أخبار محلية

أخبار وقصص من تاريخ الأوبئة والحجر الصحي في العالم

أخبار وقصص من تاريخ الأوبئة والحجر الصحي في العالم
أخبار وقصص من تاريخ الأوبئة والحجر الصحي في العالم أخبار وقصص من تاريخ الأوبئة والحجر الصحي في العالم

أثير- د. محمد بن حمد العريمي

 

عرف العالم على مر العصور العديد من الأمراض والأوبئة التي شكلت تحديًا لقدراته وإمكاناته العلمية والبشرية، ولممارساته الاجتماعية وأنماط سلوكه الصحية، وخلال الفترات الزمنية المتعاقبة كان التحدي بين الطرفين كبيرًا، وكان العالم يسعى إلى الاستفادة من الخبرات الحضارية المتوالية للشعوب في كيفية التعامل مع تلك الأوبئة على الرغم من الخسائر الهائلة التي كان يُنكب بها في أحيانٍ عديدة.

“أثير” تطوف بكم في هذا التقرير محطات تاريخية ارتبطت بالأوبئة المختلفة، وكيف تعاملت الشعوب معها على مر العصور، بعضها محطات مؤلمة، وبعضها الآخر طريف، وذلك من خلال استعراض مجموعة من العناوين التي تناولتها تقارير ومقالات صحفية مختلفة.

“أثير”

 موت ثلث السكان

 

موت ثلث السكان

في تقريره الذي نشره موقع جريدة “اليوم السابع” المصرية في الأول من فبراير 2020  يشير الصحفي أحمد الشريف من خلال الرجوع إلى كتاب “الأوبئة والتاريخ: المرض والإمبريالية لـشلدون واتس الذي صدرت ترجمته عن المركز القومي للترجمة، إلى الاجتياح الرهيب لمرض الطاعون الذي وقع بين عامي 1347 و1352 وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.

وقد اقتبس الشريف في تقريره: “في صيف عام 1347 اعتلت الفئران والبراغيث المصابة بالطاعون (الدملى) متن السفينة التجارية الجنوية في “كافا” على البحر الأسود، وفي هذه السنة مرت بعض السفن خلال الدرنيل بتركيا ثم رست في مسينا (صقلية) بعد ذلك أبحرت إلى بيزا وجنوا ومرسيليا، وبعض السفن الجنوية الأخرى أبحرت مباشرة من (كافا) إلى مصبات نهر النيل في مصر، وخلال بضعة أشهر بدأ وباء من نوع غير مألوف للمعاصرين في قتل الرجال والنساء والأطفال على جانبي البحر المتوسط”.

أيهما طبّق الحجر أولًا!

تناول التقرير الذي أعدّه الصحفي عمران عبد الله، ونشره موقع ” الجزيرة” الإلكتروني بتاريخ 28 يناير 2020 تاريخ الحجر الصحي في العالم، وفيه أشار إلى أسبقية العالم الإسلامي في تطبيق العزل الصحي على الرغم من أن مصطلح الحجر الصحي يعود للقرن 14 في مدينة البندقية الإيطالية واشتق من كلمة تعني أربعين يوما وهي الفترة التي طلب فيها عزل ركاب السفن في جزر قريبة لمعرفة إذا ما كان لديهم أعراض الطاعون، قبل أن يسمح لهم بالوصول لشواطئ المدن أثناء الوباء أو الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 و1352 ليقضي على قرابة 30% من سكان القارة، أي قرابة عشرين مليون إنسان.

ويشير التقرير إلى أنه في كتاب سفر اللاويين (أحد الأسفار المقدسة للتوراة أو العهد القديم) توجد إشارة لعزل المصابين لمنع عدوى الأمراض التي تسبب قرحة في الجلد.

ويشير عمران عبد الله إلى أنه قبل تطبيق الحجر الصحي في جنوة والبندقية ومدن جنوب أوروبا، عرفت دمشق تطبيق العزل الصحي، وقام الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبد الملك -الذي حكم عشر سنوات بين 705 – 715م الموافق 86 – 96هـ، ببناء أول مستشفى “بيمارستان” في دمشق وأصدر أمرًا بعزل المصابين بالجذام وتجنب اختلاطهم ببقية المرضى في المستشفى.

