أثير- تاريخ عمان
أثير- تاريخ عمان
تلخيص: د. محمد بن حمد العريمي
تلخيص: د. محمد بن حمد العريمي
عندما أشرق نور النهضة المباركة على عمان في 23 يوليو 1970 كان هناك العديد من الروّاد الذين أسهموا في توطيد أركان هذه النهضة، ومساندة جهود قائدها وراعيها ومفجّر شرارتها -حفظه الله- في تحمل أعباء النهوض بها، ومواجهة التحديات والعقبات التي تواجهها، وبرز هؤلاء في مجالاتٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ واجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وثقافيةٍ مختلفة.

“أثير” تستعرض في هذا الموضوع جانبًا من سيرةٍ عطرة لأحد هؤلاء الروّاد الذين أسهموا في وضع أسس النهضة العمانية، وكان لهم دورٌ اجتماعيّ وثقافيّ وتربويّ رائد في فترةٍ حرجةٍ ومهمة من عمر هذه النهضة، ألا وهو الأستاذ والمعلّم والمربي الشيخ عبد القادر بن سالم الغساني، وذلك من خلال تصفح سفرٍ مهم تناول يومياته وذكرياته التي تعد شاهدةً على تلك الحقبة الزمنية، وهو كتاب “عبد القادر الغساني. مقتطفات من يومياته” لمؤلفه الباحث الدكتور سالم بن عقيل مقيبل، وهو كتاب توثيقي مهم يقع في 300 صفحة بواقع فصلين: الأول يتناول “النشأة والتعليم والعمل”، والثاني يتناول “يوميات الأستاذ”، وقد بدأ الباحث مقيبل في كتابة هذه المذكرات من عام 2009 حتى هذا العام 2015، حيث قام بجمع يومياته كلها التي بدأت منذ عام 1970 حتى عام 1975 دوّن فيها الأحداث المهمة، وبدأ يتوسع في الكتابة بشكل يومي من عام 1976 حتى عام 1994، لم يفُقد منها إلا يوميات عامي 1984 و1987 بسبب انتقال المكتبة من مكان لآخر.
“أثير”
تستعرض في هذا الموضوع جانبًا من سيرةٍ عطرة لأحد هؤلاء الروّاد الذين أسهموا في وضع أسس النهضة العمانية، وكان لهم دورٌ اجتماعيّ وثقافيّ وتربويّ رائد في فترةٍ حرجةٍ ومهمة من عمر هذه النهضة، ألا وهو الأستاذ والمعلّم والمربي الشيخ عبد القادر بن سالم الغساني، وذلك من خلال تصفح سفرٍ مهم تناول يومياته وذكرياته التي تعد شاهدةً على تلك الحقبة الزمنية، وهو
كتاب “عبد القادر الغساني. مقتطفات من يومياته” لمؤلفه الباحث الدكتور سالم بن عقيل مقيبل، وهو كتاب توثيقي مهم يقع في 300 صفحة بواقع فصلين: الأول يتناول “النشأة والتعليم والعمل”، والثاني يتناول “يوميات الأستاذ”، وقد بدأ الباحث مقيبل
عبد القادر الغساني. مقتطفات من يومياته”
في كتابة هذه المذكرات من عام 2009 حتى هذا العام 2015،
حيث قام ب
جمع يومياته كلها التي بدأت منذ عام 1970 حتى عام 1975 دوّن فيها الأحداث المهمة، وبدأ يتوسع في الكتابة بشكل يومي من عام 1976 حتى عام 1994، لم يفُقد منها إلا يوميات عامي 1984 و1987 بسبب انتقال المكتبة من مكان لآخر.

