي
مُتصلبتان
وزنهما ثقيل جدًا !
احتاجك )،.)
زفير
ضيقٌ وسع الباب ، ما من أحد سيدفعك
أوصدته بشدة ورائحة الحناء!
شهيق
بقفصٍ صدري واحد
بعينين منتفختين من الدمع
ابتلعُ بُعدك بلا زفيرٍ تابع .
(1)
أماطل صوتي الخارج من الروح ، أحاول منذ نفسٍ طويل الهروب منه ، الضياع بين أشجار الياسمين ، و ألعنني كفاية.
أيها الرجل الواقف حيث البُعد ، تسلقت وريد امرأة دست نفسها في الموسيقى ،و تناغمت معها كما لو أنها أول الفجر و آخر رائحة مظلمة .
اقترب قليلًا ، انحني أمامي ، اجعلني أراك ، ارسم خطوط الشمس على وجنتيك الدافئتين و اعبرك , محطة لا تنتهي و أغنية تعبت من عراك الموت .
طرفي محموم بكَ ، مرفوع على كرسي أخضر سيهوي بعد كلمة واحدة ولدت من أربع أمهات .
(2)
اشعر بنميمة صوتك بين أضلعي، يتوسدني كبيت شتوي ينام فيه الهاربون ثم يضيعون في جغرافية الذكرى !
و اهويْ !
يحتلني كُلك ، كالمساء إذا ما احتضن الأرض و ابعد عنها غرابة الضوء ، يسدَّ كل فراغات الهواء و يملئني بك و كأنك الكائن التنفسي الذي يشع فيني نِقاض الموت.
(3)
تعبتْ
نزفتْ
و الضياعُ أول مدينة سأغفو فيها
(4)
هُنا، تحت زيتونة مسقط، أنام وحيدة.
حيثُ يتنفسُ الشجر الضائع مني، يسلب كل دائرة نابضة في صدري و يضخها فيه.
أحيا كما لو أنها الحياة الأخيرة، فأتقوقع في غرفة مظلمة لا شيء فيها سواي و صوتي المنادي لخيانتك.
وحدها الخيانة تطعن ظهر البعد وتشققه.
(5)
على خط الضوء الأحمر، أمضي !
اجر خلفي ذاكرة آسنة، حملها ثقيل جدًا
أجرها بقدمين متشظيتين لا يتوسطهما سوى رائحة جسد آخر يلعنك .
على راحلتك البيضاء سرت نحو أرض الغياب، و على جسدٍ عذب حشرتني خيانة فيك و تمنيتُ أن لا أستفيق.
(6)
هنا برئتين متعبتين سأتنفس أسيدًا خارجًا عن مدار حُبك، خارج تابوتِك المرصع في وجعي، خارج رمالٍ تراقصت مع قدميكَ ذات حضور.
هنا سأبصقُ حبك الذي جندَ الموتَ فيّ، و أتلون ملدوغة بقلبِ رجل آخر عرف معنى أن يكون معصورًا في خلايا امرأة.
(7)
تُرى من فجَّر العين بالدمع أكثر ؟
ما عُدت أدركك .
تمت
_______________________