وأجرى الخليفة رواتب للمرضى بما في ذلك المجذومون، وقدم المعونة والعلاج بالمجان، وانتقى أفضل الأطباء والمعالجين لخدمة المرضى.

المغاربة يطبقون الحجر الصحي

يشير المؤرخ الدكتور علي الصلابي في مقال له عن كيفية تعامل المسلمين مع الأوبئة نشره موقع (مدونات الجزيرة) بتاريخ 19 مارس 2020 إلى حادثة تاريخية استطاع فيها المغاربة تطبيق الحجر الصحي بشكل مناسب، “فقبيل انتشار طاعون 1798م في المغرب، استطاع المغاربة تطبيق حجر صحي واتخاذ إجراءات للوقاية من الوباء الذي قدم من الشرق، فهم وإن لم يستطيعوا أن يتفادوه ولكنهم استطاعوا تأخير قدومه عدة سنوات، فهذا الطاعون أول ما بدأ في الإسكندرية في عام 1783م”.

ويضيف المؤرخ أن “الذي ساهم في تأخير قدوم الوباء مجموعة التدابير التي اتخذها سيدي محمد بن عبدالله لوقاية مملكته من الوباء المتفشي في الجزائر وذلك بأن أقام نطاقا عسكريا على الحدود الشرقية للمغرب، وبدأت الهيئة القنصلية المقيمة في طنجة في عام 1792م باتخاذ اجراءات صحية وقائية على الواجهة البحرية، بعد أن استطاعت انتزاع موافقة مولاي سليمان على فرض حجر صحي ضد الجزائر التي كان الوباء فيها قد تفشى آنذاك” .

 

تاريخ الحجر الصحي في بلاد الشام

تشير الوثائق بحسب بتقرير صحفي للباحث في التراث الفلسطيني حمزة العقرباوي نشره موقع (فلسطين ULTRA) بتاريخ 23 مارس 2020 إلى أن الكرنتينا الأولى الرئيسية في سوريا قد أنشئت سنة 1834 في بيروت، وكان على السفن والركاب القادمين إلى فلسطين وعموم بلاد الشام البقاء بين 10-12 يومًا فيها. وقد طلب إبراهيم باشا من القناصل الأوروبيين، وخصوصًا القنصل الفرنسي هنري غي، إقامته من أجل حماية جيشه من الأمراض، كالطاعون الذي انتشر عدة مرات في المناطق المجاورة.

ويضيف الباحث أنه بإنشاء الكرنتينا في بيروت تأثرت الحركة في يافا، جراء قلة الحجاج، بالإضافة إلى أن النزول في بيروت سيجبر الحجاج الأوروبيين على عبور طريق أطول نحو القدس، الأمر الذي دفع ممثلين عن طائفتي الأرمن والأرثوذوكس في القدس للتوجه إلى إبراهيم باشا سنة 1835، طالبين منه بناء الكرنتيا في يافا، غير أنه رفض ذلك وأبدى موافقته أن تكون في حيفا. ثم وافق بعد ذلك بفترة على إقامتها في يافا، فأقيمت غرب المدينة وأنهي العمل بها سنة 1836.

وبحسب الباحث فقد توالت بعد ذلك أبنية الكرنتينا في المدن الفلسطينية الساحلية والداخلية، حيث تشير السجلات إلى إقامة حجر صحي في القدس بجوار كهف الأدهمية خارج باب العامود، ثم في عام 1849 أقيمت كرنتينا جديدة خارج السور قرب قلعة باب الخليل.

وأنشأ محمد علي باشا كرنتينا في بلدة “الشيخ زويد” في شمالي سيناء لحجر القادمين إلى مصر من بلاد الشام. كما أنشأ العثمانيون كرنتيناتٍ في مدن فلسطينة وعربية منها الكرنتينا في مدينة غزة، والكرنتينا في مدينة الخليل عام 1848. وفي مدينة نابلس لا يزال الأهالي يُسمون الدرج الواقع بجانب المستشفى الوطني باسم “درج الكرنتينا”.

أما في يافا، وكونها مدينة ساحلية، فتشير المراجع التاريخة إلى وجود أكثر من كرنتينا فيها: الكرنتينا التحتانية جنوب يافا، الكرنتينا الجديدة “الفوقانية” داخل السور، كرنتينا دير الروم، كرنتينا دير الأرمن، كرنتنيا الهدار.

