أثير – ريما الشيخ
كُرِّمت المواطنة سعادة الإسماعيلية الفائزة بجائزة المرأة والرياضة عن قارة آسيا 2019م؛ في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك مُؤخرًا؛ وذلك نظير تصميمها وتنفيذها خططًا وبرامج فعالة تهدف إلى تعزيز رياضة الفتيات والنساء في جميع أنحاء المنطقة.

“أثير” تواصلت مع الإسماعيلية للتعرف على مشوارها الرياضي، وحصولها على هذه الجائزة، فبدأت حديثها قائلة: أعمل كمديرة الرياضة النسائية بوزارة الشؤون الرياضية، وأول عضوة لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية منذُ عام 2003م، وكذلك نائبة رئيس اللجنة العُمانية لرياضة المرأة. وبداية مشواري في عالم الرياضة بدأ حين كنتُ لاعبة ألعاب القوة ما بين 1985 و 1987، وبعد التخرج من الثانوية العامة أحببتُ أن أُكمل هذا المشوار، ولكن لم يكن هناك الكثير من النساء بمجال الرياضة في ذلك الوقت، فقررت أن أغير مجالي ودرستُ في مجال الإخراج .

وأكملت حديثها : بعد ما انتهيتُ من الدراسة، قادتني الصدفة إلى العمل في الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية ،كأخصائية فنية , وأيضا صدفة افتتاح قسم النشاط النسوي ، فشدني الحنين إلى الرياضة مرة أخرى ،فبدأتُ العمل علبطولات واكتشاف المواهب لدى الفتيات، كما شاركتُ في الكثير من البطولات الداخلية والخارجية في المجال الرياضي ،وأخذتُ عهدًا على نفسي أن أضع المرأة والفتاة العمانية على الخارطة، والحمد لله بعد مضي 26 سنة استطعتُ أن أجني ثمار عمل هذه السنين.
وعن مشوار المرأة العمانية بعالم الرياضة في الماضي والحاضر أوضحت الإسماعيلية: المرأة العمانية جمعت بين الماضي والحاضر , فإذا أعطيت المرأة الإمكانات والثقة التامة ؛ لن تبخل في العطاء أبدًا ، ففي البداية كان ينقصنا الاهتمام ، ولكن الحمد لله في الحاضر تم تكوين منتخبات نسائية ،تشارك في المحافل الداخلية والخارجية، عربية وخليجية وعالمية ، صحيح لم نصل إلى العالمية بطريقة صحيحة ولكن لنا مستقبل باهر سنصل له إن شاء الله . وأستطيع القول بأن حضور اللاعبات العُمانيات مثل شنونة وبثينة ومزون ووصولهن إلى البطولات والدورات الأولمبية ليس عبثًا، فهذا يعطي للمرأة العمانية حافزًا وبإذن الله سنرى مستقبل فتياتنا بمشاركتهن العالمية؛ لأننا نملك في بلد الحبيب الكثير من الكوادر البشرية الفنية والرياضية عالية المستوى.
وأضافت : المرأة العمانية جريئة بعملها، ولا تبخل لخدمة هذا الوطن، فهي جريئة ومعطاءة في إنتاجها، وعند وجود المرأة بمجال ما نجد طريقة العمل تختلف والنتائج تختلف ، والحمد لله أصبحت المرأة العمانية أينما حضرت ترى حضورها قويًا ومُميزًا في أي محفل سواء كان داخليًا أو خارجيًا.

وعن جائزة المرأة والرياضة لعام 2019 ، ذكرت سعادة : الجائزة لم تأتِ من فراغ ، بل أتت بعمل جماعي سواء في دائرة الرياضة النسائية أو كأعضاء في مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية. في عام 2018 تقدمتُ لهذه الجائزة ولكن لم يحالفني الحظ، فكنتُ من العشر الأوائل وحصلت على جائزة دبلوم المرأة والرياضة ، ولكن ثقة المسؤولين في مجلس إدارة اللجنة الأولمبية بعملي جعلتني أتقدم بلمف آخر في 2019 يسهم أكثر بما نقوم به من تطوير رياضة المرأة في السلطنة وفي منطقة الخليج ، والحمد لله بهذا الملف حالفني الحظ وتم اختياره من ضمن 23 ملفًا في قارة آسيا ، فأشكر الله على هذا الإنجاز ، فهو لعُمان ولكل امرأة وفتاة عمانية رياضية.
وأضافت أيضًا: من ضمن البرامج التي نقوم بها هي تأسيس المنتخبات النسائية مع باقي الاتحادات وأيضًا تقديم الدورات التأهيلية للكوادر البشرية سواءً كانت تحكيمية أو تدريبية أو إدارية داخليًا وخارجيًا ، وننسق مع جميع الجهات التي تُعنى برياضة المرأة في وزارة التربية أو جامعة السلطان قابوس أو الكليات أو الأندية أو الاتحادات ، ونعمل أيضا على برامج تُقدّم للفتيات مثل البرامج التأهيلية أو البطولات التي تُقام داخل السلطنة لجميع الفئات سواء كانت ألعابًا فردية أو جماعية، كذلك التنسيق مع جميع الجهات الحكومية والخاصة ، فنحن همزة وصل للجميع لنخرج بنتيجة واحدة وبثقة أقوى ومجهود من الجميع.

وفي سؤال لـ “أثير” عن المرأة العمانية التي تحب الرياضة ولديها المهارات ولا تظهرها خوفًا من المجتمع والعادات والتقاليد أجابت “سعادة” : خلال مشواري لم أنجح إلا بثلاثة أمور (الحب والشغف والتحدي) , فرغم العقبات لا بد من المرأة أن تتغلب على كل الصِعاب بالحب وبالشغف والتحدي ، نعم نحن ملتزمون بالعادات والتقاليد ولكن لم نخالفها، فبحجابي ولبسي المحتشم أستطيع اللعب وأمارس نشاطاتي ورياضتي المفضلة، فهذا لا يخدش العادات ولا التقاليد ، فالآن ولله الحمد هناك الكثير من النساء في مجال الرياضة بفضل تشجيع الأهل والمجتمع ، ونحن كجهة مسؤولة مستعدون بأخذ الأيادي لكل من تهوى ممارسة الرياضة وتقديم الأفضل لها.

وختمت سعادة الإسماعيلية حديثها لـ “أثير” قائلة: أشكر عائلتي وزوجي لدعمهم لي ، وكل من وقف معي ، وشكر خاص للجنة الأولمبية العمانية ووزارة الشؤون الرياضية وبالتأكيد جزيل الشكر لفريق عملي ، لن أنسى من وقف بجانبي للوصول إلى هذه الجائزة ، فالبداية قد بدأت الآن ، العمل قد بدأ الآن للوصول إلى العالمية ، فهذا التكريم هو لفريق عمل كبير تعاون معي للوصول إلى ما أنا عليه اليوم ، وكل ما أتمناه هو إعطاء المرأة الثقة التامة بهذا المجال وتشجيعها للوصول إلى أعلى المراتب وأتمنى أيضا من المرأة العمانية التي تملك المقدرة لتقديم ما لديها من مهارة وخبرة في أي مجال, ألا تتردد ولا تشعر بالخوف وتتحلى بالثقة.