أثير – جميلة العبرية
دخل عالم الاستثمار الزراعي في عام 2018م بعد أن قام بدراسة الأسواق المحلية، وبدأت تجربته كهواية في مجال الزراعة كونه خريج دراسات تجارية بتخصص إدارة أعمال، ارتأى أن يحول هذه الهواية إلى فرصة استثمارية، فاشترى مزرعة بولاية عبري وقام باستصلاحها، ثم بدأ هو وأسرته بزراعة عدة محاصيل كان من أبرزها القمح والشعير والحلبة والخضروات بالإضافة إلى النخيل والأعلاف.
في هذا الحوار نسرد لكم قصة محسن بن سليم بن عبدالله المنذري رائد أعمال في المجال الزراعي ليحكي لنا تفاصيل زراعة القمح (البر) في السلطنة، حيث استهل حديثه بالشكر على إتاحة هذه الفرصة له؛ ليروي تجربته في الزراعة بشكل عام وفي زراعة القمح والشعير بشكل خاص.
يقول المنذري بأنهم بدأوا زراعة القمح الموسم الماضي وهم يستعدون حاليًا لزراعة هذا الموسم في الشهر الجاري نوفمبر، موضحًا بأن التجربة السابقة كانت رائعة بمعنى الكلمة والكل يشعر بالسعادة وينتظر الخيرات التي تجود بها التربة العمانية.
مراحل زراعة القمح
مراحل زراعة القمح
أوضح المنذري بأن زراعة القمح تمر بعدة مراحل، وقبل زراعته لابد من انتظار دخول موسم (التعريق) وهو 100 يوم مقسمة على 10 درور لكل در 10 أيام، في البداية تحرث الأرض (تهاس) في (در العشرة) وتترك ثم تحرث مرة أخرى في (در العشرين) وتترك، ثم تضاف الأسمدة العضوية وتحرث في (در الثلاثين) ثم تُسقى سقيًا خفيفًا في (در الأربعين) وتترك لتنبت الحشائش إن وجدت، ثم تقلب التربة مرة أخرى في (در الخمسين) وتنشر التقاوي على الأرض (تعريق البر) ثم تروى رية غزيرة ليبدأ الإنبات بعد 3 أيام إلى 5 أيام تقريبا.
وأضاف بأن أغلب المزارعين في أيامنا يختصرون الكثير من هذه المراحل ويباشرون تعريق البر (القمح) بطلوع نجمي (أذكرين) وهما السماك الرامح والسماك الأعزل لضمان توفر الظروف المناخية لإنبات القمح، وبعد ذلك تتم إضافة الأسمدة الآزوتية مع الري على مراحل حسب توجيهات وزارة الثروة الزراعية وخبرات المزارع المتراكمة، وتستمر الرعاية إلى أن يأتي وقت الحصاد إلى موسم الصيف قبيل طلوع نجم الثريا.
وذكر المنذري: للقمح (البر) أنواعٌ كثيرة، لكن في ولاية عبري بلدة السليف نفضل زراعة الأصناف المحلية كصنف (قريات 226 – أو كوله أو صنف الميساني) وهي من الأصناف الممتازة التي تتحمل ملوحة الماء والتربة وتتكيف مع الأجواء في بلادنا.
وأشار إلى أن زراعة القمح لها مردود مالي جيد ومجدٍ في حال تم التسويق بطريقة احترافية ويتراوح سعر الكيلو من 600 بيسة إلى ريال واحد، ويعتمد ذلك على جودة القمح ونقاوته، وما ينطبق على القمح ينطبق على الشعير وباقي المحاصيل الأخرى والسعر يتفاوت حسب نوع المحصول أيضا.
وأوضح أيضًا بأن القمح يجود في التربة الطينية الخصبة، ومن تجربته فهو يجود أيضا في التربة الرملية مع العناية بالتسميد العضوي بشكل مكثف، وبشكل عام فالقمح والشعير يتحملان ملوحة الماء والتربة إلى حد قد يصل إلى 5000 جزء في المليون.
تحديات تبحث عن حلول
تحديات تبحث عن حلول
أكد محسن المنذري بأن هناك العديد من التحديات تواجه المزارع العُماني في مجال الاستثمار الزراعي، وأهم مشكلتين هما التسويق وإغراق الأسواق المحلية بالمنتجات الأجنبية، موضحًا بأن لا يوجد تحدٍ بدون حل؛ والحل هو إنشاء شركات تسويق زراعي تابعة للحكومة تعمل على تصدير المنتجات العمانية إلى الخارج وتسويقها في الداخل وذلك بأسعار مرضية لجميع الأطراف؛ وهذا يتطلب إقامة مخازن تبريد، ولو تم إنشاء مصانع للصناعات التحويلية تستقبل هذه المنتجات لأصبحت هناك قيمة مضافة للاستثمار الزراعي.
مضيفًا بأن الحال لن يستقيم إلا بتنظيم أسواقنا المحلية وإدارتها بشكل مباشر من قبل لجان بلدية وفتح أسواق أخرى في الداخل والخارج.
وفي ختام حديثه لـ “أثير” طالب محسن المنذري بمزيد من الدعم لرواد الأعمال وخاصة المزارعين الشباب وحثهم على الاستثمار في المجال الزراعي من خلال وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
“أثير”