ويشير الباحث إلى مؤلف كتاب “مذكرات تاريخية عن حملة إبراهيم باشا” الذي ذكر أنه “في سنة 1840 صار طاعون بالشام فأقيمت كورنتيا لمواجهة ذلك وجعلت من مبنيين أحدهما للمصابين والآخر للمحجوز عليهم لحين التأكد من خلوهم من المرض”.

 

“الإسكندرية 1831”.. تاريخ أول مجلس حجر صحي بحري في العالم

في حوارٍ معه نشره موقع جريدة “الدستور” المصرية الإلكتروني أشار الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التراث بالمعهد العالي للسياحة والفنادق بالإسكندرية إلى أنه في عام 1831م، حاول والي مصر محمد على باشا، بشتى السبل أن يجد حلًا لمشكلة الأمراض التي تأتي من الأماكن التي تتصل مع مصر بالتجارة، فبادر بفكرة إنشاء أول مجلس حجر صحي دولي بحري، وخاصًا أن الدولة عانت بشدة من وباء “الكوليرا” والذي بدأ في منذ عام 1831م في مصر والإسكندرية خاصا، وكان هدف محمد علي ليس فقط تطبيق الحجر الصحي على الوافدين من أوروبا تحت أي ظرف، بل كان تفكيره في عدم تعطيل التجارة المصرية، وأن من يخرج من مصر يكون لا يعاني من أي مرض أو وباء، ومعه شهادة صحية بهذا الأمر، بذلك لا يمكث في الحجر الصحي في دول أوروبا.

وأضاف الدكتور أنه في عهد الملك فؤاد الأول، في أواخر عشرينيات القرن الماضي، تم إنشاء المبني الإداري للحجر الصحى البحري بمنطقة الازاريطة بوسط الإسكندرية، والذي تحول بعد ذلك للمبنى الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، والذي تحول الآن لمركز صحة المرأة وتنمية المرأة.

قبل 189 عاما نفّذ بيت كويتي الحجر الصحي

أشارت جريدة “الرأي” الكويتية في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني بتاريخ الأول من مارس 2020 إلى  أنه وخلال طاعون «الكوليرا» الذي ضرب الكويت في العام 1831 وأباد كثيرين من سكانها فقد نفذ بيت في منطقة شرق حجرا صحيا، وأغلق بابه ولم يسمح أهله بالدخول أو الخروج لأحد، وعندما أصرت زوجة أحد أبناء هذا البيت على الخروج، جعلوها تخرج من سطح البيت، ولم تعد ثانية إذ وافتها المنية بسبب العدوى.

ويذكر الباحث الكويتي عبد العزيز الغنيم أنه “في أثناء تلك المعمعة أغلق أهل بيت في الشرق دارهم وادخروا فيها ما يكفيهم من طعام وشراب، ولم يسمحوا لأحد بالدخول عليهم خوفا من تسرب العدوى، فكان هذا البيت جراء هذا التحفظ هو الوحيد في الكويت الذي لم يصب بالطاعون بضرر، غير أن امرأة منهم حاولت الخروج لتنظر ما أصاب أهلها، فأنزلوها بحبل من السطح ثم رجعت إليهم أخيرا فلم يفتحوا لها فرجعت أدراجها وقضى عليها، كما قضي على غيرها”.

 

جزيرة الحجر الصحي للطاعون قديما في أوروبا

جزيرة الحجر الصحي للطاعون قديما في أوروبا

بحسب موقع (مطنّش) الإلكتروني، وهو موقع يتناول بعض غرائب وعجائب العالم ، هناك جزيره اسمها Povegliya)  ) بالقرب من البندقية استخدمت كمكان للحجر، وذلك أنه وبعد تعرض أوروبا في القرن 15 لمرض الطاعون حيث كان أكثر شيوعًا منذ أي وقت مضى، ونتيجه لكثرة الموتى في الطرقات والمنازل قام عدد من الناس بنقل جثث المتوفين إلى تلك الجزيره ودفنها بشكل جماعي مما جعل السلطات آنذاك تفكر في جعل تلك الجزيره بمثابة الحجر الصحي لمرضى الطاعون حيث كان يتم حرقهم وهم أحياء ودفنهم في مقابر جماعية قدر عددهم بأكثر من 160 ألف شخص هناك خلال هذه الفترة.

