خاص- أثير
تُمثّل الإعلانات الورقية إحدى وسائل الترويج لدى المؤسسات بمختلف قطاعاتها، ولكن قد تصبح هذه الإعلانات مصدرًا للإزعاج والفوضى إذا ما تم نشرها بطريقة سيئة، وقد تكون أداة يستخدمها ضعاف النفوس لبث بعض سمومهم في المجتمع.
“أثير” رصدت منشورًا تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي على أن بعض الوافدين يقومون بتعليق إعلانات على أبواب المنازل بهدف معرفة إذا كان أهلها موجودين فيها أو أنهم يقضون إجازة العيد في مكان آخر؛ استعدادًا لسرقة المنازل.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة دعوات بإزالة أي إعلان من باب الجيران الذي ذهبوا لقضاء إجازتهم في مكان آخر؛ حتى لا يكون منزلهم صيدًا سهلًا لضعاف النفوس.
“أثير” أجرت استطلاعًا حول هذه الإعلانات وسؤال المواطنين ما إذا كانوا قد صادفوا مثل هذه الإعلانات على أبواب منازلهم وكيف يتعاملون معها.
في البداية يقول المواطن أحمد بن عبدالله الحوسني من سكان منطقة المعبيلة الجنوبية بولاية السيب بأنه يصادف مثل هذه الإعلانات بمعدل ثلاث مرات أسبوعيًا وأحيانا بشكل يومي، ولاحظ بأن هناك عمالة وافدة تمشي ومعها رزم من هذه الإعلانات، وفي إحدى المرات استوقف أحدهم كان يضع إعلانًا لمركز تجاري معروف وأخبره بأنه لا يعمل بذلك المركز بل هو متعاقد مع إحدى المطابع للتوزيع.
وحول تعامله مع الإعلانات يقول الحوسني بأنه نادرًا ما يطّلع عليها وبالعادة مصيرها إلى حاوية القمامة، وأكد بأن منزله مزود بكاميرات المراقبة وجهاز إنذار لذلك يرى بأنه لا ضير في وجوده خارج المنزل لفترات طويلة.
ويؤكد إبراهيم بن ناصر الراشدي، من سكان الموالح بولاية السيب، بأنه يصادف كثيرًا مثل هذه الإعلانات ويجدها معلقة على باب منزله، مشيرًا إلى أنها تمثل مصدر إزعاج بالنسبة له. ويضيف بأنه عادة ما يقوم بالتخلص من هذه الإعلانات عن طريق رميها في سلة المهملات، مبينًا لـ “أثير” بأنه لا يغيب عن المنزل لفترات طويلة كما أنه يؤمّن البيت بالطريقة التقليدية وهي قفل الأبواب والنوافذ.
وفي حديث آخر مع أمل بنت مسعود العبرية قالت بأنها دائمًا تجد إعلانات في المنزل، وأنها تسبب إزعاجًا لأفراد عائلتها بشكل دائم، ويكون التعامل معها برميها في سلة القمامة.
وحول تأمين منزلهم عند الخروج منه لفترة طويلة، تقول العبرية بأنهم لا يغادرون منزلهم لفترة طويلة، وإذا غادروا فإنهم يغلقونه بالطريقة التقليدية فقط.
أما أحمد بن سعيد الغداني من سكان المعبيلة فيؤكد بأنه يجد هذه الإعلانات بشكل مستمر، وأغلبها من الشركات الكبرى منها شركات الاتصالات بغرض الإنترنت المنزلي وحتى المحلات التجارية الكبيرة، وتقوم العمالة الوافدة بتوزيعهاويوضح بأنه يأخد هذه الإعلانات إلى سلة القمامة بعد الاطلاع عليها، ويقوم بتوصية جيرانه لتأمين منزله في حال غيابه لفترة طويلة ويطلب منهم مراقبة المنزل من فترة لأخرى.
وتذكر مريم العلوية من ولاية عبري بأنهم يقومون بتأمين منزلهم بفتح مصابيح الإنارة الخارجية، وقفلها بالأقفال من الخارج، كما أنهم يتقبلون الإعلانات التي يجدوها معلقة على أبواب منزلهم ويحتفظون بها للحاجة في المستقبل.
كما يؤكد بدر بن سالم الشكيلي بأنه يجد إعلانات على باب منزله بشكل مستمر ولا يعرف من يقوم بوضعها، وغالبًا يقوم بالتخلص منها مباشرة وفي بعض الأحيان يقوم بقراءتها. وحول تأمين منزله يقول بأنه لا يوجد أي وسيلة لديه سوى غلق الأبواب.
وحول قانونية هذه الإعلانات التي توضع على أبواب المنازل، تواصلت “أثير” مع المحامي صلاح المقبالي، حيث يقول بأنه لا يوجد ما يمنع في القانون من توزيع الإعلانات على المنازل إلا في حال أن تلك الإعلانات غير مصرحة، كما أن القانون يمنع العمالة الوافدة من توزيع هذه الإعلانات وهي لا تعمل في الجهات التي أصدرتها.
ويوضح المقبالي بأن المادة (292) من قانون الجزاء العماني تنص على: يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (10) عشرة أيام، ولا تزيد على (3) ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تقل عن (100) مائة ريال عماني، ولا تزيد على (300) ثلاثمائة ريال عماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من:
أ – حفر في الطريق العام أو وضع مواد أو أشياء تعوق المرور فيه، أو تجعله غير مأمون.
ب – روج لبضاعته في الطريق العام بألفاظ غير لائقة أو أصوات مزعجة.
ج – نزع أو أتلف أو نقل أو أطفأ علامة من العلامات أو المصابيح المعدة للإنارة في الطرق أو المباني أو المحلات أو الأماكن العامة أو غير اتجاهها أو أتلف أجهزة ضبط السرعة.
د – أهمل التنبيه أمام الأشغال المصرح له بإجرائها في الأماكن، والطرق العامة.
هـ – أتلف أيا من وسائل التنبيه أو الإرشاد الموضوعة في أماكن الأشغال.
و – ألقى مواد صلبة أو سائلة على المارة، ولو لم يترتب على ذلك ضرر.
ز – وضع إعلانا في مكان عام بغير تصريح من السلطات المختصة أو نزع أو أتلف إعلانا موضوعا.
*****************************
*صورة الخبر من الإنترنت