مسقط-أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

تتمتع السلطنة بوجود العديد من الأماكن والمواقع ذات التراث الثقافي والطبيعي المتنوّع والضارب في القدم، فتكاد لا تخلو بقعة في السلطنة من أثر ثقافي مادي أم معنوي، أو الآثار الطبيعية التي تدل على مدى تنوع التشكيلات الجيولوجية والفيزيائية في جيولوجية السلطنة، وتأكيدًا لذلك فقد قامت منظمة التربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” بضم العديد من المواقع الأثرية والطبيعية في السلطنة إلى قائمة التراث العالمي كقلعة بهلا، وآثار بات، وطريق اللبان، وعدد من الأفلاج كالجيلة، ودارس والخطمين، والملكي، والميسّر.

كما اكتشفت البعثات الأثرية التي توالت على اكتشاف مناطق السلطنة المختلفة العديد من المواقع الأثرية التي يلاحظ عليها تنوع نشاطها واختلافه من مكانٍ لآخر بحسب البيئة الموجودة بها، وكذلك شمولية هذه المواقع لأجزاء متنوعة من أرض السلطنة وعدم اقتصارها على موقعٍ جغرافيّ دون الآخر.


وتعود الحكاية إلى أنه وأثناء قيام اثنين من أعضاء فريق “غيّر روتينك” وهو فريق من الشباب العماني المغامر المهتم بسياحة المغامرات؛ وهما محمود العامري وخلفان العبدلي بممارسة هواية المغامرة والاكتشاف في منطقة “ميبام” الجبلية التابعة لنيابة طيوي مع مجموعة أخرى من المغامرين لاحظوا وجود كهف وسط أحد الجبال المحيطة بالمكان، وعند دخولهم الكهف اكتشفوا وجود كهف آخر عن طريق فتحة ضيقة تربط بين الكهفين تسع لدخول شخص واحد فقط، وبعد دخولهم الكهف الثاني اكتشفوا وجود مثل النوازل والصواعد، وبعض التكوينات الجيولوجية، بالإضافة إلى نقوش ورموز كتابية قديمة مختلفة يُعتقد أنها أثرية، كما اكتشفوا وجود بحيرة كبيرة قريبة من الكهف لكن الوصول إليها بحاجة إلى استخدام أدوات خاصة للتسلق نظرًا لوعورة المكان.
وبعد تواصل أعضاء الفريق مع عدد من المختصين أكد بعضهم مبدئيًا أن الآثار قديمة، بينما كان رأي مختص آخر بجامعة السلطان قابوس أنه وبرغم أن الأبجدية المكتوبة على جدار الكهف قديمة لكنها مكتوبة بطريقة غير واضحة، وقد يكون تمت كتابتها حديثًا عن طريق أحد الأشخاص باستخدام حروف الأبجدية القديمة، وتم الاتفاق على زيارة فريق من المختصين للكهف، وكذلك عرضها على بعض المختصين في مثل هذه الرسومات والنقوش الأثرية للتأكد من أقدميتها وفترتها الزمنية.

يُذكر أن فريق “غيّر روتينك” يُعدّ من الفرق الشبابية العديدة المنتشرة في السلطنة، وقد تأسس في مارس 2018، وتم تسجيله كشركة رسمية في فبراير 2019 ومقره ولاية العامرات بمحافظة مسقط، وهو يهدف إلى تعزيز سياحة المغامرات عبر رحلات ينظمها دوريًا، يشارك فيها هواة تسلق الجبال وعشاق الطبيعة العمانية الساحرة، يخوضون خلالها تجارب مثيرة وممتعة في الوقت نفسه، وقام الفريق بالعديد من رحلات المغامرات والاكتشاف في مناطق مختلفة بالسلطنة مثل: عمق بير، وميبام، ووادي تعب، ووادي بني عوف.
