أثير – موسى الفرعي
أثير –
موسى
الفرعي
ما كان أحوجنا لهذه الإطلالة البهية وما أشوقنا إليها، الإطلالة التي أصبحت تتقن زراعة الفرح في نفوسنا وترفع مستوى الطمأنينة في قلوبنا، أصبحنا يا مولاي كما تركتْنا إطلالتك البهية وابتسامتك الرضية منذ العاشر من أبريل – بفضل الله – مشغولين بنماء الوطن كل حسب مكانه وإمكاناته، يسكننا الولاء الكبير والإيمان الأكبر بالله وعمان والسلطان، وها أنت بيننا الآن لتجدنا محملين بأضعاف ما كنا عليه، ومع كل إشراقة شمس نزداد لأن ذلك بالنسبة لنا معنى وجود ووسيلة دفاع عن منجزات عصرنا الذهبي، فلا رجل يقدر على ما هو كائن إلاك، ولا أرض كل ذرة رمل فيها تعادل دنيا بأكملها في نفوسنا إلا عمان، يدفعنا إلى ذلك دين سلام وعقل ونرجو به مرضاة العلي القدير.

الآن ابتدأ الفرح الأكبر لأنك عيدنا الأبهى واتزان تفاصيل الحياة، واعتدال كل ما يتعلق بالأرض والإنسان، وجودك يكفي لكي نؤمن أن الحاضر أجمل من غد حتى يأتي الغد ويكون أكثر استقرارا لأنك بيننا، وها أنت تستقبل ضيفك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومعه القضية الفلسطينية كلها، القضية الفلسطينية التي ينبغي أن تذكرنا دائما بكرامتنا العربية وتشعل فينا غيرة على ديننا الحنيف، القضية الفلسطينية التي أصبحت في أيامنا هذه على هامش الأخبار بعد أن كانت متصدرة لها، لكنك لم تنس في أي يوم من الأيام بل كانت وما زالت قضيتك الكبرى لم تخنها ولم تتحالف ضدها بأي شكل من الأشكال في لحظات السقوط المدوي للكثيرين، وإيمانك بها لم يتراجع وإن تغيرت أساليب التعبير والدعم، في الوقت الذي سقطت من حسابات الآخرين وتحولت إلى ورقة لعب على مصالحهم الشخصية وأهوائهم الآنية الزائلة.

ها أنت تطل علينا يا مولاي ومع كل ملمح أو التفاتة أو خطوة يرتسم أمامنا عمر كامل من العطاء والتضحية والعمل الخلّاق الذي أنتجه إيمان خالص، لتكون النتيجة والحصاد أرضا يحيطها الأمان ويسكنها السلام.. لتكون عمان حاضرة بين تفاصيل أي حديث عن الاستقرار، ومثلا في الاتزان والثبات على القيم، والتصالح الكلي بين بني الإنسان، وخارجة عن أي ترهات تنتجها بعض الأنماط السياسية الحديثة، عمان التي تتلألأ في وسط الظلام السياسي المسيطر على عالمنا هذا هي نتاج يديك الكريمتين بكل تمظهراتها الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية التي تؤرخ بدورها لأهم انتصار وأعظم مرور قيادي/إنساني بتاريخ عمان.. أنت يا مولاي.