وعند اطلاع القارئ على الفصل الأول سيلاحظ جهد الباحث في تجميع المعلومات المتعلقة بالأستاذ الغساني، حيث إن الأستاذ لم يدون مذكراته إلا بعد عام 1970، ثم يأتي الفصل الثاني من مذكراته الشخصية حتى نهاية 1994، بعدها قام الباحث بإتمام سيرته المتنوعة والزاخرة من خلال نشاطه ومجهوداته ومساهماته التربوية حتى وفاته.
و
عند اطلاع القارئ على الفصل الأول سيلاحظ جهد الباحث في تجميع المعلومات المتعلقة بالأستاذ الغساني، حيث إن الأستاذ لم يدون مذكراته إلا بعد عام 1970، ثم يأتي الفصل الثاني من مذكراته الشخصية حتى نهاية 1994، بعدها قام الباحث بإتمام سيرته المتنوعة والزاخرة من خلال نشاطه ومجهوداته ومساهماته التربوية حتى وفاته.
والملاحظ في هذا الكتاب المهم أن الأستاذ عبد القادر سجّل أحداثًا ومواقف حياتية مختلفة غطت فترة تقرب من ربع قرن من الزمان بصفته شاهدٍ مهم على حقبةٍ زمنيةٍ من التاريخ العماني شهدت أحداثا عديدة ومهمة، كما سجل تاريخ التعليم في محافظة ظفار، ورصد التطورات الاجتماعية والاقتصادية لعُمان خلال فترة تأسيس الدولة العُمانية المعاصرة.
والملاحظ في هذا الكتاب المهم أن
الأستاذ عبد القادر سجّل أحداثًا ومواقف حياتية مختلفة غطت فترة تقرب من ربع قرن من الزمان بصفته شاهدٍ مهم على حقبةٍ زمنيةٍ من التاريخ العماني شهدت أحداثا عديدة ومهمة، كما سجل تاريخ التعليم في محافظة ظفار، ورصد التطورات الاجتماعية والاقتصادية لعُمان خلال فترة تأسيس الدولة العُمانية المعاصرة.
كما سيجد القارئ لهذه اليوميات صورًا من المعاناة في التأسيس للتعليم في الجزء الجنوبي من عُمان، وكيف أسست المدارس بالخيام والعريش والبيوت الخشبية والصنادق المصنوعة من الصفيح والبيوت الحجرية الصغيرة والتي فيما بعد تحولت إلى مدارس عصرية تستوعب الأعداد الكبيرة من أبناء عُمان من الأجيال الحالية.
بدايات النشأة والظهور
بدايات النشأة والظهور
وُلد الأستاذ عبد القادر بن سالم السيل الغساني بصلالة في 25 ذو القعدة 1338هـ الموافق 11 أغسطس 1920م. وتوفي في ليلة الجمعة 9 رمضان 1436هـ الموافق 26 يونيو 2015م، عن عمرٍ يناهز 94 عامًا.
بدأ حياته بالتكوين منذ عمر عشر سنوات، وسافر لطلب العلم وهو ابن اثني عشر عاما، وتخرج من رباط سيئون وهو ابن ثمانية عشر عاما.
علاقته مع السلطان سعيد بن تيمور
علاقته مع السلطان سعيد بن تيمور
كان الأستاذ الغساني محبا للثقافة والكتاب، ويعلم أن السلطان سعيد يحب القراءة وأنه كثير الاطلاع على الكتب السياسية والتاريخية والأدبية، ويتابع الصحف العالمية التي تأتيه عبر الطيران البريطاني القادم من عدن، فأحب أن يهديه مما أحب فأهداه كتابين في 30 ربيع الأول 1366هـ الموافق 21 فبراير 1947م ورد عليه بالشكر والقبول.

و”عندما شب السيد قابوس وبلغ عمره أربعة عشر عاما وهو الابن الوحيد للسلطان وجد الأستاذ عبد القادر أن أفضل هدية تهدى له هو الكتاب لما فيه من حياة العقل والنفس، فاختار كتابًا يناسبه من مكتبته وأرسله في عيد الأضحى عام 1373هـ الموافق أغسطس 1954م فسر السلطان بالهدية وشكره برسالة لتقديره قيمة الكتاب والعلم”.

تأسيس إدارة التربية والتعليم في ظفار
تأسيس إدارة التربية والتعليم في ظفار
في 4 أكتوبر عام 1970 تولى الأستاذ عبد القادر مسؤولية التعليم في ظفار، وبدأ العمل من المدرسة، فأول قرار اتخذه هو أن تفتح المدرسة السعيدية أبوابها لجميع أبناء البلد، وتم استقبال التلاميذ ووصل عددهم في الفصل الواحد إلى سبعين تلميذًا، وتم قبول 245 تلميذًا من أصل 365، فلقد كان هذا هو الحد الأقصى لما يمكن استيعابه من التلاميذ نظرا للنقص في المعلمين.

