أثير – المكرم د.إسماعيل الأغبري
يستقر نظام الحكم فلا خلخلة أمنية ولا صراع أجنحة ولا تصفية حسابات.
قد ترسم الحدود وتودع الاتفاقيات في الهيئات العالمية مما يعني صيانة الجغرافيا برا وبحرا وجوا.
قد تقوم التنمية وتكاد تكتمل البنية التحتية، وقد تنشأ المدارس والمستشفيات وتزدهر بالاقتصاد والأسواق.
قد تتحقق منجزات وتورد الأخبار مكتشفات تعزز الاقتصاد، وتنجح الدولة في رأب كل صدع ورتق كل فتق، وتشييد البنيان وتلك منجزات سياسية واقتصادية واجتماعية.
إن تلك المنجزات تستدعي وجود حارس يقظ أمين يحفظ ما تم إنجازه ويرعى ما تم بناؤه ويصون الأرض ولو قمة جبل صلد صلب لا ينبت شيئا أو قعر واد غير ذي زرع أو قطعة أرض سبخة مالحة.
إن الأرض يذاد عنها كما يذاد عن العِرض، لا ينفصلان البتة ولا يستهان بشبر فضلا عن ذراع ومتر.
القوات المسلحة ومن في حكمها درع عمان وحاميها، وسياجها وبؤبؤها وعينها وشبكيتها وقرنيتها، وحاجبها، وحجابها الحاجز.
القوات المسلحة ومن في حكمها هي عين باتت تحرس في سبيل الله وورد في الحديث “عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”.
القوات المسلحة ومن معها عين تحرس في سبيل الله، فحراسة جغرافيا عمان وما تم إنجازه فيها هو حراسة للعبادة ودور العبادة، إذ من خلال الأمن والاستقرار يمكن لدور العبادة أن ترتفع فيمنع عنها عدوان الدخيل، ومن خلال الاستقرار يتمكن الإنسان من أداء العبادة والتوجه إليها بلا خوف ولا وجل.
القوات المسلحة ومن معها حين تحمي عمان، فهي تتعدى حماية الأرض إلى حماية العرض، ذلك أنها تمنع عدوان كل معتدٍ ولا يكون من المعتدي إلا انتهاك حرمات الأرض والعرض.
القوات المسلحة ومن في حكمها عمل شاق من أجل عمان قد يصير الليل نهارا لأن العين ساهرة من أجل عمان.
القوات المسلحة تبني وتشق طرقا وتمهد سبلا وتعبّد صعبا بل وتنقذ خلال الحالات الطارئة لتغير طقس أو اشتعال حرائق أو حدوث فيضانات فهي ليست فقط قتالية أو متأهبة لطوارئ عسكرية أو مستعدة لردع كل من تسول له نفسه بغيا وعدوانا على عمان.
القوات المسلحة ومن في حكمها ركن متين، وحصن لعمان أمين وموئل عند الشدة ونزول الضائقة.
القوات المسلحة فقار الظهر والعمود الفقري للدولة، ومن هنا صارت دول العالم حتى التي غزت الفضاء، وتمكنت من التقنيات، الحديثة وسادت بقوتها العالم برا وبحرا وجوا بسفنها وأساطيلها ومكوك فضائها وقنابلها وخارقات الصوت، هذه الدول تعمد إلى تقوية قواتها وأمنها وشرطتها لتحفظ المنجزات وتردع كل باغ وعدو حاقد.
لا غنى للدول من قوات مسلحة، ولا حفاظ على منجزات دونها، ولا حماية لأرض ولو تم ترسيم حدودها دونها.
إن السلام خيار، لكن هذا الخيار ليس خيار كافة الدول، ومن هنا فالرجل المسالم من وفرة عقله وخالص تدبيره لا بد له من قوة تحمي خياره وهي القوات المسلحة ومن في حكمها.
سطرت القوات المسلحة أمجاد عمان، ذادت عن الأرص والعرض وتمكنت من إخماد كل تمرد مدعوم من قوى عالمية ذات حق النقض في الأمم المتحدة مع قلة العدد والعتاد، لكنها تحولت إلى أسد هصور، يقودها قائد فذ مقدام كان بين الجنود ووسط المعامع والحروب، فصانت عمان من غزو ثقافي كريه ومن غزو عسكري بغيض.
حماة الحق حرّاس البلاد درع عمان ونبالها ورماحها وسيوفها وخناجرها وحناجرها.