بقلم : عنات ص.ف – فلسطين
قلةٌ هم من يملكون القدرة على صقل خامة اللغة ومحاورتها وتجريدها من التكلف واللحن التصويري والموسيقي للحرف وهكذا أرى في شعر حسن مريم..آيتين من الحب تتراءيان لمن يصغي لرنين الحرف وهو يُحبر بنبض حسن..فكل دمعةٍ يذرفها “الأسمراني”هي وعدٌ بين الأم وابنها..هيروغليفيا العشق والوطن كحلٌ عربيٌ يخفي بها وجعاً عمره ستين عاماً من الحكاية..حكاية الميجانا والعتابا وصرخة الوليد في أذن الشهيد “إنا على العهد باقون”..يرتدي قصيده الحياة أعراساً آمنة وهو المتعطش لرائحة الأرض التي تفتح ذراعيها ليمسك الطفل بتلابيب الخطوة وتتسارع خطاه كي لا يُغلق الستار بتراجيديا على سلمٍ مكسور الدرجات..على أولى درجاته قلب مريم اللاهث وعلى الدرجة التي تليها عينا حسن وهما تحتضنان كل الشهداء…
يخيط حسن مريم من الورق خيمةً لكل من تاهت بوصلة قلبه ذات حنين..وهو القاتل والمقتول في حب “هندفلسطين” هو يتبع اللحن المقدس في الحكاية كي يمنح الحب قالباً له “سبعون ظلاً وسبع قصائد وكل القوافي التي تبدأ بالألف”..
قابيل هنا يعمد إلى الأرض يقولب اللفظة تلو الأخرى ليخرج لنا بصور شعرية تدفن “رأس الموت” في أحجيةٍ من جمرٍ ونهرٍ عطره الحرف…
يستخدم أسلوب التلميح والتورية وإيهام التضاد..كما أنه أسلوب قدامى الشعراء لذا فهو ملحمي وأسطوري..لغته خصبة وحية ومفرداته مشاكسة للروح تحمل في تراكيبها الأمل والتأكيد والإصرار والدفء..يضيف إليها بصمة الوفاء لإنسانيته ومن امتلك روحه وقلبه حين ينثر على أعتاب كل قصيدةٍ رسالة…
المجموعة الشعرية صادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيعالأردن ويُذكر أن الشاعر حسن مريم حاصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي وهو أحد مؤسسي حركة ثلاثي الحرية بالإضافة إلى علي الزهيري وسلطان القيسي…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