كانت السنتان الأوليتان بعد عام 1970 فترة تأسيس للمدارس الجديدة، وكان الأستاذ عبد القادر يعمل فترة طويلة حتى المساء، وبدأ بافتتاح مدارس جديدة على الشريط الساحلي لظفار مثل: مدرسة 23 يوليو للذكور بالدهاريز، ومدرسة حطين بطاقة، وابن خلدون بمرباط، وأبو عبيدة بسدح.
قصة كتاب اللبان في ظفار
قصة كتاب اللبان في ظفار
في يوم الأحد 8 يونيو 1980 تسلم الأستاذ عبد القادر الغساني رسالة من السيد فيصل بن علي وزير التراث القومي والثقافة تتضمن دعوته للمشاركة في الندوة التي ستقيمها وزارة التراث في أوائل نوفمبر بمناسبة العيد الوطني العاشر للسلطنة، وتم تكليفه بالكتابة عن اللبان، فشرع الأستاذ في كتابة بحث بعنوان ” أرض اللبان في سلطنة عُمان ” حرصا منه على الإسهام في توثيق تراث عُمان بالرغم من كثرة الأعباء، وقلة المعينات المواتية.
التوسع في تأسيس المدارس
التوسع في تأسيس المدارس
في عام 1981 وضعت الخطط الأولوية للمنطقة الغربية فتم تأسيس أربع مدارس هي: خضرفى، وأرديت، وأجدروت، وشهب أصعيب، ولأول مرة في تاريخ التعليم تكون هناك صفوف مجمعة ( الأول والثاني) في غرفة واحدة، (الثالث والرابع) في غرفة واحدة، لقلة المعلمين، وقلة عدد الطلاب في المناطق النائية في الجبال والبادية.

وفي عام 1982 تم افتتاح مدرستي شيرشتي وخضرافي في الغربية، وثلاث مدارس بالنجد: ذهبون، بربزوم، وبراصاص.

الترقية إلى درجة وكيل وزارة
الترقية إلى درجة وكيل وزارة
في يوم الأربعاء 29 يوليو 1981 تم ترقية الأستاذ الغساني ونقله إلى درجة وكيل وزارة بكافة مخصصاتها وذلك تقديرًا من القيادة الحكيمة لجهوده التي بذلها طوال المرحلة السابقة، ودوره الكبير في النهوض بالحركة التعليمية في ظفار.

مشروع موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية
مشروع موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية
في فبراير 1988 شارك الأستاذ عبد القادر في اجتماع اللجنة الوطنية لمشروع السلطان قابوس للأسماء العربية برئاسة معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان للتخطيط الاقتصادي، وكان الهدف هو التعريف بما ستناقشه اللجنة الاستشارية وخبراؤها في اجتماعاتها القادمة، وفي مساء يوم الجمعة 14 ديسمبر 1990 توجه إلى مسقط للمشاركة في الاحتفال بإنجاز المرحلة الأولى من موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب.
ترقيته إلى الدرجة الخاصة ومسمى مستشار
ترقيته إلى الدرجة الخاصة ومسمى مستشار
في يوم الأربعاء 10 أبريل 1991 أذاعت الإذاعة العُمانية خبر ترقيته إلى الدرجة الخاصة، وفي اليوم التالي تم نقله إلى الدرجة الخاصة وتعيينه مستشارًا بوزارة التربية والتعليم بحسب المرسوم السلطاني رقم 42 /91.
تكريمه بوسام عُمان من الدرجة الثالثة
تكريمه بوسام عُمان من الدرجة الثالثة
في يوم الاثنين 23 ديسمبر1991 تلقى الأستاذ عبد القادر الغساني رسالة من معالي السيد حمود بن فيصل بن سعيد سكرتير مجلس الوزراء تضمنت دعوته للحضور إلى مسقط في يوم الأحد 22 جمادى الآخرة 1412 هجري الموافق 29 ديسمبر 1991م لاستلام وسام عُمان من الدرجة الثالثة الذي تفضل وأنعم به صاحب الجلالة حفظه الله عليه في قصر العلم.
تقاعده من العمل التربوي الرسمي
تقاعده من العمل التربوي الرسمي
بتاريخ 1 مايو 1996م ترجل فارسنا الغسّاني بعد عمر حافل بالإنجازات والعطاء من عمره الذي استمر لمدة 55 عاما خلال الفترة (1941-1996)، كان خلالها معلما جادا، علم التلاميذ في بيته وفي المدرسة وتحت الشجر، بذل كل جهد، أحب التعليم لذاته، وأسهم في بناء الإنسان العماني الحديث من خلال جهوده التربوية المتنوعة وفق منظومة إدارية متكاملة.

