أثير- محمد العريمي
أطلق معلمون في مدرسة كعب بن زيد (5-10) بالموالح في ولاية السيب مبادرة علمية تعليمية تسعى إلى إيجاد جيل يحمل ثقافة فلكية واسعة ويكون قادرًا على الإبداع في المستقبل عبر “نادي كعب بن زيد الفلكي”.
وقال الأستاذ إسحاق بن يحيى الشعيلي – معلم أول علوم- المشرف على المبادرة لـ “أثير” بأنها تهدف إلى نشر الثقافة الفلكية في المجتمع المدرسي بشكل خاص والمجتمع المحلي بشكل عام، وهي أول مبادرة على مستوى السلطنة في الجانب الفلكي بهذا الحجم وهذا التجهيز بوسائل رصد فلكية متطورة وبفعاليات على مستوى عالٍ من الاحترافية بوجود مختصين في علم الفلك وبإدارة منه وبمساعدة نخبة من الطلاب المتميزين في هذا المجال.
وأوضح الشعيلي أن الفكرة بدأت في النصف الثاني من عام 2017م وتم رسم المقترح ودراسة المبادرة وآلية التنفيذ واتضحت الرؤية بشكل تام مع نهاية العام وتم التنفيذ في الأول من يناير من عام 2018 حيث يحوي النادي قاعة فلكية مهيأة بشكل تام للفعاليات والمناشط الفلكية وتتخذ كقاعة لتدريس الفلك في المناهج، كما أن النادي يحوي تلسكوبات رصد متقدمة أتت كبادرة دعم من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال الداعم الأكبر لهذا المشروع، ويضم النادي أيضا العديد من الأدوات الفلكية التراثية كالاسطرلاب والمزولة الشمسية وآلة السدس وغيرها من الأدوات الفلكية وشاشات لعرض الأفلام الفلكية وأدوات مساعدة للشرح وألعاب فلكية تعليمية للأطفال.
وأشار الشعيلي إلى أن النادي يسعى إلى رسم حضوره في الخارطة الفلكية على مستوى السلطنة والوطن العربي لذلك فهو حاضر في العديد من المناشط والأحداث الفلكية المحلية والعالمية بالإضافة إلى استقبال زيارات العديد من المدارس من مختلف المحافظات في السلطنة، فقد أقام النادي ثلاث ورش تدريبية للمعلمين في البرمجيات الفلكية والرصد الفلكي وأساسيات علم الفلك خلال العام الدراسي المنصرم، وشارك النادي في الفعاليات المدرسية من خلال أمسيات رصد ومعارض وإقامة محاضرات فلكية، كما أن النادي شارك العالم الاحتفاء بالأسبوع العالمي للفضاء من خلال المشاركة في معرض الأسبوع العالمي للفضاء في بانوراما مول بمحافظة مسقط، ونضم العديد من الزيارات للنادي وأقام محاضرات عن الأقمار الصناعية والتعريف بها للطلاب، وجميع الفعاليات مدرجة في الموقع العالمي للاحتفاء بأسبوع الفضاء العالمي (world space week.com).
وحول الصعوبات والمعوقات التي واجهتهم أجاب الشعيلي: لله الحمد استطعنا تجاوز العديد من المعوقات في المراحل السابقة بجهود إدارة المدرسة والداعمين لهذا النادي، لكن يبقى الدعم المادي من الصعوبات التي تحد من أنشطة النادي وتؤثر على فاعليته كما أن إيجاد مكان أكبر للقاعة الفلكية مطلب ملح بالنسبة لنا ونسعى إلى إيجاد حلول لهذه المعوقات.
وأكد الشعيلي أن النادي سيوصل رسالته إلى جميع محافظات السلطنة ولتعميم الفكرة على المدارس المختلفة، كما يسعى إلى إقامة المؤتمرات والندوات المختصة بالتراث الفلكي العماني للحفاظ على هذا الإرث الحيوي الذي شارف على الاندثار.
واختتم الشعيلي حديثه لـ “أثير” قائلا: نشكر جميع من وقف وساند نادي كعب الفلكي من البداية وحتى هذا اليوم ونحن فخورون بما أنجزناه في الماضي ونسعى إلى مستقبل أفضل، فقد استطعنا في عمر قصير أن نفرض أنفسنا كأحد الأندية الفلكية الحاضرة في النشاط الفلكي في السلطنة ونستشرف المستقبل بعين التفاؤل بجميل قادم الأيام ونشكر صحيفة أثير على هذا اللقاء، كما نشكر الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال على دعمهم ووقوفهم معنا في تأسيس النادي والشكر الخاص نوجهه لإدارة المدرسة على وقوفهم معنا.