علي الحداد
يكتسب حلول ذكرى الثامن عشر من نوفمبر المجيد أهمية خاصة كونها تمثل مناسبة سانحة للوقوف على جملة من محطات ومنعطفات التحولات الكبرى والنوعية التي شهدتها البلاد خلال الـ ” 48 عاما وهي فترة زمنية تعد قياسية مقارنة بطبيعة المتغيرات التي طرأت على واجهة المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السلطنة .
تمر الأعوام تلو الأعوام وأبناء الوطن في انتظار هذا اليوم والعرس الوطني بكل فخر واعتزاز لتجديد الولاء والانتماء وبهذه المناسبة الوطنية يستحضر ويسترجع فيها العمانيون حجم التحولات التي شهدتها السلطنة والتي خلصت الى جعلها من أكثر دول المنطقة والأقليم تمتعا بمقومات الاستقرار الداخلي والرخاء الاقتصادي وامتلاكا لرؤية استراتيجية لا تزال تجلياتها المشرفة تحفل بالكثير من الإنجازات النوعية التي أضفت على المشهد العماني خصوصية قطعًا مستمدة من ثبات التوجهات والسياسات والقيم التي أرسى دعائمها القائد والرمز السلطان قابوس حفظه الله.
شهدت السلطنة خلال العقود الأربعة الماضية والسنوات الثمان الأخيرة متغيرات وتحولات نوعية دفعت بها الى صدارة الدول الاكثر استقرارا وتقدما في المنطقة لاعتبارات تتعلق بانتهاجها مسارات متعددة ومتزامنة من التحديث والانفتاح والتطوير المستمر والمدروس لمفردات الحياة السياسية والواقع الاقتصادي والاجتماعي انطلاقا من فلسفة موضوعية ترتكز على حزمة من المبادئ التي تصدرها حرص وإصرار القيادة الرشيدة على توفير المقومات اللازمة لديمومة الاستقرار من خلال التركيز على التنمية البشرية وبناء قدرات المواطن العماني وتحفيز المجتمع على المشاركة الفاعلة في تشييد مداميك النهضة المباركة .
لقد تمكنت عمان وخلال فترة زمنية قياسية من تحقيق إنجازات نوعية على كافة الأصعدة أسهمت في إحداث نقلة لافتة يستشعرها المواطن العماني في كل مفردات حياته اليومية بالتزامن مع تبلور ثقافة شعبية طارئة ومحمودة في أهمية الإسهام الجاد في تعزيز المشاركة الشعبية في صناعة القرار من خلال الأطر المتاحة التي لا تزال الكثير من دول المنطقة والإقليم متعثرة في الوصول إليها وتحويلها إلى جزء من العلاقة بين الشعب والدولة .
.