عضويته في مجلس الدولة
عضويته في مجلس الدولة
على الرغم من وصول شخصيتنا لسن التقاعد الرسمي؛ إلا أن الدولة رأت أنه لا يزال يمتلك الكثير من الخبرات والإمكانات التي يمكن الاستفادة منها، وأن شخصا بحجم عطائه لابد من وضعه موضع التقدير المناسب، فصدر أمرٌ سامٍ بتعيينه عضوا مكرما في مجلس الدولة من عام 1997 إلى عام 2000م، كما تم تكريمه كأحد الأفراد الذين كان لهم بصمة في الجانب التعليمي والثقافي وقلّد وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون في أبريل 2001م.
على الرغم من وصول شخصيتنا لسن التقاعد الرسمي؛ إلا أن الدولة رأت أنه لا يزال يمتلك الكثير من الخبرات والإمكانات التي يمكن الاستفادة منها، وأن شخصا بحجم عطائه لابد من وضعه موضع التقدير المناسب، ف
صدر أمرٌ سامٍ بتعيينه عضوا مكرما في مجلس الدولة من عام 1997 إلى عام 2000م، كما تم تكريمه كأحد الأفراد الذين كان لهم بصمة في الجانب التعليمي والثقافي وقلّد وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون في أبريل 2001م.
تأسيس مكتبة دار الكتاب
تأسيس مكتبة دار الكتاب
خلال سنوات عمره منذ عام 1941 وأستاذنا الغساني حريص على اقتناء كنوز المعارف المختلفة من الإسلاميات إلى الأدب والتربية والتاريخ، سلوة العقل والروح، وهي عالمه نحو المعرفة بما أنتجته التجربة الإنسانية عبر القرون، وقرأ مئات من الكتب وآلافا من المجلات في شتى العلوم، ومن حبه لها كان يحفظها في مكتبته الخاصة التي يربو عدد كتبها على عشرة آلاف كتاب، فقرر أن يؤسس أول مكتبة عامة في ظفار تكون وقفا للعلم، واختار لها اسم “مكتبة دار الكتاب” لربط القارئ والباحث بالكتاب، وتم افتتاحها رسميا في 23 فبراير 2015، وهي مفتوحة للباحثين والقراء ومحبي الثقافة.
“مكتبة دار الكتاب”
يُذكر أن الدكتور سالم بن عقيل مقيبل من الأسماء التربوية التي يُشهد لها الميدان بالكثير من المبادرات والإبداع التربوي والمعرفي والثقافي، وأيضا التاريخي؛ إذ درب أكثر من 10 آلاف من المعلمين والكادر التربوي، وحاضر لأكثر من 20 ألفا من المجتمع العُماني خلال مسيرته، وتدرب على أيدي قادة التدريب في العالم، واجتاز بنجاح وتفوق العديد من الدورات في مجال تنمية وتطوير المهارات الذاتية، ويحمل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، كما حصل على وسام صلالة للتميز والإبداع في مجال الثقافة عام 2018.

وللدكتور سالم مقيبل عدد من المؤلفات؛ هي: كتاب “عُمان بين التجزئة والوحدة”، وكتاب “الأستاذ”، والذي شمل سيرة حياة عبد القادر بن سالم السيل الغساني، مقتطفات من يومياته، هذا فضلا عن مشاركته في الإعداد للموسوعة العُمانية، والساحة الأدبية على موعد مرتقب مع عدد من الإصدارات الجديدة؛ وهي: “المدرسة السعيدية بظفار 1936-1971″، و”تطور المجتمع العُماني 1914-1970“.
وللدكتور سالم مقيبل عدد من المؤلفات؛ هي: كتاب “عُمان بين التجزئة والوحدة”، وكتاب “الأستاذ”، والذي شمل سيرة حياة عبد القادر بن سالم السيل الغساني، مقتطفات من يومياته، هذا فضلا عن مشاركته في الإعداد للموسوعة العُمانية، والساحة الأدبية على موعد مرتقب مع عدد من الإصدارات الجديدة؛ وهي: “المدرسة السعيدية بظفار 1936-1971″، و”تطور المجتمع العُماني 1914-1970
“
.



المراجع
المراجع
1- جريدة الرؤية. ستة مكرمين بــ”وسام صلالة للتميز والإبداع” في انطلاقته الأولى، 9 يونيو 2018.
1-
جريدة الرؤية. ستة
مكرمين بــ”وسام صلالة للتميز والإبداع” في انطلاقته الأولى، 9 يونيو 2018.
2- مقيبل، سالم عقيل. الأستاذ عبد القادر الغساني مقتطفات من يومياته، ط1، مكتبة دار الكتاب العامة، صلالة، 2018.
2-
مقيبل، سالم عقيل. الأستاذ عبد القادر الغساني مقتطفات من يومياته، ط1، مكتبة دار الكتاب العامة، صلالة، 2018.
- الصور من أرشيف الباحث الدكتور سالم بن عقيل مقيبل
الصور من أرشيف الباحث الدكتور سالم بن عقيل مقيبل