فضاءات

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير
المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير

أثير – المكرّم السيد نوح بن محمد البوسعيدي

في بضع سنين، تعانقت الموالح مع الحيل. ثم تمددا ليصافحن الخوض، وبعدها بسطا الأذرع ليحتضنن المعبيلة. بهذا تشكّل أكبر تجمّع سكّاني وعمراني في تاريخ عماننا الحبيبة.

وفيما كنت ساكناً أو عابراً أو حتى قاصداً حاجة ما بهذه المنطقة الحيوية، فقد لا يفوتك ملاحظة عدد من الظواهر الملفتة.

المشهد الأول، قد ترى أشخاصاً وافدين في دراجات هوائية مثّبت عليها صناديق كرتونية كبيرة يجوبون الطرقات ويتوّقفون عند حاويات بيئة يجمعون كل المواد القابلة للتدوير من بلاستيك وعلب وبقايا معدنية وورق مقّوى. يحزمونها ويعلقونها ويربطونها ويسيرون بها إلى مخازن التجميع في المعبيلة الصناعية، حيث يتم بيعها لتنقل بعدئذ إلى مصانع التدوير وأغلبها عبر الحدود. هذه الدراجات الهوائية تحوّلت إلى ما يشبه الحمير التي أثقلها “الثوج” أو المحمل لما فيها من أثقال وأحمال.

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير
المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير

المشهد الثاني، فيما مررت بشارع المعبيلة الصناعية فلن يفوتك مشهد مظلاّت أشبه بعشش مسقوفة إما بـ ” تشينكو” أو ” بلايود” أو “طرابيل”، وربما بعضها يكافح من أجل عمانيته فيستخدم “دعون”، لكن للأسف بالية تقصّف خوصها واهترى زورها.

للعلم، هذه لمن لا يعلم، هي استراحات لسائقي العربات العمانيين الذين يتم استئجارهم لنقل المواد المشتراة من المنطقة الصناعية ويتم ذلك بالدور حسب حجم حمولة العربة. للعلم أيضاً أن هذه المدينة الصناعية الزاخرة بالصناعات الحديثة تنتج أفضل أشكال “البرجولا”، وقد يقول قائل لما بعض مصانعها لا تُنعم على مجتمعها ببعض منها امتنانًا لخير هذة البلدة الطيبة، أو حتى للإعلان والدعاية.

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير
المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير

المشهد الثالث، فيما مررت ببعض الطرقات العامة الرئيسة بهذ المنطقة فلا بد أن تواجه عربة هنا أو هناك لبيع الخضروات والفواكه أو الأسماك يديرها عمانيون وبعضهم لديهم مساعدين من الوافدين. بعض السيارات تقف هكذا مجرّدة تعرض بضاعتها والأكثر تجدهم وقد أقاموا حولهم عريشاً أو ما يشبه خيمة مفتوحة من مواد قماشية مرقّعة، وهنا وهناك طابوقة أو أكثر لحبسها من الفرار مع الريح.

ولعله في كل هذه الحالات تتساءل هل هناك وسائل أفضل لتنظيم عمل هولاء وتسهيل الأمور عليهم ليمارسوا مهنهم بشكل أفضل يعود بالنفع عليهم وعلى المواطنين وعلى الاقتصاد المحلي والوطني.

 

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير
المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير


أما لسائقي عربات النقل، فإن الخدمات اللوجيستية تُعد من روافد الدخل للاقتصاد الوطني، فهل من الممكن أن تقام لهم استراحات بمرافق حديثة وتحصيل رسوم استخدام أو اشتراك.

وفيما يخص باعة الخضروات والفواكه والأسماك المتجولين فإنها خدمة جليلة وتغني الكثر من الناس من الذهاب للتسوق بعيداً وتقلل من الزحمة في الشوارع، فلما لا يتم تطويرها بتجهيزات حديثة تراعي السلامة الغذائية وجمالية المدينة وراحة الباعة وزبائنهم وترفد الاقتصاد.

المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير
المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير المكرّم السيد نوح البوسعيدي يكتب: فرسان الشمس؛ الرزق تحت ِحَمى الهجير

ومع كل هذا لنحّيي جميعاً فرسان الشمس.
وحقاً تحت حمى الهجير خيٌر وفير.


“اللهم ظِّلنا بظّلك، يوم لا ظِّل إلاّ ظِّلك”

Your Page Title