تمساح يلتهم رجلاً

من الأخبار الطريفة المتعلقة بالحجر الصحي ما نشره موقع “الخبر” الإلكتروني بتاريخ 26 مارس 2020 من أنه التهم تمساحٌ في منطقة كامونيي، الواقعة في جمهورية رواندا، رجلا توجه للصيد في نهر نيابارونغو، مخالفًا بذلك تعليمات الحجر الصحي للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.

وبحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية – المصدر الرئيس للخبر –  عن رئيسة بلدية منطقة كامونيي فإن “رجلا خالف نظام حظر التجوال وذهب لصيد الأسماك، فهاجمه تمساح ضخم وافترسه”.

وأضافت رئيسة البلدية: “كان الرجل من بين الأشخاص القلائل الذين لم يلتزموا بالحجر الصحي المفروض لكبح انتشار الفيروس”.

المراجع

  • الشريف، أحمد ابراهيم. “تاريخ الوباء.. رحلة الفئران والبراغيث للقضاء على ثلث سكان العالم بالطاعون”، السبت، الأول من فبراير 2020 ، https://www.youm7.com/story/2020/2/1
  • الصلابي، علي. “كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم؟”، موقع مدونات الجزيرة الالكتروني، 19 مارس 2020، https://blogs.aljazeera.net/blogs/2020/3/19
  • العقرباوي، حمزة. “الكرنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين”، 23 مارس 2020، https://ultrapal.ultrasawt.com/
  • عمران عبد الله. “الحجر الصحي وعزل المرضى في الجزر.. تاريخ طويل لا يخلو من التمييز والعنصرية”، موقع الجزيرة الالكتروني، 28 يناير 2020،aljazeera.net/news/cultureandart/2020/1/28/
  • “قبل 189 عاماً نفّذ بيت كويتي الحجر الصحي في منطقة شرق لمواجهة العدوى الآتية من البصرة”، جريدة الرأي الكويتية، 21 مارس 2020.
  • “الإسكندرية 1831”.. تاريخ أول مجلس حجر صحي بحري في العالم، موقع جريدة الدستور الالكتروني، الثلاثاء 31 مارس 2020، https://www.dostor.org/3047054
  • “تمساح يلتهم رجلاً خالف تعليمات الحجر الصحي في رواندا”، موقع “الخبر” الالكتروني، 26 مارس 2020، https://alkhabar-sy.com/
  • موقع مطنّش الالكتروني. https://mtnsh.com/92058

  • الشريف، أحمد ابراهيم. “تاريخ الوباء.. رحلة الفئران والبراغيث للقضاء على ثلث سكان العالم بالطاعون”، السبت، الأول من فبراير 2020 ، https://www.youm7.com/story/2020/2/1
  • https://www.youm7.com/story/2020/2/1

  • الصلابي، علي. “كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم؟”، موقع مدونات الجزيرة الالكتروني، 19 مارس 2020، https://blogs.aljazeera.net/blogs/2020/3/19
  • https://blogs.aljazeera.net/blogs/2020/3/19

  • العقرباوي، حمزة. “الكرنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين”، 23 مارس 2020، https://ultrapal.ultrasawt.com/
  • https://ultrapal.ultrasawt.com/

  • عمران عبد الله. “الحجر الصحي وعزل المرضى في الجزر.. تاريخ طويل لا يخلو من التمييز والعنصرية”، موقع الجزيرة الالكتروني، 28 يناير 2020،aljazeera.net/news/cultureandart/2020/1/28/
  • .

  • “قبل 189 عاماً نفّذ بيت كويتي الحجر الصحي في منطقة شرق لمواجهة العدوى الآتية من البصرة”، جريدة الرأي الكويتية، 21 مارس 2020.
  • “الإسكندرية 1831”.. تاريخ أول مجلس حجر صحي بحري في العالم، موقع جريدة الدستور الالكتروني، الثلاثاء 31 مارس 2020، https://www.dostor.org/3047054
  • https://www.dostor.org/3047054

  • “تمساح يلتهم رجلاً خالف تعليمات الحجر الصحي في رواندا”، موقع “الخبر” الالكتروني، 26 مارس 2020، https://alkhabar-sy.com/
  • ،

    https://alkhabar-sy.com/

  • موقع مطنّش الالكتروني. https://mtnsh.com/92058
  • https://mtnsh.com/92058

    *الصور من شبكة المعلومات العالمية

    Your Page Title