أثير – ريما الشيخ
الإبداع لا يتوقف عند عُمر معين، والتميُّز صفة كانت عنوانًا لمنتجاتها.
بدأ مشوارها وهي طفلة، وأصبح اليوم حقيقة على أرض الواقع، فكانت أول محاولة لها في تجميد المثلجات (الآيسكريم) باستخدام مواد غير صالحة للأكل كالصابون والألوان المدرسية.
هكذا بدأت لمى الخروصية قصتها بصنع المثلجات والحلويات منذُ عمر الثلاث سنوات والنصف، لحبها لها واعتقادها بأنها تُسعِد الآخرين.حول ذلك أوضحت والدة لمى الخروصية لـ “أثير” بأن ابنتها بدأت بصنع الحلويات كونها لا تحتاج بإعدادها إلى غاز ونار خاصة، قائلة: هي تعمل أغلب الوقت بنفسها وتفاجئنا بأنها انتهت من إعداد الحلويات، وعندما رأينا مدى جديتها بالعمل وتخبر جميع أقاربها بما تعمل، حينها قررتُ بأن أجلب المواد الصالحة للأكل لتتمكن من صنع المثلجات ( الآيسكريم) والحلويات بالطريقة الصحيحة.
وعن المرحلة التي مرت بها لمى لترويج منتجاتها، ذكرت أم لمى : حاولت لمى أن تنشر فيديو دعائيا لها في مختلف الأماكن عن منتجاتها من خلال الاتصال بالأهل وعبر منصات التواصل الاجتماعي، وطلبت من الكثير تقديم الدعم لها، ولم تحصل على رد، فأصابها إحباط وحزن شديد، فقررت أن تقوم بتصوير منتجاتها بنفسها وعرضها، فكان أول من تجاوب معها الأستاذة شريفة العامرية، فانتشر الفيديو الخاص بها بعد ذلك،كما قدم المصور خليل الحسني دعمه لمنتجات لمى من خلال التصوير والمونتاج بدون أي مقابل.
وذات يوم تلقت التاجرة الصغيرة خبرًا بدعم السيدة الجليلة لمشروعها، فكانت فرحة لها لا تقدر بثمن، وهذا ما ذكرته والدتها بقولها: تلقينا خبر دعم السيدة الجليلة لنا بمشاعر مختلطة بالفرح، حيث كانت مفاجأة غير متوقعة، وهذا مصدر فخر واعتزاز بتكريمها لنا.
أما عن جودة حلويات ومثلجات لمى فإنها تتميز بالجودة العالية لكونها مصنوعة من مكونات طبيعية، حيث تمر بمراحل دقيقة وعديدة في الإعداد والإنتاج، وهذا ما أكدته أم لمى، قائلة “مذاق الآيسكريم الحالي وجودته لا يحتاج إلى أي إضافات، فهو يتميز بطبيعته المتفردة.”
وصلت منتجات “لمى سويتس” إلى بعض المناطق في السلطنة، وتطمح التاجرة الصغيرة إلى أن تصل منتجاتها إلى جميع المناطق، وأن يتذوقها كل عُماني.
“كأم أنصح الأمهات بإعطاء مساحة للأطفال وحرية فكرية؛ ليبدعوا ويحاولوا وليخطئوا، كي يتعلموا من أخطائهم، فهذا ينمي مهاراتهم ويعزز قدراتهم، وإعطاء الطفل مجال للنقاش والحوار والاستماع له ولأفكاره وآرائه، وأن يشعر بالطمأنينة والأمان بين أسرته” ، هكذا ختمت والدة لمى التاجرة الصغيرة حديثها مع “أثير”، متأملة بأن تصبح لمى التاجرة الصغيرة صانعة آيسكريم مشهورة على المستوى الخليج والعربي، وذلك لكثرة رسائل الإعجاب والتقدير التي تصلها من داخل السلطنة وخارجها.
هكذا هم أطفالنا اليوم مبدعون؛ وغدًا سيكون أجمل، ومشرقًا أكثر بإنجازاتهم.